الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
الإمام محمد الباقر(ع)
الإسم: محمد بن علي بن الحسين عليه السلام. أبوه: الإمام علي زين العابدين عليه السلام. أمه: فاطمة بنت الامام الحسن عليه السلام، فهو هاشمي من هاشميين، وعلوي من علويين، وفاطمي من فاطميين، وأول من اجتمعت فيه ولادة الحسن والحسين عليه السلام.
عدد الزوار: 314
الإسم: محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.
أبوه: الإمام علي زين العابدين عليه السلام.
أمه: فاطمة بنت الامام الحسن عليه السلام، فهو هاشمي من هاشميين، وعلوي من علويين، وفاطمي من فاطميين، وأول من اجتمعت فيه ولادة الحسن والحسين عليه السلام.
كنيته وألقابه: أبو جعفر، الباقر، الشاكر للّه، الهادي، الأمين، كان يشبه رسول اللّه، لذلك لقّب بالشبيه.
أشهر زوجاته: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أم حكيم بنت أسد ابن المغيرة الثقفيّة.
أولاده: الإمام جعفر الصادق، عبد الله، إبراهيم، عبيد الله، علي.
بناته: زينب، أم سلمة.
علمه: ملأ الدنيا بعلمه وحديثه، حتى قال جابر الجعفي: حدثني أبو جعفر سبعين الف حديث، وقال محمد بن مسلم: سألته عن ثلاثين ألف حديث.
أشار على عبد الملك بن مروان، بضرب الدراهم والدنانير، وعلّمه كيفية ذلك.
ملوك عصره: زمن إمامته كان الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، زيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك.
ولادته: يوم الجمعة وقيل الإثنين3 صفر أو غرّة الأول من رجب سنة57 هـ.
شهادته: استشهد يوم الإثنين سابع ذي الحجّة سنة 114هـ بالسمّ على يد إبراهيم بن الوليد.
عمره الشريف: سبع وخمسون سنة. مدّة إمامته: تسع عشرة سنة.
قبره: دفن في البقيع مع أبيه الإمام زين العابدين، وعمّه الحسن السبط.
هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344هـ هدم الوهابيون قبره وقبور باقي الأئمة عليهم السلام.
فترة الإمام الباقر عليه السلام: من الملاحظ في حياة الإمام الباقر عليه السلام، أنّها كانت مرحلة جديدة من مراحل عمل الأئمة؛ حيث بدأ الفساد الثقافيّ يتفشى في قلوب الناس، وبدأت الشبهات تعمّ رجال العلم وغيرهم، وشاع حديث الزندقة، والشعوبيّة، والإلحاد، والإنحراف العقيديّ؛ حتى بات يتهدد المجتمع الإسلاميّ برمتّه، فهبّ عندئذ لإظهار علمه، ولدحض حجج هؤلاء المرتدّين، وفضح أمرهم، وقام بإعداد دعاة رساليين، وكوادر يقومون بهذه المهمة، ولينتشروا في أكبر مساحة ممكنة من جسد العالم الإسلاميّ؛ وقام بإنشاء مدرسة فكريّة علميّة تقوم بهذا الشأن.
الدولة الأمويّة تنهار: عندما أخذت الدولة الأموية بالإنهيار ـ ولم ينفع حزم عبد الملك بن مروان، وبطش طاغيته الحجاج بن يوسف ـ في عصر هشام بن عبد الملك؛ حيث بدأت الدعوة للعباسيين في إيران، إستغلّ الإمام عليه السلام هذا الظرف المناسب، وهو إنشغال الحكّام ببعضهم، ففتح مدرسته؛ ليتخرّج منها المئات من العلماء، فكان ذلك مصداقاً لما أخبر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله جابر بن عبد الله الأنصاريّ: " يا جابر يوشك ان تلحق بولد من ولد الحسين، اسمه كإسمي، يبقر العلم بقراً، فإذا رأيته فأقرأه منّي السلام ".
وبالفعل؛ لقد بقر أبو جعفر العلم وحجزه حتى إمتلأت الدنيا بعلمه، ونقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، لذا اعتبر أساس تلك العلوم.
