يتم التحميل...

الصلاة في كلام الإمام الهادي عليه السلام

الإمام علي الهادي(ع)

عن الإمام عليه السلام، قال: إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد تضيء له الدنيا، فيكون ساعة ويذهب ثمّ يظلم، فإذا بقي ثلث الليل الأخير ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا،

عدد الزوار: 138

وقت صلاة الليل

- عن الإمام عليه السلام، قال: إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد تضيء له الدنيا، فيكون ساعة ويذهب ثمّ يظلم، فإذا بقي ثلث الليل الأخير ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا، فيكون ساعة ثمّ يذهب وهو وقت صلاة الليل، ثمّ تظلم قبل الفجر، ثمّ يطلع الفجر الصادق من قبل المشرق.

وقال: من أراد أن يصلّي في نصف الليل فيطول، فذلك له.

فضل صلاة الليل:

- عن الإمام عليّ ابن محمّد الهادي، عن آبائه، عن الصادق عليه السلام، في قول الله عزّ وجلّ: إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ.

قال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار.

عدم بطلان الصلاة بمرور شيء قدّام المصلّي

- عن أبي سليمان مولى أبي الحسن العسكري عليه السلام، قال: سأله بعض مواليه وأنا حاضر عن الصلاة، يقطعها شيء يمرّ بين يدي المصلّي؟

فقال: لا، ليست الصلاة تذهب هكذا بحيال صاحبها، إنّما تذهب مساويه لوجه صاحبها.

موضع السجود

- قال الشيخ الصدوق: سأل داود الصرمي أبا الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام فقال له: إنّي أخرج في هذا الوجه، وربما لم يكن موضع اُصلّي فيه من الثلج، فكيف أصنع؟

قال عليه السلام: إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج فلا تسجد عليه، وإن لم يمكنك فسوّه واسجد عليه.

- وقال: سأل داود بن أبي زيد أبا الحسن الثالث عليه السلام عن القراطيس والكواغذ المكتوب عليها، هل يجوز عليها السجود؟

فكتب: يجوز.

- وعن محمّد بن الحسين، قال: إنّ بعض أصحابنا كتب إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الصلاة على الزجاج، قال: فلمّـا نفذ كتابي إليه تفكّرت وقلت: هو ممّـا أنبتت الارض، وما كان لي أن أسأل عنه.

قال: فكتب إليّ: لا تصلّ على الزجاج، وإن حدّثتك نفسك أنّه ممّـا أنبتت الأرض، ولكنّه من الملح والرمل، وهما ممسوخان.

فضل المحافظة على أوقات الصلاة

- روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن عبد العظيم الحسني، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام، قال: "لمّـا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران عليه السلام قال موسى: إلهي ما جزاء من صلّى الصلاة لوقتها.

قال: أُعطيه سؤله، وأُبيحه جنّتي.

كراهة النوم بين صلاة الليل والفجر

- عن سليمان بن حفص المروزي، قال: قال أبو الحسن الأخير عليه السلام: إيّاك والنوم بين صلاة الليل والفجر، ولكن ضجعة بلا نوم، فإنّ صاحبه لا يحمد على ما قدّم من صلاته.

القراءة في صلاة الفجر

- روى الشيخ الكليني بالإسناد عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك، إنّك كتبت إلى محمّد بن الفرج تعلّمه أنّ أفضل ما يقرأ في الفرائض بإنّا أنزلناه وقل هو الله أحد، وإنّ صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر.

فقال عليه السلام: لا يضيقنّ صدرك بهما، فإنّ الفضل والله فيهما.

- وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن عليّ بن عمر العطّار، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلاثاء، فقال: لم أرك أمس؟ قلت: كرهت الخروج في يوم الاثنين، فقال: يا عليّ، من أحبّ أن يقيه الله شرّ يوم الاثنين، فليقرأ في أوّل ركعة من صلاة الغداة هَلْ أتى عَلى الانْسانِ ثمّ قرأ أبو الحسن عليه السلام فَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمَ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُروراً.

التعقيبات

- عن عليّ ابن محمّد الهادي، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أدّى لله مكتوبة، فله في أثرها دعوة مستجابة.

- روى الشيخ الكليني بالإسناد عن عليّ بن مهزيار، قال: كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن عليه السلام: إن رأيت أن تعلّمني دعاءً أدعو به في دبر صلواتي، يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة؟

فكتب عليه السلام: تقول "أعوذ بوجهك الكريم وعزّتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع عنها شيء من شرّ الدنيا والآخرة ومن شرّ الأوجاع كلّها".

- وعن الإمام أبي الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر، عن أبيه، عن آبائه، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: كان من دعائه عقيب صلاة الظهر: لا إله إلاّ الله العظيم الحليم، لا إله إلاّ الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.

اللهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ خير، والسلامة من كلّ إثم.

اللهمّ لا تدع لي ذنباً إلاّ غفرته، ولا همّـاً إلاّ فرّجته، ولا سقماً إلاّ شفيته، ولا عيباً إلاّ سترته، ولا رزقاً إلاّ بسطته، ولا خوفاً إلاّ آمنته، ولا سوءاً إلاّ صرفته، ولا حاجة هي لك رضىً ولي فيها صلاح إلاّ قضيتها، يا أرحم الراحمين، آمين ربّ العالمين.


الصلوات المندوبة

- عن عبد الله بن محمّد القرشي، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام، قال: قرأت في كتاب آبائي عليهم السلام: من صلّى يوم السبت أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ وآية الكرسي، كتبه الله في درجة النبيّين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

عدم وجوب قضاء ما فات من الصلاة بسبب الإغماء:

- روى الشيخ الطوسي بالاسناد عن عليّ بن محمّد بن سليمان، قال: كتبت إلى الفقيه أبي الحسن العسكري عليه السلام أسأله عن المغمى عليه يوماً أو أكثر، هل يقضي ما فاته من الصلاة أم لا؟
فكتب: لا يقضي الصوم، ولا يقضي الصلاة.

- وروى الشيخ الصدوق بالاسناد عن عليّ بن مهزيار، وقد سأله عن هذه المسألة، فقال: لا يقضي الصوم ولا الصلاة وكلّ ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر.

صلاة المسافر

- روى الشيخ الطوسي بالاسناد عن سليمان بن حفص المروزي، قال: قال الفقيه العسكري عليه السلام: يجب على المسافر أن يقول في دبر كلّ صلاة يقصّر فيها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، ثلاثين مرّة لتمام الصلاة.

- روى الشيخ الكليني بالاسناد عن عليّ بن سليمان: قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام: ما تقول في صلاة التسبيح في المحمل؟

فكتب عليه السلام: إذا كنت مسافراً فصلِّ.

- وروى الشيخ الطوسي بالاسناد عن أحمد بن محمّد السياري، عن بعض أهل العسكر، قال: خرج عن أبي الحسن عليه السلام: أنّ صاحب الصيد يقصر ما دام على الجادة، فإذا عدل عن الجادة أتمّ، فإذا رجع إليها قصّر.

- روى الشيخ الطوسي بالاسناد عن محمّد بن جزك، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام: إنّ لي جمالاً ولي قُوّام عليها ولست أخرج فيها إلاّ في طريق مكة لرغبتي في الحجّ أو في الندرة إلى بعض المواضع، فما يجب عليّ إذا أنا خرجت معهم أن أعمل، أيجب عليّ التقصير في الصلاة والصيام في السفر أو التمام؟

فوقّع عليه السلام: إذا كنت لا تلزمها ولا تخرج معها في كلّ سفر إلاّ إلى مكّة فعليك تقصير وإفطار.

صلاة الرجل بالبيداء

- روى الشيخ الكليني بالاسناد عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الأخير عليه السلام، قال: قلت له: تحضر الصلاة والرجل بالبيداء؟

فقال عليه السلام: يتنحّى عن الجوادّ يمنةً ويسرة ويصلّي.

- وقال الشيخ الصدوق: سأل عليّ بن مهزيار أبا الحسن الثالث عن الرجل يصير في البيداء فتدركه صلاة فريضة، فلا يخرج من البيداء حتّى يخرج وقتها، كيف يصنع بالصلاة، وقد نهي أن يصلّى بالبيداء؟

فقال عليه السلام: يصلّي فيها، ويتجنّب قارعة الطريق.

سجدة الشكر

- عن حفص الجوهري، قال: صلّى بنا أبو الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام صلاة المغرب، فسجد سجدة الشكر بعد السابعة، فقلت له: كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة؟

فقال: ما كان أحد من آبائي يسجد إلاّ بعد السابعة.

- عن يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان، قال: رأيت أبا الحسن الثالث عليه السلام سجد سجدة الشكر، فافترش ذراعيه وألصق صدره وبطنه، فسألته عن ذلك، فقال: كذا يجب.

صلاة الحاجة

- وعن الإمام أبي الحسن الثالث عليه السلام، قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل في يوم الجمعة في أوّل النهار، وتصدّق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء وتصلّي أربع ركعات، تقرأ في الأولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد وإذا وقعت الواقعة، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيده الملك، فإن لم تحسنها فاقرأ الحمد ونسبة الربّ تعالى: قل هو الله أحد، فإذا فرغت بسطت راحتيك إلى السماء وتقول:

اللهمّ لك الحمد حمداً يكون أحقّ الحمد بك، وأرضى الحمد لك، وأوجب الحمد لك، وأحبّ الحمد إليك، ولك الحمد كما أنت أهله، وكما رضيت لنفسك، وكما حمدك من رضيت حمده من جميع خلقك، ولك الحمد كما حمدك به جميع أنبيائك ورسلك وملائكتك، وكما ينبغي لعزّك وكبريائك وعظمتك، ولك الحمد حمداً تكلّ الألسن عن صفته، ويقف القول عن منتهاه، ولك الحمد حمداً لا يقصر عن رضاك، ولا يفضله شيء من محامدك.

