من كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) خلال استقباله أئمّة الجمعة في أنحاء البلاد
2022
من كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) خلال استقباله أئمّة الجمعة في أنحاء البلاد
عدد الزوار: 183من كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) خلال استقباله أئمّة الجمعة في أنحاء البلاد بتاريخ 27/07/2022م.
جرى هذا اللقاء بمناسبة ذكرى إقامة اول صلاة جمعة بعد انتصار الثورة الاسلامية، حيث أكد سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) على أهمية صلاة الجمعة ومكانتها المتميزة بين الواجبات الدينية و«الارتباط بين التوجه الى الله وحضور الناس وتجمعهم» و«ذكر الله بشكل جماعي ونزول بركاته على الجماعة» و«الاستمرار بدون توقف لصلاة الجمعة كل أسبوع» وكونها «قاعدة مهمة لطرح قضايا المجتمع المختلفة، بما في ذلك القضايا الفكرية والخدمات الاجتماعية والتعاون العام والاستعدادات والتعبئة العسكرية» و«مزج القيم المعنوية بالسياسة» تعد من أهم سمات صلاة الجمعة التي تحولت إلى قدرة هائلة وفرصة استثنائية.
وقال سماحته: «صلاة الجمعة بهذه الخصائص هي حلقة مهمة في السلسلة التفصيلية والطويلة للقوة الناعمة للجمهورية الإسلامية». وأضاف: «عند الامعان في معاني صلاة الجمعة يتبين انها تعد فريضة استثنائية حتى أكثر من فريضة الحج لما لها من ميزاتها الخاصة».
وأشار سماحته إلى ان صلاة الجمعة تجمع حشدا كبيرا من الناس كل اسبوع في مكان محدد ومن شأن هذا الاجتماع ان يكون منبرا لطرح القضايا المهمة للمجتمع، واصفا هذا الاجتماع بانه ذو اهمية كبيرة وإذا يتراجع عدد المصلين فيها فهذا يثير القلق.
وأكد سماحته على اهمية تواجد ابناء الشعب في الساحة مشيراً الى هذه الآية القرآنية: ﴿فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
ثم سماحته السؤال التالي وهو: «هل استطعنا أن نضع صلاة الجمعة في مكانتها الرفيعة اللائقة بها في الجمهورية الإسلامية؟» وقال ردا على ذلك: «يبدو ان هنالك قصورا في هذا الجانب حيث ينبغي علينا بذل الهمة للتعويض عنه، وفي هذا الصدد هنالك بعض القضايا الملقاة على عاتق أئمة الجمعة أنفسهم والبعض الاخر على عاتق الادارة العامة لأئمة الجمعة».
وذكر سماحته مسألتين تتعلقان بأئمة الجمعة وهما:
1- شخصية أئمة الجمعة وأسلوب حياتهم.
2- محتوى خطب صلاة الجمعة.
وقال سماحته عن شخصية واسلوب حياة إمام الجمعة: «مثلما يدعو أئمة الجمعة للتقوى في خطبهم في صلاة الجمعة، فعليهم أيضا أن يبذلوا قصارى جهدهم في التزام التقوى وممارستها، لأنه إذا كان الأمر غير ذلك ستأتي النتيجة عكسية».
واعتبر سماحته «السلوك الأبوي تجاه الجميع» من متطلبات سلوك إمام الجمعة وشخصيته، وأضاف: «إن صلاة الجمعة يحضرها افراد من مختلف الشرائح والاذواق وان سلوك امام الجمعة يجب ان يكون كسلوك الاب مع ابنائه وان يدعو الجميع لمائدة القيم المعنوية والدين».
وكان «التواصل مع الشباب وإعداد الآلية المناسبة لذلك» توصية أخرى لسماحته.
وفي إشارة إلى أنشطة العديد من المجموعات الشبابية والعفوية، دعا سماحة الإمام الخامنئي أئمة الجمعة للتواصل مع هذه المجموعات ودعمها وقال: «المشاركة في الخدمات الاجتماعية، مثل مساعدة الناس في الكوارث الطبيعية وفي التعامل مع كورونا وجمع التبرعات الصادقة للمحتاجين من المهام الضرورية لأئمة الجمعة، حيث أبدع بعض أئمة الجمعة في هذا المجال».
وأكد سماحته في هذا السياق: «نحن مع العدالة ورفعنا رايتها، ولكن تحقيق العدالة دون مساعدة الطبقة المحرومة والمستضعفة لا معنى له».
وحول خطب صلاة الجمعة ومحتواها، اعتبر خطبة صلاة الجمعة وخطيبها المتحدث باسم الثورة الإسلامية والمبين والمطالب بمبادئ الثورة، وأضاف: «إن الابداع الكبير لخطيب الجمعة هو اعادة انتاج المفاهيم المعرفية والثورية مثل قضايا مهمة للغاية كالعدالة والاستقلال ودعم المظلوم واتباع الشريعة بما يتناسب مع احتياجات اليوم وبأدبيات جديدة».
واكد سماحته على أن الخطب يجب أن تكون ثرية وتعليمية وتتضمن اجابات على الأسئلة العامة، وقال: «يجب أن تكون أدبيات الخطب دافئة وداعية للوحدة ومفعمة بالأمل وتوعوية ومهدئة، ولا تسبب القلق والاضطراب واثارة القضايا الهامشية والتشاؤم تجاه الوضع الحالي والمستقبلي وخلق ذريعة لهجمات الأعداء».