علم الإمام عليه السلام الغزير: نقل بعض من شاهده في الحج: انثيال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات، ويستفتحون أبواب حل المشكلات فلم يرم حتى أفتاهم في ألف مسألة، ثمّ نهض يريد رحله، ونادى منادٍ بصوت مهل: ألا إنّ هذا النور الأبلج...، وآخرون يقولون من هذا؟ فقيل: محمد بن علي الباقر على العلم والناطق عن الفهم..
علم الإمام عليه السلام والعصر: اليوم وبعد مضيّ ثلاثة عشر قرناً على تأسيسه لهذه المدرسة، لا يزال الفقه، والحديث، والتفسير وغيرها من العلوم، عيالاً عليها يستمد من منهلها العذب، ويغترف من معينها الفيّاض.
قال الكسانيّ: دخلت على الرشيد ذات يوم، والرشيد يقلب بعض الدراهم بيده، وينظر إلى واحد منها متفكراً فسألني هل علمت من أول من سنّ هذه الكتابة في الذهب والفضة؟ فقلت: عبد الملك بن مروان!
قال: أتعلم سبب ذلك؟
قلت: لا أعلم سوى عبد الملك، فقال عندئذ سأخبرك، فسرد القصة كاملة كيف أنّ الإمام الباقر قد أنقذ عبد الملك من مشكلته التي وقع بها مع قيصر الروم.
خطورة الإنحراف وتطوّره: بدأ الإنحراف السياسيّ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، ثمّ تطوّر في زمن الأئمّة عليه السلام، حتى بات في عصر الإمام الباقر عليه السلام إنحرافاً فكريّاً عقيديّاً.
وقد تمثّل هذا المبدأ بـ:
1ـ بمرجعيّة الصحابة والتابعين والأنصار. فإن نفس هذه المرجعيّة كانت تعلم، أنّ الرسول قد اختار المرجعيّة السياسيّة والفكريّة بأمر من الله سبحانه وتعالى للإمام علي عليه السلام، ومن ثمّ تكون لخلفائه من بعده، وكانوا يعلمون أنّ المرجعيّة، انتزعت من جراء ما حدث في سقيفة بني ساعدة، بعد وفاة الرسول مباشرة.
2ـ الفراغ الفكريّ للمرجعيّة الرسميّة، حيث لم يكن هناك قط تخطيط لملء الفراغ في عهود الخلفاء، الذين تلوا الرسول قبل علي عليه السلام، ولذا كان الإحساس واضح المعالم من الخلفاء، بضرورة الرجوع إلى الإمام عليه السلام، في كل صغيرة وكبيرة؛ باعتباره المفزع، والمرجع لكل المشكلات المستعصية عليهم.
أسباب الانحراف: وبعد انتهاء عصر الصحابة وعصر التابعين، جاء عصر تابعي التابعين فقد أخذت الدولة الإسلاميّة، والمجتمع الإسلاميّ يواجهان مشكلة الفراغ الفكريّ، والسياسيّ بصورة جديّة وواقعيّة وأسبابه تعود إلى:
1ـ إبتعاد أبناء عصر تابعي التابعين عن المصادر الإسلاميّة الحقيقيّة؛ من كتاب الله الناطق، وكتابه الصامت.
فصعُب عليهم تفسير السيرة النبويّة، للبعد الزمنيّ عن عصر النص. فقد ابتعدوا عن اللغة العربيّة، والظروف والمناسبات والقرائن المحيطة بالنص، وبالسنّة النبويّة. والكتاب القرآن؛ فإنّه أصبح لا يخلو من غموض بعد وضوحه؛ بفعل الإبتعاد عنه، وبالفاصل الزمنيّ كما تقدّم.
2ـ إعتقادهم أنّ النبي صلى الله عليه وآله لم يهيئ كوادر، تقوم بإعداد الأفراد رساليّاً، وتثقيفيّاً وعقيديّاً، بل كان إعتقادهم السائد هو أنّ كل ما فعله النبي أن جعل أمر الدعوة متروكاً للأمّة، والتي تضم مجموع المهاجرين والأنصار؛ لتقود الدعوة من بعده بما تراه مناسباً.
