يتم التحميل...

يوم التوحيد بالدعاء

ذو الحجة

إن يومَ التاسعِ من ذي الحجة هو يومُ عرفة وهو يومٌ عظيمٌ عند الله ومن أجلّ الأيام وأعظمِها، وقد وردَ استحبابُ إحياء ليلته ويومِها بالعبادة. فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "مَنْ صلّى يَوْمَ عرفةَ قَبْلَ أنْ يَخْرُجَ إلى الدعاءِ في ذلكَ اليومِ ويكونُ بارزاً تحتَ السماءِ ركعتينِ واعترفَ للهِ عزَّ وجلَّ وأقرَّ بخطاياهُ نالَ ما نالَ الواقفونَ بعرفةَ مِنَ الفوزِ وغُفِرَ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ وما تأخَّرَ".

عدد الزوار: 69

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم التوحيد بالدعاء
المناسبة: يوم عرفة



إن يومَ التاسعِ من ذي الحجة هو يومُ عرفة وهو يومٌ عظيمٌ عند الله ومن أجلّ الأيام وأعظمِها، وقد وردَ استحبابُ إحياء ليلته ويومِها بالعبادة. فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "مَنْ صلّى يَوْمَ عرفةَ قَبْلَ أنْ يَخْرُجَ إلى الدعاءِ في ذلكَ اليومِ ويكونُ بارزاً تحتَ السماءِ ركعتينِ واعترفَ للهِ عزَّ وجلَّ وأقرَّ بخطاياهُ نالَ ما نالَ الواقفونَ بعرفةَ مِنَ الفوزِ وغُفِرَ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ وما تأخَّرَ" .

وقد ورد استحباب الغسل فيه وزيارة الإمام الحسين عليه السلام وذكر استحباب صومه بالخصوص، وفي بعض ما روي أنه يعدل صيام الدهر وأن صيامه كذلك كفارة تسعين سنة. لكن الناظر في روايات أعمال هذا اليوم خصوصاً استحباب الصيام وأجره، يلفت نظره أن صومه مقيّد بمن لا يضعفه الصوم عن الدعاء، فكأن هذا اليوم قد محّض واختص بالدعاء، وفي الرواية السابقة فإن استحباب إحيائه والدعاء فيه ليس مختصاً بمن وفقهم الله تعالى للوقوف في عرفة بل يعم جميع الناس لأن أبواب الاستجابة مفتوحة والحجب مزالة.
 
● التوحيد في الدعاء

وقد ورد في رواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال: "ويحكَ أغيرَ اللهِ تسألُ في هذا اليومِ؟ إنَّهُ ليُرجى لما في بطونِ الحبالى في هذا اليومِ أنْ يَكونَ سَعيداً". فعلينا أن نتوجه لله وحده بالدعاء خصوصاً في هذا اليوم وهو مقتضى توحيد الله والتصديق بوعده ألم يقل واعداً: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر:60) فمَنْ يملكُ الخيرَ إلاَّ اللهُ ومَنْ يملكُ دَفْعَ الضرِّ إلاَّ اللهُ، ومن معاني توحيد الله بالدعاء أن يكون أملُنا ورجاؤنا هو اللهُ عزَّ وجلَّ وحده، لا شريك له. فمن معاني "أَلِهَ" فَزِعَ، فالإلهُ بمعنى المَفْزَع، وعليه فمعنى "أشهد أن لا إله إلا الله" هو أن لا مَفْزَعَ في الوجودِ إلاَّ اللهُ. فمن اعتقد أن لا مفزعَ إلاَّ اللهُ، كيفَ يفزعُ (يلجأ) إلى غيرِهِ.(المراقبات)

ففي الحديث القدسي "وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنَّ أملَ كلِّ مؤمّلٍ غيري باليأسِ، ولأكسوَنَّهُ ثوبَ الذلِّ عند الناس، ولأنحّينَهُ عَنْ قربي ولأبعِّدنَّه عن وصلي، أيؤملُ غيري في الشدائدِ والشدائدُ بيدي، ويرجو غيري ويقرَعُ بالفكرِ بابَ غيري وبيدي مفاتيحُ الأبوابِ وهي مغلقةٌ وبابي مَفْتوحٌ لِمَنْ دَعاني. فمن ذا الذي أمَّلني لنوائِبهِ فقطعتُهُ دونَها، ومن ذا الذي رجاني لعظيمةٍ فقطعْتُ رجاءَهُ منّي، جعلتُ آمالَ عبادي كلَّها عندي محفوظةً فلَمْ يَرْضوا بحفظتي وملأتُ سماواتي مِمَّنْ لا يملُّ من تسبيحي، وأمَرْتُهُم أن لا يُغْلِقوا الأبوابَ بيني وبينَ عبادي. فلَم يَثِقوا بقولي. ألم يعلمْ من طرقَتْهُ نائبةٌ من نوائبي أنَّهُ لا يَمْلِكُ كَشْفَها أحدٌ غيري إلاَّ مِنْ بعد إذني فما لي أراهُ لاهِياً عنّي؟ أعطيتُهُ بجودي ما لم يسألني ثم انتزعتُهُ عنهُ فلم يسألْني ردَّهُ وسألَ غيري، أفيراني ابدأُ بالعطاء قبل المسألة ثم أُسألُ فلا أجيب سائلي؟. أبخيلٌ أنا فيبخلني عبدي؟ أوليسَ الجودُ والكرمُ لي؟ أو ليس العفوُ والرحمةُ بيدي؟ أوليس أنا محلّ الآمالِ، فمن يقطعُها دوني؟ أفلا يخشى المؤمّلونَ أن يؤملوا غيري، فلو أن أهلَ سماواتي وأرضي أمّلوا جميعاً ثمّ أعطيتُ كلَّ واحدٍ منهم مثل ما أمّلَ الجميعُ، ما انتقصَ من ملكي مثلَ عضو ذرة؟ فكيفَ ينقصُ ملكٌ أنا قيّمُه؟ فيا بؤساً للقانطينَ من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني  ولم يراقبني".

فعلينا أن نتفرغ للدعاء في هذا اليومِ العظيم، لا سيما بما ورد، وبالأخص دعاء يوم عرفة العالي المضامين، على أمل أن لا ننسى في هذا اليوم الدعاءَ بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وحفظ سماحة الإمام القائد الخامنئي والنصر المؤزر لمجاهدي المقاومة الإسلامية، والتحرير للأسرى والشفاء للجرحى .. 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2009-07-08