يتم التحميل...

الموضوع: استعراض جرائم النظام ومظالمه‏

نداء

المخاطب: أبناء الشعب وعلماء الدين في ايران‏

عدد الزوار: 154
التاريخ 20 شهريور 1351 هـ. ش/ 2 شعبان 1392 هـ. ق‏
المكان: النجف الأشرف‏
المناسبة: تجنيد الطلبة والمعممين للخدمة العسكرية
المخاطب: أبناء الشعب وعلماء الدين في ايران‏

باسمه تعالى‏


الى كافة ابناء الشعب الايراني المحترم وخاصة حضرات علماء الدين والفضلاء وطلبة الحوزات العلمية- أيدهم الله تعالى.
بعد السلام والتحيات الوافرة، ان مصائب الشعب الايراني المحترم وخاصة شريحة الشباب الحوزويين والجامعيين، على يد النظام غير القانوني والعميل في ايران، تبعث على كمال التأسّف. ففرض التجنيد الالزامي على العلماء ورجال الدين بجرم إظهار امتعاضهم من السلوك غير القانوني وغير الشرعي لنظام الحكم الطاغي، والاعراب عن استنكارهم للاضطهادات، والتعذيب، والاعدامات، وعمليات النفي والسجن دون مسوّغ قانوني وشرعي، ليس أكثر من انتقام من الاسلام ومؤيديه على يد النظام العميل للاستعمار.

يجب عليكم ان تذهبوا الى المعسكرات، ويجب ان تُهتك حرمة المدارس الدينية، ويساق الناس الى السجن والنفي والاعدام لمجرد التهمة، كي يفتح الباب على مصراعيه للأجانب وأذنابهم من اليمين واليسار من مثل اسرائيل. ويجب ان يبقى الشعب الايراني متخلفاً تحت شعار (الثورة البيضاء) الرنان والملي‏ء بالصخب الذي حدثت في بدايته مذبحة 15 خرداد. ويجب ان تهجر الثقافة القرآنية والاسلامية، وتنقض القوانين، وان ينتشر الفساد والفحشاء الى اعماق بيت الاحزان هذا المسمى بايران كي يستمر الاستعمار الحديث في نهبه براحة بال، ويرقص عملاؤه الاذلاء على هذه المقبرة وهم منهمكون في لياليهم الحمراء، وكنزهم للثروات. يجب ان يساق هذا البلد المنفلت الى الوراء من خلال التطبيل بشعار البلد المتقدم، ويحرم من المتطلبات الاولية للبلد النامي. ويجب ان يحرم الشعب الايراني باسم التقدم والتطور من الماء والكهرباء والاطباء والادوية بل وحتى الخبز والمتطلبات الاولية للحياة كما اعترفت بذلك بعض الصحف المرتبطة بالنظام. واذا ما نطق أحد بكلمة، خنق صوته بقوة الحراب، كي تنهب مخازن نفطنا ومناجمنا الاخرى، ولا يبقى للشعب الايراني سوى الذل والسجون.

يجب ان يبقى هذا الوطن في حالة الدمار والتخلف تحت شعار (مهمة من اجل وطني)1 ويحطم الاسلام الذي هو الملجأ الوحيد لهذا الشعب، والعقبة في طريق الأجانب. وكأنه مكلّف بقمع الشريحة الشابة الواعية سواء علماء الدين ام الجامعيون ... ومكلّف بان يهتك حرمة المدارس‏ الدينية ويسجن ويعذب علماء الإسلام ... مكلّف بان يسلم مقدسات البلد الى اسرائيل واربابها ... مكلّف بان يسلّط المستثمرين الاجانب على المتبقي من ثروات البلد ... مكلّف بان يشيع عوامل الفحشاء بكل شكل، ويهتك نواميس القرآن ... مكلّف بأن يمنح الحصانة للمستشارين الاجانب وموظفيهم، ويجرد الشعب ورجال الدين والعلماء والطلاب من الحصانة ... مكلّف بان يطفئ مصباح الهداية هذا باسم الاسلام ... مكلّف بان ينشر ثقافة الاستعمار حتى آخر منطقة من مناطق البلد النائية، ويعزل الاسلام وثقافته، ومهمات أخرى سينفذها ان سنحت له الفرصة لا سمح الله.

وانتم يا أبناء الشعب الايراني، ويا ايها المسلمون النجباء! تمسكوا بأحكام القرآن الكريم النورانية اكثر من ذي قبل، ومدوا الى بعضكم البعض يد الاخوة والتلاحم، وتجنبوا الخلافات، وفكَّروا في حل للقرآن الكريم والاسلام العزيز. وضعوا نصب أعينكم تعاليم الاسلام. وحافظوا ما أمكنكم على فاعلية واستعداد المساجد والمحافل الدينية التي هي متاريس الاسلام ازاء الشياطين، وقابلوا هؤلاء العملاء للاستعمار المنعدمي العاطفة بوجوه غاضبة، ومتنفرة، وخالفوا ما استطعتم أحكامهم المنافية للعدل والانصاف. وأوصوا اخوتكم بالحق والصبر. وضعوا نصب أعينكم أحكام الاسلام، وأسلوب الحكومة الاسلامية، وبثّوا الوعي بين الغافلين. عسى الله القهار ان يقوّض أساس هذا الظلم.

وأنتم يا طلاب العلوم الدينية، ويا أيها الفضلاء وعلماء الدين في الحوزات المقدسة وخاصة حوزة قم المقدسة! لا تخشوا هذه الاهانات والاضطهادات. فأنتم اليوم حرّاس الاسلام والقرآن ومن واجبكم ان تحافظوا على هذا الخندق المهم الذي أصبح هدفاً لهجوم الاجانب وعملائهم، وواصلوا بكل شجاعة، وبالاتكال على الله تعالى، والاستمداد من الارواح المقدسة لأصحاب الشرعية وحفّاظ القرآن، عملكم المتمثل في دراسة فقه الاسلام، وتهذيب الاخلاق، وتنوير الافكار، وهداية الشعب المظلوم، فإن الله تعالى معكم.

وانتم يا جنود ولي العصر عجل الله تعالى فرجه الغيارى يا من تساقون الى المعسكرات! عززوا بكل شجاعة التعليمات العسكرية، عسى ان تكونوا كموسى الذي تربى في حضن فرعون، وقوّض اساس ظلمه وجوره، فتتمكنون في اليوم المناسب وتحت أمرة مسؤول صالح ان تقطعوا هذه الأيدي الخبيثة، وتقتلعوا وتجدثوا الفساد والظلم.
إنني اعزي المسلمين كافة على هذه المصائب والمآسي التي تحل بهذا البلد التعيس والشعب المظلوم كل يوم. ندعو الله تعالى ان يقطع دابر الأجانب من بلاد المسلمين وخاصة ايران، ويوفق الامة الاسلامية للسعادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روح الله الموسوي الخميني‏

*صحيفة الإمام، ج‏2، ص: 416


1- عنوان كتاب ألفه الشاه محمد رضا بهلوي يتحدث فيه عن تجربته في الحكم.

 

2011-03-08