وكل ذلك كان نتيجة التحريف، والتزوير الواقع في السيرة النبويّة، وسياسة كمّ الأفواه والمحاصرة الفكريّة.
3 ـ العمل بالقياس، والرأي، والإستحسان، فبعد اتّساع الحياة الإسلاميّة، ودخول شعوب كثيرة إلى جسد الأمّة الإسلاميّة؛ عن طريق فتح البلاد، والفتوحات العسكريّة والهجرة الواسعة، والإختلاط، إستجدّت أنواع كثيرة من أحداث، وظروف وملابسات، وتعقيدات لم تكن في الحساب؛ حيث انفتحت الدولة الإسلاميّة على مجالات رحبة متنوعة،لم تكن تعرف لها حلاً لضآلة النصوص التشريعيّة التي نقلوها عن الرسول، وهو الذي أدّى بعد ذلك إلى الاحتياج إلى مصادر أخرى، غير الكتاب والسنّة، فأدخلوا الإستحسان، والقياس، والعمل بالرأي والمصالح المرسلة1، وغيرها من ألوان الاجتهاد التي تمثّل فيها العنصر الذاتيّ للمجتهد الأمر الذي أدّى إلى تسرّب شخصيّة الإنسان وذوقه، وتصوّراته الخاصة إلى التشريع.
مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي الحلّ: هذه الأسباب الثلاثة: هي التي أشعرت المسلمين بضرورة البحث عن مبدأ فكريّ يستوعب الظروف الجديدة في ما لا نصّ فيها.
وفي ذلك قال الشهرستانيّ: إنّا نعلم قطعاً أن الحوادث، والوقائع من العبادات، والتصرفات ممّا لا يقبل الحصر والعد، ونعلم قطعاً أنّه لم يرد في كل حادثة نص، ولا يتصوّر ذلك أيضاً، والنصوص إذا كانت متناهية، وما يتناهى لا يضبط ما لا يتناهى عُلم قطعاً أنّ الاجتهاد والقياس واجب الاعتبار، حتى يكون بصدد كل حادثة اجتهاد.
وفي خبر ذكر عن ابن جميع: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة..
ثمّ قال لأبي حنيفة جعفر كما في رواية ابن شبرمة: أيّهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال: الزنا، قال: فإنّ الله عزّ وجلّ، قبل في قتل النفس شاهدين، ولم يقبل من الزنا إلا أربعة، ثمّ قال: أيهما أعظم الصلاة أم الصوم؟
قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟.
فكيف ويحك يقوم لك قياسك؟
اتق الله ولا تقس الدين برأيك.
الحرب تعطي ثمارها: وقد أفادت المعركة التي خاضها أهل البيت عليهم السلام، على وجه الخصوص باقر العلم عليه السلام، إلى التخفيف من حدّة سير مدرسة الرأيّ هذه، بل مهّدت لظهور مدارس معارضة لها في الاتجاه، كمدرسة الحديث والتي تعصّبت لحفظ الأحاديث، والسنّة والآثار، وفتاوى الصحابة والتابعين، وقاموا يحاربون ويشجبون مدرسة الرأي وكانت كردّ فعل لما قامت به من إهمال الحديث.
شهادته: قال الراوي: وكان قد واطاه على أن يركبه عليه السلام على سرج مسموم، بعث به إليه معه، فأظهر علمه بذلك، حيث قال: أعرف الشجرة التي نحت السرج منها، فكيف لا أعرف ما جُعل فيه من السمّ، ولكن قُدّر أن تكون شهادتي هكذا.
وقد ذكر ابن بابويه وغيره: أنّه قتل مسموماً بأمر إبراهيم بن الوليد، وقبره بالبقيع في مدينة الرسول باتفاق علماء الإسلام مع أبيه وجده الحسن عليه السلام.
فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيّاً.
* السيرة المختصرة للنبي ص وأهل بيته المعصومين ع للشيخ إبراهيم السباعي، المركز الإسلامي للدراسات، ط1، 2003م، ص 69-75.
2010-11-12