يتم التحميل...

الإمام الحسين عليه السلام _ ملامحه

ولادة الإمام الحسين(ع)

وبدت في ملاح الإمام الحسين عليه السلام ملامح جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان يحاكيه في أوصافه، كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين،

عدد الزوار: 99

وبدت في ملاح الإمام الحسين عليه السلام ملامح جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان يحاكيه في أوصافه، كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين، ووصفه محمد بن الضحاك فقال: " كان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وآله"، وقيل: إنه كان يشبه النبي صلى الله عليه وآلهما بين سرته إلى قدميه، وقال الامام علي عليه السلام : " من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين ابن علي... ".

لقد بدت على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجها، فكان كما يقول أبوكبير الهذلي:

وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل ووصفه بعض المترجمين له بقوله: " كان أبيض اللون، فإذا جلس في موضع فيه ظلمة يهتدى إليه لبياض حسنه ونحره "، ويقول آخر: " كان له جمال عظيم، ونور يتلألأ في جبينه وخده، يضئ حواليه في الليلة الظلماء وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله"، ووصفه بعض الشهداء من أصحابه في رجز كان نشيداً له في يوم الطف يقول:

له طلعة مثل شمس الضحى له           غرة مثل بدر منير هيبته

وكانت عليه سيماء الأنبياء، فكان في هيبته يحكي هيبة جده التي تعنو لها الجباه، ووصف عظيم هيبته بعض الجلادين من شرطة ابن زياد بقوله: " لقد شغلنا نور وجهه، وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ".

ولم تحجب نور وجهه يوم الطف ضربات السيوف، ولا طعنات الرماح، فكان كالبدر في بهائه ونضارته، وفي ذلك يقول الكعبي:

ومجرح ما غيرت منه القـنا               حسـنا ولا أخـلقن منه جديـدا
قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى       مذ ألبسته يد الدمـاء برودا


ولما جئ برأسه الشريف إلى الطاغية ابن زياد بهر بنور وجهه فانطلق يقول: " ما رأيت مثل هذا حسنا ! ! ".

فانبرى إلى أنس بن مالك منكرا عليه قائلا: " أما أنه كان أشبههم برسول الله ؟ ".

وحينما عرض الرأس الشريف على يزيد بن معاوية ذهل من جمال هيبته وطفق يقول: " ما رأيت وجها قط أحسن منه ! ! ".

فقال له بعض من حضر: " إنه كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله".

لقد أجمع الرواة أنه كان يحاكي جده الرسول صلى الله عليه وآله في أوصافه وملامحه، وأنه كان يضارعه في مثله وصفاته، ولما تشرف عبد الله بن الحر الجعفي بمقابلته امتلأت نفسه إكبارا وإجلالا له، وراح يقول: " ما رأيت أحدا قط أحسن، ولا أملا للعين من الحسين.. ". لقد بدت على ملامحه سيماء الأنبياء وبهاء المتقين، فكان يملا عيون الناظرين إليه، وتنحني الجباه خضوعا وإكبارا له.


* حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام-دراسة وتحليل-للشيخ باقر شريف القرشي، مطبعة الآداب، ط 1، النجف الأشرف1394، هـ / 1974 م،ج1،ص35-36.

2010-07-05