يتم التحميل...

الموضوع: ضرورة السعي من أجل تحقيق أهداف الاسلام الكبرى‏

نداء

المخاطب: الطلبة المسلمون المقيمون في أمريكا وكندا

عدد الزوار: 159
التاريخ 17 مرداد 1351  هـ. ش/ 28 جمادى الثانية 1392  هـ. ق‏
المكان: النجف الأشرف‏
المخاطب: الطلبة المسلمون المقيمون في أمريكا وكندا

باسمه تعالى‏


28 جمادى الثانية 92
حضرات الطلبة المسلمين المقيمين في أميركا وكندا- أيدهم الله تعالى‏
وصلتني رسالتكم المحترمة. ان جهادكم ومساعيكم الحثيثة أيها الشباب المسلم ذوو الضمائر الحية، على طريق الفهم الصحيح للاسلام ومعرفة حقيقة القرآن الكريم، تبعث الامل والرضى في نفوس المسلمين اليقظين. ومن الواجب عليَّ وبوحي من تقدير روحكم الاسلامية المتطلعة الى الحقيقة انتم الشباب الغيارى والمؤمنون، أن أذكّركم بأنكم تواجهون في طريقكم المقدس هذا الكثير من المشاكل والمخاطر، وان ايدي أعداء الاسلام الخفية سوف تحاول منعكم من تحقيق هذا الهدف بكل وسيلة ممكنة.

ان عملاء الاستعمار الذين يعلمون بأن سقوط المستعمرين وزوالهم وقطع أيديهم عن مصالح الشعب والبلدان المستعمرة سيكون حتمياً بتعرف الشعوب سيما الجيل الشاب المتعلم على مبادئ الاسلام المقدسة. انبروا لوضع العراقيل، وهم يسعون للحيلولة دون ظهور الوجه المضي‏ء للاسلام من خلال نشر الأفكار السامة وتشويش أذهان الشباب وافكارهم، وحرف شبابنا عبر العناوين الخداعة، والمذاهب المختلفة.

ومن الواجب عليكم ايها الشباب المسلم أن تأخذوا بعين الاعتبار الاصالة الاسلامية وأنتم تدرسون حقائق الاسلام في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأن لا تنسوا الخصوصيات التي تميز الاسلام عن جميع المذاهب الاخرى. فاحذروا من أن تخلطوا بين القرآن المقدس ونهجه المتمثل في الاسلام، وبين المذاهب المغلوطة والمضلة التي ترشحت من فكر الاسلام.
واعلموا ان الامة الاسلامية سوف لا تنعم بالامن والحرية مادامت متشبثة بهذه المذاهب الاستعمارية، ومادامت تقارن التشريعات الالهية معها، وتضعها الى جنب بعضها البعض. فهذه المذاهب التي تعرض على الأمة الاسلامية من اليسار واليمين هدفها الوحيد إضلال المسلمين وحرفهم، فهم يريدون ان يبقوا المسلمين في حالة الذل والتخلف والعبودية دائماً، ويبعدوهم عن تعاليم القرآن الكريم التحررية.

لقد تحالف المستعمر اليساري اليميني معاً، وهما يسعيان الآن من اجل القضاء على أمة الاسلام والبلدان الاسلامية، وتصالحا من اجل التمادي في أسر الشعوب المسلمة ونهب ثرواتها، ومصادرها الطبيعية.

كما وجدت اسرائيل نتيجة تعاون الدول الاستعمارية الغربية والشرقية، وانشئ كيانها لقمع الشعوب الاسلامية واستعمارها، وهي اليوم تحظى بدعم جميع المستعمرين. فبريطانيا واميركا تحرضانها على الاعتداءات المستمرة ضد العرب والمسلمين، ومواصلة احتلال فلسطين والبلدان الاسلامية الاخرى من خلال دعمها عسكرياً وسياسياً، ووضع الاسلحة الفتاكة تحت تصرفها. فيما تعمل روسيا على ضمان وجود اسرائيل عبر الحيلولة دون تجهيز المسلمين، وعبر الخدع والخيانة والسياسة التساومية. ولو ان الدول الاسلامية اعتمدت على الاسلام بدلًا من الاعتماد على المعسكر الشرقي أو الغربي، ووضعت نصب عينيها تعاليم القرآن الكريم المشرقة والتحررية، وطبقتها، لما استعبدها اليوم المعتدون الصهاينة، ولما أثارت طائرات الفانتوم الامريكية الرعب في نفسها، ولما قهرتها الارادة التساومية والألاعيب الشيطانية الروسية.

إن ابتعاد الدول الاسلامية عن القرآن الكريم، جرّ الأمة الاسلامية الى هذا الوضع المأساوي، وأوقع مصير الشعوب المسلمة والبلدان الاسلامية فريسة لسياسة الاستعمار اليساري واليميني التساومية.

ويجب عليكم يا شباب الاسلام يا من أنتم أمل المسلمين، ان تبثوا الوعي بين الشعوب، وتفضحوا مخططات المستعمرين المشؤومة والمدمّرة، وان تبدوا جدية أكبر في معرفة الاسلام، وتتعلموا تعاليم القرآن المقدسة، وتطبّقوها، وتسعوا بكل اخلاص في سبيل نشر الاسلام بين الشعوب الاخرى والدعوة اليه والتعريف به، وتحقيق غايات الاسلام الكبرى. وان تبدوا اهتماماً أكثر بتطبيق مشروع الحكومة الاسلامية، وبحث قضاياها. هذبوا انفسكم، وجهّزوها، واتحدوا ونظموا صفوفكم ورصوّها، وابذلوا كل ما في وسعكم من اجل ان تكسبوا الآخرين الى صفوفكم، وتربوا الاشخاص المضحّين، ولا تغفلوا عن فضح مخططات حكومة ايران الطاغية ضد الاسلام والمسلمين. واوصلوا صوت الاخوة الايرانيين المسلمين المعذّبين الى العالم، وتعاطفوا معهم. وعبروا عن اعتراضكم على الممارسات الوحشية، وعمليات القتل، ونقض القوانين والجرائم الاخرى التي تحدث بشكل متواصل في ايران، عسى أن تتهيأ بعون الله مقدمات استقلال أمة الاسلام، وتحررها، والتصدي لظلم الحكومات المتجبرة وعملاء الاستعمار، وتزول المخاطر التي تهدد اليوم الاسلام والمسلمين. أبلغوا سلامي الى جميع الذين يضحون من أجل الاسلام وفي سبيل الاسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.

روح الله الموسوي الخميني‏


*صحيفة الإمام، ج‏2، ص: 404
 

2011-03-08