المناسبة: حلول شهر رمضان المبارك
نداء
المخاطب: كافة المسلمين والحكومات الاسلامية والعربية، والثوار الفلسطينيين
عدد الزوار: 142المكان: النجف الأشرف
الموضوع: مآسي فلسطين المؤلمة
المخاطب: كافة المسلمين والحكومات الاسلامية والعربية، والثوار الفلسطينيين
مع حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران والبركة، أسأل الله تعالى ان ينبّه كافة المسلمين الى الواجبات والمسؤوليات التي ألقاها رب العالمين على عاتقهم، مسؤولية المحافظة على التشريعات الالهية والعمل بالقرآن الكريم الذي هو أساس عودة العظمة والمجد للاسلام والمسلمين، ومسؤولية حفظ وحدة الكلمة، ومراعاة الاخوة الايمانية الضامنة لاستقلال البلدان الاسلامية، والتخلص من نفوذ الاستعمار، ومسؤولية تجاوز المصالح الشخصية والتضحية في طريق الحصول على ما فقدوه حتى الآن بسبب اختلاف الكلمة. والمسؤولية البالغة الأهمية لحكومات البلدان الاسلامية تكمن في العمل بالقرآن والاسلام، والتخلص من قيود الاستعمار، وخدمة أمة الاسلام ... المسؤوليات التي ربما تكون في العصر الحاضر أكثر إلحاحاً من العصور السابقة، العصر الذي نفذت فيه مخالب الاستعمار الخبيثة حتى أعماق البلاد الاسلامية، والتي تسعى بكل الطاقات والوسائل الممكنة من خلال عملائها، الى إثارة الفرقة بين المسلمين وزعماء البلدان الاسلامية، وتحول بمختلف الوسائل دون تمسكهم بالاسلام والقرآن، كي تحقق براحة بال اهدافها اللاإنسانية المتمثلة في استغلال الطبقة المحرومة. العصر الذي حارب فيه الاستعمار الثقافة القرآنية، وفتح الطريق واسعاً لاستغلاله من خلال توظيف أذنابه في ارجاء البلدان الاسلامية باسماء مختلفة وعناوين خدّاعة- وباسم الاسلام أحياناً- فهذه ايران وما يحدث فيها من مصائب أليمة، وتلك فلسطين التي تمثل الآن رأس المصائب، وها هو اختلاف الكلمة، وعمالات بعض رؤساء البلدان الاسلامية الذين لم يستطيعوا أن يقطعوا يد الاستعمار عن البلاد الاسلامية رغم امتلاكهم الموارد الطبيعية الغنية والذخائر النفيسة، والسكان الذين يبلغ عددهم سبعمائة مليون انسان، وينهوا نفوذ عملائهم، ان هذه الاهواء النفسية وعمالة زعماء بعض الدول العربية هي التي أدت الى ان لا يستطيع 700 مليون عربي ان يحرروا فلسطين من مخالب اسرائيل.
يجب ان يعلموا بأن هدف الدول الاستعمارية الكبرى من ايجاد اسرائيل ليس احتلال فلسطين فحسب، بل ان جميع البلدان العربية سوف تبتلي بمصير فلسطين- والعياذ بالله- ان سنحت لهم الفرصة. والآن وقد انتفضت مجموعة من الرجال الفلسطينيين المضحين انتفاضة رجولية لتعين مصيرها بيدها- ألا وهو تحرير فلسطين- ضد حفنة مغتصبة ومعتدية، ويبذلون كل ما في جهدهم من أجل تحرير الأراضي المغتصبة والمحتلة، نرى ما فعله عملاء الاستعمار في الاردن معهم 1، وما يفعلونه اليوم في لبنان.
إن الاعلام والمؤامرات الخبيثة الشاملة قائمة؛ وأيادي أذناب الاستعمار القذرة تنشط من اجل ابعاد طوائف المسلمين عن هذه الفئة المضحية، واخراجها من المواقع الحساسة والاستراتيجية التي تتيسر فيها العمليات وتوجيه الضربات الى قوات اسرائيل الغاصبة.
أفلا يتحمل المسلمون وحكومات البلدان الاسلامية مسؤولية امام الله تعالى، أمام العقل والضمير، في ظل هذه الأوضاع؟ وهل يجوز أن يقمع رجال فلسطين المضحّون على يد عملاء الاستعمار في البلدان المستعمرة، ولا ينبسوا ببنت شفه، او يلوثوا صفحتهم بهذا الهدف القذر؟ أولا تعلم الدول العربية والمسلمون في هذه البلدان أن البلدان العربية الأخرى سوف لا تبقى آمنة من شرّ هذا الغاصب الخبيث إذا ما هزم الفلسطينيون؟
إن من الواجب الآن على المسلمين قاطبة، وعلى حكومات البلدان الاسلامية وخاصة الحكومات العربية، أن تحافظ على هذه الفئة المجاهدة للمحافظة على استقلالها، وان تقدم لها الدعم اللازم وأن لا تألوا جهداً في إيصال الاسلحة والمساعدات لها. وعلى الفدائيين المجاهدين أن لا يقصروا في بذل الجهود في هذا الطريق المقدس بالتوكل على الله تعالى والتمسك بالقرآن الكريم، ولا يتسبب وهن بعض العناصر في فتورهم. كما إن من الواجب الأكيد أن يحسنوا التعامل مع أهالي كل منطقة يتواجدون فيها، ويعملوا بواجبات الأخوة الايمانية.
آمل من المسلمين الواعين واليقظين وخاصة عباد الله المخلصين والعلماء الأعلام، أن يدعوا الله تعالى في هذه الأيام المباركة لخلاص المسلمين من مخالب الأجانب الخبيثة، ويوصلوا الحقائق الى اسماع كافة المسلمين في تجمعات شهر رمضان المبارك والتجمعات الاسلامية الكبيرة الأخرى مثل تجمع صلاة الجمعة، ومراسم الحج، ويدعوا أتباع القرآن الى وحدة الكلمة، وتظافر الجهود، لتحرير فلسطين، وحل المشاكل المدمّرة التي ابتليت بها الأمة الاسلامية.
أسأل الله تعالى أن يقطع دابر الأجانب عن بلاد المسلمين، (إنه سميع مجيب).
الثالث من شهر رمضان المبارك 1392
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج2، ص: 425
1- اشارة الى مذبحة الفلسطينيين في ايلول الاسود 1970 م في الاردن على يد الملك حسين.