يتم التحميل...

الموضوع: المؤامرات الجديدة لنظام الشاه للقضاء على الاسلام‏

نداء

المخاطب: اتحاد المنظمات الاسلامية للطلاب المقيمين في أوروبا واميركا وكندا

عدد الزوار: 140
التاريخ 24 اسفند 1351  هـ. ش/ 9 صفر 1393  هـ. ق‏
المكان: النجف الأشرف‏
المخاطب: اتحاد المنظمات الاسلامية للطلاب المقيمين في أوروبا واميركا وكندا

باسمه تعالى‏


الى كافة الطلبة المسلمين المقيمين في أوروبا واميركا وكندا- أيدهم الله تعالى‏
وصلتني رسالتكم التي عبّرت حقاً عن بعض الآلام والمصائب التي يعاني منها الشعب المسلم والأوساط الحوزوية. ان شعور الجيل الشاب بالمسؤولية، وجهوده المخلصة على طريق الدفاع عن الاسلام وحياض القرآن الكريم هو مما يستحق التقدير والأمل.

إنني وأنا أعيش في هذا المنفى الثانوي، اعلق الآمال على الشباب المعممين والجامعيين المسلمين، وأتوقع منكم أن تبدأوا من خلال تهذيب النفس والاخلاص بحوثاً ودراسات واسعة وشاملة في مجال معرفة أحكام الاسلام، ومبادئ القرآن النورانية؛ وأن تعرفوا الاسلام الحقيقي، وتعرّفوه. وتوقضوا أمة الاسلام، وتبينوا لها الفرق بين اسلام رسول الله وأوليائه، والاسلام المختلق من قبل أمثال معاوية، والحكومات الغاصبة والجائرة العميلة للاستعمار- والذين يوصون به الشعب من خلال محطات التلفزيون والاذاعات والوزارات-؛ ويقنعوا العالم بأن هذا الاسلام الذي تطبل له الحكومات العميلة وتقيم له ما يسمى بمؤتمر الوحدة الاسلامية، هو الاسلام الذي صنعه السلاطين الأمويون والعباسيون، والذي صُنع في مقابل القرآن والدين المقدس لنبي الاسلام الأعظم؛ ولذلك نرى أن المستعمرين، ونفس الاشخاص الذين كانوا يرفعون القرآن، ويقولون: إننا لا نستطيع أن نسيطر على المسلمين مادام القرآن حاكماً بينهم، إنهم الآن يدعمون مثل هذا الاسلام والاتحاد الاسلامي كي يحرفوا الامة الاسلامية؛ كي يهجروا القرآن الكريم، ويقضوا على دين الله. كي يمهدوا الطريق لتحقيق اغراضهم المشؤومة وأهدافهم الاستعمارية.

وكما أعلنت عن الخطر مراراً، فإذا لم تستيقظ الأمة الاسلامية، ولم تع واجباتها، وإذا لم يشعر علماء الاسلام بمسؤوليتهم، ولم ينهضوا، وإذا ما بقي الاسلام الحقيقي الذي هو عامل وحدة وتحرّك جميع فرق المسلمين أمام الأجانب والضامن لسيادة واستقلال الشعوب المسلمة والبلدان الاسلامية، إذا ما بقي مغيّباً وراء الحجاب المعتم للاستعمار على يد عملاء الاجانب، واستعر أوار الاختلاف والتشتت بين المسلمين، فإن هناك أياماً حافلة بمصائب ونكبات اكثر في انتظار المجتمع الاسلامي، وسيكون هناك خطر مدمر يهدد أساس الاسلام وأحكام القرآن.