اللهمّ لك الحمد في السرّاء والضرّاء والشدّة والرخاء والعافية والبلاء والسنين والدهور، ولك الحمد على آلائك ونعمائك عليّ وعندي، وعلى ما أوليتني وأبليتني وعافيتني ورزقتني وأعطيتني وفضّلتني وشرّفتني وكرّمتني وهديتني لدينك، حمداً لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه قول قائل.

اللهمّ لك الحمد حمداً فيما أتيته إليّ من إحسانك عندي، وإفضالك عليّ، وتفضيلك إيّاي على غيري، ولك الحمد على ما سوّيت من خلقي، وأدّبتني فأحسنت أدبي، منّاً منك عليّ لا لسابقة كانت منّي، فأيّ النعم يا ربّ لم تتّخذ عندي، وأيّ الشكر لم تستوجب منّي، رضيت بلطفك لطفاً، وبكفايتك من جميع الخلق خلفاً.

يا ربّ أنت المنعم عليَّ المحسن المتفضّل المجمل ذو الجلال والإكرام والفواضل والنعم العظام، فلك الحمد على ذلك يا ربّ، لم تخذلني في شديدة، ولم تسلمني بجريرة، ولم تفضحني بسريرة، لم تزل نعماؤك عليّ عامّة عند كلّ عسر ويسر، أنت حسن البلاء ولك عندي قديم العفو، أمتعني بسمعي وبصري وجوارحي وما أقلّت الأرض منّي.

اللهمّ وإنّ أوّل ما أسألك من حاجتي، وأطلب إليك من رغبتي وأتوسّل إليك به بين يدي مسألتي، وأتفرّج به إليك بين يدي طلبتي، الصلاة على محمّد وآل محمّد، وأسألك أن تصلّي عليه وعليهم كأفضل ما أمرت أن يصلّى عليهم، كأفضل ما سألك أحد من خلقك، وكما أنت مسؤول له ولهم إلى يوم القيامة.

اللهمّ فصلّ عليهم بعدد من صلّى عليهم، وبعدد من لم يصلّ عليهم، وبعدد من لا يصلّي عليهم صلاة دائمة تصلها بالوسيلة والرفعة والفضيلة، وصلّ على جميع أنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين، وصلّ اللهمّ على محمّد وآله وسلّم عليهم تسليماً كثيراً.

اللهمّ ومن جودك وكرمك أنّك لا تخيّب من طلب إليك وسألك ورغب فيما عندك، وتبغض من لم يسألك وليس أحد كذلك غيرك، وطمعي يا ربّ في رحمتك ومغفرتك، وثقتي بإحسانك وفضلك، حداني على دعائك والرغبة إليك، وإنزال حاجتي بك، وقد قدّمت أمام مسألتي التوجّه بنبيّك الذي جاء بالحقّ والصدق من عندك ونورك وصراطك المستقيم، الذي هديت به العباد، وأحييت بنوره البلاد، وخصصته بالكرامة، وأكرمته بالشهادة، وبعثته على حين فترة من الرسل صلى الله عليه وآله، اللهمّ إنّي مؤمن بسرّه وعلانيته، وسرّ أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً وعلانيتهم.

اللهمّ فصلّ على محمّد وآله، ولا تقطع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، واجعل عملي بهم متقبّلاً، اللهمّ دللت عبادك على نفسك، فقلت تباركت وتعاليت: وَإذا سَألَكَ عِبادي عَنِّي فَإنِّي قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فَلـْيَسْتَجيبوا لي وَلـْيُؤْمِنوا بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدونَ، وقلت: يا عِبادي الَّذينَ أسْرَفوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِر الذُّنوبَ جَميعاً إنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ، وقلت: وَلَقَدْ نادانا نوحٌ فَلَنِعْمَ الُمجيبونَ.

أجل يا ربّ ونعم الربّ أنت، ونعم المجيب، وقلت: قُلِ ادْعوا اللهَ أوِ ادْعوا الرَّحْمنَ أ يَّاً ما تَدْعوا فَلَهُ الأسْماءُ الحُسْنى، وأنا أدعوك اللهمّ بأسمائك التي إذا دُعيت بها أجبت، وإذا سُئلت بها أعطيت، وأدعوك متضرّعاً إليك مسكيناً، دعاء من أسلمته الغفلة، وأجهدته الحاجة، أدعوك دعاء من استكان واعترف بذنبه، ورجاك لعظيم مغفرتك وجزيل مثوبتك.

