يتم التحميل...

السيرة المختصرة للإمام الحجة عليه السلام

ولادته ومناقبه(ع)

الإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام الإسم: محمد بن الحسن العسكري عليه السلام. الأب: الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الأم:نرجس.

عدد الزوار: 310

الإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام
الإسم: محمد بن الحسن العسكري عليه السلام.
الأب: الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.
الأم: نرجس1.
الكنية والألقاب: أبو القاسم2، بقية الله، والخلف الصالح، الشريد، الغريم، القائم، المهدي، المنتظر، الماء المعين، الخاتم، والأشهر هو المهدي.
الولادة: ولد عليه السلام عند بزوغ الفجر في النصف من شهر شعبان المبارك، عام 255 هـ.
محل الولادة: مدينة سُر من رأى (سامراء) في العراق.


الغيبة الصغرى:
 بدأت منذ الخامسة من عمره الشريف واستمرت لمدة 69 سنة، أي من سنة 260 إلى 329 هـ.

سفراؤه:

وأما سفراؤه عليه السلام فهم أربعة:
1ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي وكيل الإمامين الهادي عليه السلام، والعسكري عليه السلام، المتوفي سنة 265 هـ. وكانت سفارته للإمام خمس سنوات.
2ـ ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد المتوفى سنة 305 هـ. وكانت سفارته للإمام عليه السلام أربعين سنة.
3ـ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفي سنة 326 هـ.. وقد دامت سفارته واحد وعشرون سنة.
4ـ أبو الحسن علي بن محمد السمري المتوفي سنة 329 هـ.. وكانت سفارته ثلاث سنوات.


الغيبة الكبرى:
 بدأت بوفاة السفير الرابع للإمام عليه السلام سنة 329 هـ وما زالت مستمرة إلى اليوم3.

وقت الظهور:
 لم يُحدّد أو يُعيّن وقت لظهوره المبارك.

محل الظهور:
 مكة المكرمة.

محل البيعة:
 المسجد الحرام بين الركن والمقام.

مركز الحكم:
 
مسجد الكوفة.

علامته:
 تنادي الملائكة على رأسه: هذا هو المهدي فاتبعوه.

إرثه من الأنبياء:
 إرث النبوة، وفي إصبعه خاتم سليمان وفي يده عصا موسى عليه السلام4.

أنصاره:
 وأما أنصاره: 313 رجلاً عدد أصحاب بدر.

منهاج حكومته:
 يحكم بالقرآن وبعلمه كداود، وليس بالأيمان والبيّنات، كبقية الأنبياء.

وزيره ومعاونه:
 
يهبط عيسى بـن مريـم من السماء، والـرجـل الصالح الخضر عليه السلام.

أصل المهدوية وأصولها:
 إن من الأسس التي تدعم عقائد الفرد المسلم، ومن المسلمات التي لا تحتاج في إثباتها لدليل وبرهان، وكثرة بيان المهدوية، حيث إنها عدت من الأمور التي تتطلبها الفطرة، وتدعو إليها الطبيعة الإنسانية.

والإسلام الحنيف جاء ليدعم الفطرة، ويؤكد ما تدركه العقول النيّرة والآراء المحمودة. ومسألة الإمام المهدي مسألة عالمية عامة شاملة، لجميع بني البشر، فإدراكها بديهي، كإدراك كون النار تحرق والشمس مضيئة، ولا ينكر ذلك إلا معاند ومكابر، يقرّ بالجنان وينكر باللسان.

والأديان السماوية منها وغيرها تعتقد بلزوم ولابدّية المخلص.
فمثلاً: إن البوذيين يعتقدون بالمهدوية، ولكن المنتظر هو بوذا، الذي سيبعث بعد الموت ويهدي الأمة.
واليهود: يعتقدون بالمسيح، الذي سيأتي في آخر الزمان ليصلح الأمة.
والنصارى: يعتقدون أن عيسى سيبعث من بعد الصلب، ويهدي الناس.
والمسلمون: يؤمنون بكلمة واحدة الهادي والمهدي والمنتظر، كما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله، قال ابن مسعود: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلاً من أمتي أو من أهل بيتي يواطىء إسمه إسمي، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وهي من الروايات المتواترات لفظاً ومعنىً، ولا شك ولا ريب فيها.

ولكن حصل الاختلاف في كونه ولد أم لم يولد، وفي خروجه من مكة أم من الشام، وغيرها من القضايا.

ولادته عليه السلام:
عند ولادته عليه السلام، حصلت أحداث، أظهرت للناس أن لـه شأناً عظيماً، حدثتنا عمته السيدة حكيمة عن مـلابسات الـولادة، فـلنترك الحـديث لـهـا: ".. قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها (نرجس)، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي عليه السلام، ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبابتيه نحو السماء وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن أبي أمير المؤمنين وصي الله. ثم عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه، فقال عليه السلام: اللهم أنجز لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً ".

