يتم التحميل...

ما هي عقيدتنا في عصمة الأنبياء (عليهم السلام)؟

إضاءات إسلامية

ما هي عقيدتنا في عصمة الأنبياء (عليهم السلام)؟

عدد الزوار: 115



آيات قرآنية:     

1 ـ ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ([1]).
اصطفى الله الأنبياء وخصّهم بهداية خاصة فيضاً من عنده سبحانه، فلا يرتكبون الذنوب صغيرها وكبيرها، ولا ينحرفون عن طريق هدايته.

2 ـ ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدً﴾([2]).
إنّ الله تعالى يصون نبيَّه «صلى الله عليه وآله» من كل ما يوجب نقصاً في تبليغ رسالته، ولقد حفظ الله جميع الأنبياء وصانهم، فأبلغوا رسالاته ووحيه، دون أي نقص أو تحريف.

3 ـ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾([3]).
إنّ الله تبارك وتعالى قد يسّر للأنبياء الهدايات التي أرادها لهم، وهذه الهدايات هي نفسها التي أراد لنبيه «صلى الله عليه وآله» أن يكون عليها، ولذا أمره بالإقتداء بهداهم، ولم يأمره بالإقتداء بهم.

4 ـ ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ﴾([4]).
مقتضى الآية: أنّ الذي خصّه الله بالهداية لا يقدر أحد على إضلاله، إذ لا راد لفعله، وبما أنّ الأنبياء مهديون من الله لقوله تعالى: ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، فلا شيء يصرفهم عن هدايته تعالى. 

5 ـ ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([5]).
التقدير: أنّ كل ما ينطق به النبي «صلى الله عليه وآله» ليس عن هوى نفس، وإنما هو وحيٌ أنزله الله تعالى على قلبه.

6 ـ ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾([6]).
تنـزيه للنبي «صلى الله عليه وآله» عن اتهام المشركين باخـتلاق الأقاويل، والإفتراء على الله كذباً، ولو اقترف ذلك لعاقبه الله بأشد وأسرع عقوبة، فكان سكوته سبحانه عن أقوال النبي «صلى الله عليه وآله» يشير إلى رضاه، وأنها وحيٌ من عنده.
 