إن الهجمات العلنية والخفية لاعداء الاسلام والمعتدين الدوليين على القرآن الكريم وأحكام الاسلام التحررية مستمرة بشدة من كل حدب وصوب. وان الكثير من حكومات البلدان الاسلامية هي وبسبب عمالتها او مهمتها، المنفذة لمخططاتهم المشؤومة والخيانية؛ سواء اولئك الذين يدعون الاسلام ويقيمون ما يسمى بالمؤتمر الاسلامي، أو اولئك الذين يلغون الدين في بلدانهم المسلمة، أو لا يعترفون به رسمياً، إن الجميع يتحركون في مسار واحد عن علم او غير علم؛ وهو تنفيذ اهداف‏ الأعداء الاستعمارية المشؤومة حيث يريدون ان تستمر هذه الأوضاع المأساوية في المجتمع الاسلامي، وتتسلط اسرائيل على أرواح أمة الاسلام وثرواتها وأراضيها، وتبقى سيادة الاستعمار وسلطته في العالم الاسلامي محفوظتين دائماً، وتُنفذ المخططات التوسعية المدمّرة للصهيونية في البلدان الاسلامية، وتكون البلدان الاسلامية ذليلة ومستعبدة دوماً من قبل المعتدين الدوليين، وتمد يد التسول وطلب المساعدة الى المستعمرين المجرمين، ولا ترى وجه الاستقلال والحرية والاستقرار والأمن أبداً.

ووضع ايران هو الأكثر اثارة للاسف بين كل ذلك، فنظامها مكلّف باستئصال الاسلام مرة واحدة تحت واجهة طباعة القرآن، والتظاهر بالاسلام، وباسم جنود الدين، ومنظمة الأوقاف، والعناوين الخداعة الأخرى؛ وجرّ الشعب المسلم الى الذل والعبودية ما أمكنه، واستبدال مسجد نبي الاسلام ومحرابه الى قاعدة دعائية لبلاطه المعادي للاسلام. ومن اجل تنفيذ هذه المخططات المشؤومة فإنه بحاجة ماسة الى مساعدة العملاء المتلبّسين بمسوح الدين، فهو يريد من خلال تعاونهم ان يسيطر على المساجد والأوساط الاسلامية الأخرى، ويخضع الشعائر الدينية لاشرافه ومراقبته، ويسيطر على الحوزات العلمية.

والآن فإن على الجيل المسلم المتعلم، والرجال الواعين ذوي الضمائر اليقظة أن يوعّوا الشعوب المسلمة من خلال جهود شاملة وبكل أسلوب ممكن، بالاسلام، والقادة الاسلاميين، والمسؤوليات الخطيرة والحساسة لعلماء الاسلام، كي يتوعى الشعب، وينبذ علماء البلاط المنحرفين الذين كرسوا انفسهم بشكل مباشر وغير مباشر لخدمة النظام الطاغي، فلو أن الشعب المسلم أحاط علماً بمبادئ القرآن المشرقة، وأدركت المسؤوليات الثقيلة لعلماء الاسلام وقادته، فإن المتلبسين بمسوح علماء الدين وعلماء البلاط سوف يسقطون أمام المجتمع. وإذا ما سقط المعممون المزيفون، والمتلبسون بزي علماء الدين والفاقدين للكرامة في المجتمع، ولم يعد باستطاعتهم خداع الشعب، فإن الحكومة الطاغية سوف لا تنجح في تنفيذ مخططات الاستعمار المشؤومة.
إن علينا قبل كل شي‏ء أن نحدد موقفنا من المتلبسين بزي علماء الدين- الذين يعتبرون اليوم من أخطر أعداء الاسلام والمسلمين، فعلى أيديهم تنفّذ المخططات المشؤومة لأعداء الاسلام الألداء وعملاء الاستعمار-، وأن نقطع ايديهم عن الحوزات العلمية، والمساجد، والأوساط الاسلامية كي نستطيع أن نقطع اليد المعتدية للاستعمار والمعارضين للاسلام عن حريم الاسلام والقرآن الكريم، وندافع عن استقلال وحياض البلدان الاسلامية وأمة الاسلام.

نأمل أن يحول العلماء الأعلام، ومراجع الاسلام الكبار، دون خيانة ونفوذ الأجانب وعملاء الاستعمار الى الحوزات العلمية، وأوساط علماء الدين، ويطردوا ويفضحوا أيدي المعارضين الذين اندسوا في سلك علماء الدين، وهددوا الاسلام وعلماء الدين بالسقوط والانحطاط؛ ولا يسمحوا لحفنة من المخدوعين والسلطويين بأن يجعلوا استقلال الشيعة الذي يمتد تاريخه لألف عام، فريسة لرغبات وأغراض المناهضين للاسلام، وعملاء الاستعمار. أدعو من الله تعالى ان يغمر بتوفيقاته كافة الطلبة الجامعيين المسلمين لخدمة الاسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله.
9 صفر 93

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏2، ص: 449
 

2011-03-08