واعتبر سماحته ان من الامور المهمة في خطب صلاة الجمعة، مواجهة الترويج المستمر للشكوك من قبل الضامرين السوء وقال: «إن ساحة المعركة اليوم هي ساحة القوة الناعمة، والعدو في هذا المجال يسعى لاختراق حصن إيمان الناس القوي وتدميره لان ايمان الشعب هو عنصر انتصار الثورة الاسلامية وصمود الشعب في الدفاع المقدّس وبوجه الفتن وأية مجالات أخرى».
واعتبر سماحته الانجاز العظيم للجمهورية الإسلامية هو إبطال النقطة المركزية لهوية الحضارة الغربية، أي «فصل الدين عن السياسة» وأضاف: «إن الجمهورية الإسلامية لم تحافظ على نفسها بشعار الدين فحسب، بل انه مع تقدم إيران فقد خلقت التحدي امام الجهود طويلة الأمد التي يبذلها الغربيون للإيحاء بعدم تناسق الدين مع السياسة، لذا فإن مافيا القوى الغربية، وعلى رأسها الصهاينة ورأسمالييها، وأميركا التي تعد الواجهة الخاصة بهم، غاضبون من هذه الحقيقة اللامعة، ويخططون باستمرار لمهاجمة الجمهورية الإسلامية».
وأشار سماحته كذلك إلى القضايا التي أثيرت في الأيام الأخيرة بشأن قضية المرأة والحجاب، وقال: «هذه القضايا أثيرت على الدوام منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، وان نفس تلك المحاولات الفاشلة تتكرر الان بحجة الحجاب».
وأضاف سماحة الإمام الخامنئي: «قبل بضع سنوات، سُئلت في اجتماع عن نوع دفاعي ضد الغرب فيما يتعلق بقضية المرأة، فقلت: ليس لدي دفاع، لدي هجوم. يجب على من حولوا النساء إلى سلع أن يدافعوا ويردوا».
وطرح سماحته سؤالاً وهو «لماذا هاجمت وسائل الإعلام الرسمية والحكومية الأميركية والبريطانية ومرتزقتها قضية المرأة فجأة ومرة أخرى بحجة الحجاب؟ وهل الغربيون هم المدافعون عن حقوق المرأة الإيرانية حقيقة؟ الغربيون هم الذين إذا تمكنوا من قطع المياه عن الشعب الايراني، سيفعلون ذلك، تماما كما حظروا علاج الأطفال المصابين بمرض الفراشة ولم يسمحوا بوصول الادوية إلى هؤلاء الأطفال؛ هل الغربيون حقا متعاطفون مع المرأة الإيرانية؟».
وأضاف: «حقيقة الأمر هي أن المرأة الإيرانية الأبية والموهوبة وجهت إحدى أكبر وأهم الضربات لمزاعم وأكاذيب الحضارة الغربية، وهم غاضبون للغاية من ذلك».
وقال: «يقول الغربيون منذ سنوات إنه ما لم يتم تحرير المرأة من القيود الأخلاقية والدينية، فإنها لا تستطيع التقدم والوصول إلى مستويات علمية وسياسية واجتماعية عالية، ولكن في الأربعين عاما الماضية، تمكنت النساء الإيرانيات في ظل ارتدائهن الحجاب الإسلامي والتشادور من الحضور في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والرياضية والسياسية والإدارية والاقتصادية والثقافية وان تحقق نجاحا وشموخا كبيرا».
وأكد سماحته قائلا: «إن إنجازات المرأة الايرانية المسلمة تدحض جهود الغربيين المستمرة منذ مائتي أو ثلاثمائة عام، ولهذا السبب فإنهم غاضبون من النساء الإيرانيات، وتحت ذريعة الحجاب يقومون بإثارة الشبهات والأجواء».
وأشار سماحته إلى طرح موضوع الحجاب في خطب صلاة الجمعة الأسبوع الماضي، وكذلك في الفضاء الإلكتروني والإعلام، موضحا بأن هذه القضايا يجب تناولها برصانة ومنطقية شديدة، وبعيدا عن الانفعالات غير الضرورية، ويجب عبر تقديم أدلة واضحة كشف وفضح هذا المنطق الاستعماري الغربي.
وشدد سماحته على ضرورة مواجهة شبهات العدو وضرورة أخذ واجب جهاد التبيين بجدية، وقال: «ان بعض الافراد صمدوا في الحرب الخشنة (العسكرية) وأمام ضربات السيف لكنهم سقطوا في ساحة المعركة الناعمة وضد الشكوك، وهذا بالطبع أحد أسبابه طلب الدنيا».
وعلّق سماحته على الاحتفال المليوني بمناسبة ذكرى عيد الغدير الذي اقيم الاسبوع الماضي في العاصمة طهران تحت عنوان «إقامة ضيافة 10كم بمناسبة عيد الغدير الأغر» وشدد بالقول ان هذه الاحتفالية اثبتت ان الشعب الايراني تواق للدين.
وفي بداية هذا اللقاء، تحدّث حجة الإسلام والمسلمين حاج علي أكبري رئيس مجلس إعداد سياسات أئمة الجمعة، عن أهم الخطط والبرامج والأنشطة التي تهدف إلى رفع مستوى صلاة الجمعة، وأشار إلى إقامة صلاة الجمعة في 900 مصلى في جميع أنحاء البلاد.