روايات معتـبرة ســـنداً:      
1 ـ روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمد البرمكي، عن أبي الصلت الهروي قال:
لَمَّا جَمَعَ الْمَأْمُونُ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا «عليه السلام» أَهْلَ الْمَقَالاتِ، مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَالدِّيَانَاتِ مِنَ: الْيَهُودِ، والنَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ، وَالصَّابِئِينَ، وَسَائِرِ أَهْلِ الْمَقَالاتِ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ أَلْزَمَهُ حُجَّتَهُ كَأَنَّهُ أُلْقِمَ حَجَراً، قَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، فَقَالَ لَهُ:
يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَتَقُولُ بِعِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا تَعْمَلُ‏ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَ:‏ ﴿وَعَصى‏ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى‏﴾[7]، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَ:‏ ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏﴾[8] وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ فِي يُوسُفَ «عليه السلام»‏: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِه﴾[9]، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي دَاوُدَ: ﴿وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ﴾[10]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ «صلى الله عليه وآله»‏: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾[11]؟
فَقَالَ الرِّضَا «عليه السلام»: وَيْحَكَ يَا عَلِيُّ، اتَّقِ اللهَ وَلَا تَنْسُبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ اللهِ‏ الْفَوَاحِشَ، وَلَا تَتَأَوَّلْ كِتَابَ اللهِ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَالَ:‏ ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ﴾[12].
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آدَمَ:‏ ﴿وَعَصى‏ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى﴾، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فِي أَرْضِهِ، وَخَلِيفَةً فِي بِلَادِهِ، لَمْ يَخْلُقْهُ لِلْجَنَّةِ، وَكَانَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنْ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ لَا فِي الْأَرْضِ، وَعِصْمَتُهُ تَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي الْأَرْضِ، لِيَتِمَّ مَقَادِيرُ أَمْرِ اللهِ، فَلَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ، وَجُعِلَ حُجَّةً وَخَلِيفَةً، عُصِمَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ﴾.
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ إِنَّمَا ظَنَّ بِمَعْنَى اسْتَيْقَنَ أَنَّ اللهَ لَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ، أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾؟ أَيْ ضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ، ولَوْ ظَنَّ أَنَّ اللهَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَكَانَ قَدْ كَفَرَ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ فِي يُوسُفَ: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِه﴾، فَإِنَّهَا هَمَّتْ بِالْمَعْصِيَةِ، وَهَمَّ يُوسُفُ بِقَتْلِهَا إِنْ أَجْبَرَتْهُ، لِعِظَمِ مَا تَدَاخَلَهُ، فَصَرَفَ اللهُ عَنْهُ قَتْلَهَا وَالْفَاحِشَةَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ﴾ يَعْنِي الْقَتْلَ وَالزِّنَاءَ.
وَأَمَّا دَاوُدُ «عليه السلام» فَمَا يَقُولُ مَنْ قِبَلَكُمْ فِيهِ؟
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ: يَقُولُونَ إِنَّ دَاوُدَ «عليه السلام» كَانَ فِي مِحْرَابِهِ يُصَلِّي، فَتَصَوَّرَ لَهُ إِبْلِيسُ عَلَى صُورَةِ طَيْرٍ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الطُّيُورِ، فَقَطَعَ دَاوُدُ صَلَاتَهُ وقَامَ لِيَأْخُذَ الطَّيْرَ، فَخَرَجَ الطَّيْرُ إِلَى الدَّارِ، فَخَرَجَ الطَّيْرُ إِلَى السَّطْحِ، فَصَعِدَ فِي طَلَبِهِ، فَسَقَطَ الطَّيْرُ فِي دَارِ أُورِيَا بْنِ حَنَانٍ، فَأَطْلَعَ دَاوُدُ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ، فَإِذَا بِامْرَأَةِ أُورِيَا تَغْتَسِلُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَوَاهَا، وَكَانَ قَدْ أَخْرَجَ أُورِيَا فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ: أَنْ قَدِّمْ أُورِيَا أَمَامَ التَّابُوتِ، فَقُدِّمَ، فَظَفِرَ أُورِيَا بِالْمُشْرِكِينَ، فَصَعُبَ ذَلِكَ عَلَى دَاوُد، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً: أَنْ قَدِّمْهُ أَمَامَ التَّابُوتِ، فَقُدِّمَ، فَقُتِلَ أُورِيَا، فَتَزَوَّجَ دَاوُدُ بِامْرَأَتِهِ.
قَالَ:‏ فَضَرَبَ الرِّضَا «عليه السلام» بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ‏: إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏! لَقَدْ نَسَبْتُمْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ إِلَى التَّهَاوُنِ بِصَلَاتِهِ، حَتَّى‏ خَرَجَ فِي أَثَرِ الطَّيْرِ، ثُمَّ بِالْفَاحِشَةِ، ثُمَّ بِالْقَتْلِ!
فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَمَا كَانَ خَطِيئَتُهُ؟
فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ دَاوُدَ إِنَّمَا ظَنَّ أَنَّ مَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقاً هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَيْنِ فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ‏ فَقَالا: ﴿خَصْمانِ بَغى‏ بَعْضُنا عَلى‏ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى‏ سَواءِ الصِّراطِ إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ‏﴾، فَعَجَّلَ دَاوُدُ «عليه السلام» عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَقَالَ‏: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى‏ نِعاجِهِ‏﴾ وَلَمْ يَسْأَلِ‏ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يُقْبِلْ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَيَقُولَ لَهُ مَا تَقُولُ، فَكَانَ هَذَا خَطِيئَةُ رَسْمِ الْحُكْمِ، لَا مَا ذَهَبْتُمْ إِلَيْهِ، أَلَا تَسْمَعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:‏ ﴿يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى‏﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ؟
فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَمَا قِصَّتُهُ مَعَ أُورِيَا؟
فَقَالَ الرِّضَا «عليه السلام»: إِنَّ الْمَرْأَةَ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ «عليه السلام» كَانَتْ إِذَا مَاتَ بَعْلُهَا أَوْ قُتِلَ لَا تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ أَبَداً، وَأَوَّلُ مَنْ أَبَاحَ اللهُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ قُتِلَ بَعْلُهَا كَانَ دَاوُدُ «عليه السلام»، فَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةِ أُورِيَا لَمَّا قُتِلَ وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا مِنْهُ، فَذَلِكَ الَّذِي شَقَّ عَلَى النَّاسِ‏ مِنْ قِبَلِ أُورِيَا.
وَأَمَّا مُحَمَّدٌ «صلى الله عليه وآله»‏، وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَ:‏ ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ‏﴾، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَ نَبِيَّهُ «صلى الله عليه وآله» أَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَأَسْمَاءَ أَزْوَاجِهِ فِي دَارِ الْآخِرَةِ، وَأَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِحْدَاهُنَّ مَنْ سُمِّيَ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَأَخْفَى اسْمَهَا فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهِ، لِكَيْلَا يَقُولَ‏ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: إِنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلٍ، إِنَّهَا إِحْدَى أَزْوَاجِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَخَشِيَ قَوْلَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَ‏: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ‏﴾. يَعْنِي فِي نَفْسِكَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَوَلَّى تَزْوِيجَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، إِلَّا تَزْوِيجَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ «عليه السلام»، وَزَيْنَبَ مِنْ رَسُولِ اللهِ «صلى الله عليه وآله»، بِقَوْلِهِ‏: ﴿فَلَمَّا قَضى‏ زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَه﴾، وَفَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ «عليهما السلام».
قَالَ: فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَنَا تَائِبٌ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ أَنْطِقَ فِي أَنْبِيَاءِ اللهِ «عليهم السلام» بَعْدَ يَوْمِي هَذَا إِلَّا بِمَا ذَكَرْتَهُ([13]).
 