اللهمّ إن كنت خصصت أحداً برحمتك طائعاً لك فيما أمرته وعجّل لك فيما له خلقته، فإنّه لم يبلغ ذلك إلاّ بك وبتوفيقك، اللهمّ من أعدّ واستعدّ لوفادة مخلوق رجاء رفده وجوائزه، فإليك يا سيّدي كان استعدادي رجاء رفدك وجوائزك، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآله، وأن تعطيني مسألتي وحاجتي.

ثمّ تسأل ما شئت من حوائجك، ثمّ تقول:

يا أكرم المنعمين، وأفضل المحسنين، صلّ على محمّد وآله، ومن أرادني بسوء من خلقك فأحرج صدره، وأفحم لسانه، واسدد بصره، واقمع رأسه، واجعل له شغلاً في نفسه، واكفنيه بحولك وقوّتك، ولا تجعل مجلسي هذا آخر العهد من المجالس التي أدعوك بها متضرّعاً إليك، فإن جعلته فاغفر لي ذنوبي كلّها مغفرة لا تغادر لي بها ذنباً، واجعل دعائي في المستجاب، وعملي في المرفوع المتقبّل عندك، وكلامي فيما يصعد إليك من العمل الطيّب، واجعلني مع نبيّك وصفيّك والائمّة صلواتك عليهم أجمعين، فبهم، اللهمّ أتوسّل وإليك بهم أرغب، فاستجب دعائي يا أرحم الراحمين، وأقلني من العثرات ومصارع العبرات.

ثمّ تسأل حاجتك وتخرّ ساجداً وتقول:

لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، لا إله إلاّ الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الارضين السبع وربّ العرش العظيم، اللهمّ إنّي أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أبلغ مدحتك ولا الثناء عليك، وأنت كما أثنيت على نفسك، اجعل حياتي زيادة لي من كلّ خير، واجعل وفاتي راحة من كلّ سوء، واجعل قرّة عيني في طاعتك.

ثمّ تقول: يا ثقتي ورجائي لا تحرق وجهي بالنار بعد سجودي لك، واكفني من غير منّ منّي عليك، بل لك المنّ بذلك عليّ، فارحم ضعفي ورقّة جلدي، واكفني ما أهمّني من أمر الدنيا والآخرة، وارزقني مرافقة النبيّ وأهل بيته عليه وعليهم السلام في الدرجات العلى من الجنّة.

ثمّ تقول: يا نور النور، يا مدبّر الأمور، يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا ولا يكون هكذا سواه، يا من ليس في السماوات العلى ولا في الارضين السفلى إله سواه، يا معزّ كلّ ذليل، ومذلّ كلّ عزيز، قد وعزّتك وجلالك عيل صبري، فصلّ على محمّد وآل محمّد، وفرّج عنّي كذا وكذا - وتسمّي الحاجة وذلك الشيء بعينه - الساعة الساعة يا أرحم الراحمين.

تقول ذلك وأنت ساجد ثلاث مرّات، ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض، وتقول الدعاء الأخير ثلاث مرّات، ثمّ ترفع رأسك وتتخضّع وتقول: واغوثاه بالله وبرسول الله وبآله صلى الله عليه وآله - عشر مرّات - ثمّ تضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول الدعاء الأخير، وتتضرّع إلى الله تعالى في مسائلك فإنّه أيسر للحاجة إن شاء الله وبه الثقة.

صلاة الاستخارة

- روى الشيخ الطوسي بالاسناد عن عيسى بن أحمد المنصوري، عن عمّ أبيه، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام، عن آبائه، عن الصادق عليه السلام، قال: كانت استخارة الإمام الباقر عليه السلام: اللهمّ إنّ خيرتك تنل الرغائب، وتجزل المواهب، وتطيب المكاسب، وتغنم المطالب، وتهدي إلى أحمد العواقب، وتقي من محذور النوائب.

اللهمّ مالك الملوك، أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني يا مولاي إليه، فسهّل من ذلك ما توعّر، ويسّر منه ما تعسّر، واكفني في استخارتي المهمّ، وادفع عنّي كلّ ملمّ، واجعل عاقبة أمري غنماً، ومحذوره سلماً، وبعده قرباً، وجدبه خصباً.

أعطني يا ربّ لواء الظفر فيما استخرتك فيه، وقرّ الإنعام فيما دعوتك له، ومُنّ عليّ بالإفضال فيما رجوتك، فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علاّم الغيوب.


*راجع: موسوعة المصطفى ص والعترة ع، حسين الشاكري، ط1، ج14، ص83-100.

2012-05-23