أهمية جهاد النفس في الإسلام
إضاءات إسلامية
إن جهاد النفس وهو المسمى بالجهاد الأكبر، يعتبر من ركائز الأخلاق الإسلامية السامية إذا لم نقل الدعامة الرئيسية للأخلاق، إذ من خلاله تصاغ الشخصية الإيمانية، وكذلك بتركه تصاغ الشخصية المنحرفة، لتصبح نفساً أمارة بالسوء والفحشاء، فالنفس هي محور الأخلاق فإن هذبت حسنت الأخلاق وإن تركت على هواها فلن يكبح جماحها حينئذ كابح أبدا، عن أمير المؤمنين عليه السلام: "من لم يتدارك نفسه بإصلاحها أعضل داؤه، وأعيى شفاؤه، وعدم الطبيب"
عدد الزوار: 166إن جهاد النفس وهو المسمى بالجهاد الأكبر، يعتبر من ركائز الأخلاق الإسلامية السامية إذا لم نقل الدعامة الرئيسية للأخلاق، إذ من خلاله تصاغ الشخصية الإيمانية، وكذلك بتركه تصاغ الشخصية المنحرفة، لتصبح نفساً أمارة بالسوء والفحشاء، فالنفس هي محور الأخلاق فإن هذبت حسنت الأخلاق وإن تركت على هواها فلن يكبح جماحها حينئذ كابح أبدا، عن أمير المؤمنين عليه السلام: "من لم يتدارك نفسه بإصلاحها أعضل داؤه، وأعيى شفاؤه، وعدم الطبيب"([1]).
ومن هنا أكد الإسلام على أهمية تهذيب النفس وانتزاع الضغائن والمفاسد منها، وسمي تهذيبها بالجهاد الأكبر لأن جهاد الأعداء في سبيل الله وهو الجهاد الأصغر ما كان ليوجد لولا الجهاد الأساسي لهذه النفس النزوعة إلى الراحة والكسل والخمول وترك الفرائض.
وقد أكدت الروايات على أفضلية جهاد النفس والفضل الذي يترتب عليه وسنستعرض فيما يلي بعضها، فعن الإمام علي عليه السلام: "أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى وفطامها عن لذات الدنيا"([2]).
وعن الإمام علي عليه السلام: "جهاد النفس مهر الجنة"([3]).
ومن الثواب على جهاد النفس ما ورد في الحديث عنه عليه السلام: "إن المجاهد نفسه على طاعة الله وعن معاصيه عند الله سبحانه بمنزلة بر شهيد"([4]).
لزوم مجاهدة النفس
لقد أكد أهل البيت عليهم السلام على لزوم جهاد النفس في الكثير من أقوالهم وأفعالهم، ففي الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام: "جاهد نفسك لتردها عن هواها فإنه واجب عليك كجهاد عدوك"([5]).
وما ذلك الوجوب الذي عناه الإمام إلا لأجل خطرها لو خليت وشأنها، فالنفس الأمارة بالسوء كما يصفها أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "النفس الأمارة تتملق تملق المنافق، وتتصنع بشيمة الصديق الموافق، حتى إذا خدعت وتمكنت تسلطت تسلط العدو، وتحكمت تحكم العتو فأوردت موارد السوء"([6]).
وهذا الحديث يشير إلى مدى قوة الأحابيل التي تقدر النفس على حياكتها لو أرادت أن توقعك في معصية الله عز وجل، فهي تأتيك بصورة الصديق المخلص الوفي لتنصحك بمعصية ذي الجلال حتى إذا قبلت منها النصيحة فقد جعلت لها في قلبك منزلا ومستقرا، فتحتل القلب كما يحتل العدو الأرض ويهيمن عليها وعلى خيراتها...
* زاد الصامدين، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) غرر الحكم، ح ـ 9025.
([2]) غرر الحكم، ح ـ 3232.
([3]) ميزان الحكمة، الحديث 2727.
([4]) ميزان الحكمة، الحديث 2730.
([5]) ميزان الحكمة، الحديث 2733.
([6]) غرر الحكم، ح ـ 2106.