هذه عقيدتنا في عصمة الأنبياء (عليهم السلام):
العصمة صفة راسخة في النفس تكون عن علم واختيار بفضل من الله ورحمة، تمنع من ارتكاب المعصية، رغم القدرة عليها.

إنّ جميع الأنبياء  (عليهم السلام) مطهَّرون من كل دنس، معصومون عن الذنوب والمعاصي، كبيرها وصغيرها، والخطأ والسهو، والكذب والإفتراء، في أمور الدين والدنيا، قبل النبوة وبعدها.

فمنزلتهم مصانة عن كل ما يحطّ من كمالهم، وإلا لسقطت الوثاقة بهم، ووهن غرض النبوة، ولما تحققت الهداية للنّاس.

وهم يتلقون الوحي ويبلِّغونه، ويعملون بما أمر تعالى، وينتهون عمّا نهى، ولا يَرِدُ في حقّهم الخطأ في العلم والعمل.

والآيات التي يمكن أن يُتوهم منها عدم عصمتهم، يجب تأويلها وحملها على عدم إرادة ظاهرها بما لا يتنافى مع العصمة.
 
عقائد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ نبيل قاووق


([1]) الآية 87 من سورة الأنعام.
([2]) الآيات 26 ـ 28 من سورة الجن.
([3]) الآية 90 من سورة الأنعام.
([4]) الآية 37 من سورة الزمر.
([5]) الآيتان 3 و 4 من سورة النجم.
([6]) الآيات 44 ـ 46 سورة الحاقة.
([7]) الآية 121 من سورة طه.
([8]) الآية 87 من سورة الأنبياء
([9]) الآية 24 من سورة يوسف.
([10]) الآية 24 من سورة ص.
([11]) الآية 37 من سورة الأحزاب.
([12]) الآية 7 من سورة آل عمران.
([13]) عيون أخبار الرضا، ج1 ص171، وبسند آخر، الأمالي، ص151

2021-02-10