وفي رواية ثانية قالت (السيدة حكيمة): لما ولد السيد عليه السلام، ظهر منه نور ساطع، فبلغ أنف السماء، ورأيت طيوراً بيضاً تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه، ووجهه وسائر جسده ثم تطير، فصاح أبو محمد الحسن عليه السلام فقال: يا عمة تناوليه فهاتيه، فلما تناولته ضممته إليّ، فإذا به مفروغ منه -مختون مقطوع حبل السرة-، نظيف منظف وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: ﴿جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.

النيابة في عصر الغيبة:
لقد ذكرنا أن عدد نواب الإمام في عصر غيبته الصغرى أربعة، لكلٍ سيرته المفصلة، ولكن لا يسع المجال في مختصرنا من ذكرها.

والنيابة في مفهومها الشرعي الاصطلاحي تنقسم إلى قسمين:

1ـ النائب الخاص، هو الذي ينصّبه الإمام مباشرة أو بواسطة وإنما يُسمى ويذكر باسمه ويعيّن.
2ـ وأما النائب العام، فهو المقصود من قول الإمام عليه السلام: فانظروا إلى رجل منكم، يعرف شيئاً من حلالنا، وشيئاً من حرامنا، فإني جعلته عليكم حاكماً.

وحدود مسؤولية كل واحد من القسمين، تختلف عن الأخرى سعةً وضيقاً، وبشكل عام فهو نائب الإمام، ينوب عنه في التصرفات المتوقفة على إجازته عليه السلام.

علامات الظهور: إن لعلامات ظهوره، كلاماً يطول ذكره، وقد ذكر العلماء، من الطرفين الشيعة والسنة: علامات ظهور حتمية وأخرى غير حتمية.

أما العلامات الحتمية5: خروج الدجال، والصيحة والنداء السماويان، وخروج السفياني، والخسف بجيش السفياني في البيداء، وقتل النفس الزكية، وخروج السيد الحسني، وظهور كف من السماء، وكسوف الشمس وخسوف القمر، وعلامات تظهر في رجب، واختلاف أولاد بني العباس وانقراض دولتهم.

وأما العلامات غير الحتمية فمنها:

1ـ هدم حائط مسجد الكوفة.
2ـ إنبثاق نهر من شط الفرات، وجريانه في أزقة الكوفة.
3ـ ظهور نار في المشرق تبقى ثلاثة أيام أو سبعة وتكون مصدر خوف.
4ـ تحلية المصاحف، وزخرفة المساجد، وتطويل المآذن.
5ـ وقوع زلزال عظيم، وإنتشار الطاعون.

وقد ذُكر عشرات العلامات، ذكرنا نبذة منه، طلباً للإختصار.

دورنا في عصر الغيبة: روي عن الإمام الرضا عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج والصبر".

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: " المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ".

وذكر الشيخ الطبرسي في الاحتجاج أن توقيعاً خرج من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان، جاء في آخره: " وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم ".

لكن ذلك لا ينافي، أن يمهد المسلم الرسالي أمام قدوم الإمام عليه السلام دولة، أو يساعد في إقامة حكومة.

إن التمهيد لخروجه عليه السلام من أقدس الأعمال، بل المقصود من انتظار الفرج والصبر هو التهيؤ والإستعداد لظهوره المبارك.

وأخيرا: نسأل الله أن يمن علينا بطلعته البهية لنجاهد في سبيل الله ونستشهد بين يديه وتحت رايته إنه خير مجيب.

* السيرة المختصرة للنبي ص وأهل بيته المعصومين ع للشيخ إبراهيم السباعي، المركز الإسلامي للدراسات، ط1، 2003م، ص 115-121.


1- نرجس ومباركة ومليكة وغيرها من الأسماء، والإختلاف متعمد لإخفاء أمره  وسلامته من الخطر الذي كان يتهدده ووقته إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بخروجه وظهوره. ومليكة: اسم منطقة اليوم في جمهورية البوسنة والهرسك، يقال: سميت بذلك تيمناً باسمها (رض).
2- قد ذكر في كتاب النجم الثاقب (ثقة الإسلام النوري) مئة وثمانين إسماً له.
3- يعد طول العمر من المسائل الطبيعية، إذا ما راجعنا كتب التاريخ، فاننا سنشاهد أمثلة كثيرة فمثلاً: الخضر الرجل الصالح عليه السلام، وقارون والسامري،... وغيرهم.
4- إرث النبوة: وصية تسلم إلى النبي أو الإمام المعصوم من السابق إلى الذي سيلي الأمر والقائم بعده، ويحتوي إرث النبوة: على تابوت السكينة، وقميص يوسف، وعصا موسى، وخاتم سليمان، وما أنزله سبحانه وتعالى على أنبياءه من توراة، وإنجيل، وفرقان، وزبور، وصحف آدم وشيت، وصحف إدريس ونوح وابراهيم، وكتب ما نزل إضافة إلى سيف ذي الفقار ودرع النبي صلى الله عليه وآله، ومصحف فاطمة وجفر علي عليهما السلام...
5- هذه العلامات مختلف فيها لدى الفريقين.

2011-07-15