كلمة السيد نصر الله حول آخر التطورات بتاريخ 07-08-2020
باسمه تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة أنا كنت قد أعلنت سابقاً أنني كنت أُريد التحدث إليكم يوم الأربعاء الماضي، وكان قبل الحادثة الفاجعة، كنت أود أن أتحدث في تلك الليلة عن عدد من القضايا والموضوعات ذات الإهتمام المباشر في تلك الأيام، يعني على سبيل المثال: الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والمسألة القائمة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، هذا كان موضوعاً، الموضوع الثاني كنت أريد أن أتكلم عن المحكمة الدولية و7 آب، وكنت أريد أن أتكلم عن الكورونا وتطورها وتصاعدها الجديد في لبنان، وكنت أريد أن أتكلم عن موضوع المشتقات النفطية وأزمة المازوت التي عاشها البلد،وأيضاً بعض المواقف المرتبطة بالوضع في المنطقة أي الوضع الإقليمي، لكن عندما حصلت الحادثة الفاجعة في يوم الثلاثاء طبعاً قررت تأجيل الكلام، واليوم أنا لن أتكلم في هذه العناوين، وإنما سوف أتحدث عن عنوان وحيد وواحد وهو: الحادثة والفاجعة الكبرى والمأساة الإنسانية التي لحقت بلبنان وبالشعب اللبناني خلال الأيام القليلة الماضية.
نأتي إلى الحادثة:
أولاً: نحن أمام حادثة ضخمة جداً وفاجعة كبرى بالمعنى الإنساني وبالمعنى الوطني وبكل المعايير، هناك أكثر من 150 شهيد، الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، ويوجد عدد كبير ملفت من الشهداء السوريين، ويوجد شهداء من جنسيات مختلفة، آلاف الجرحى، حتى الآن آخر إحصاء ما زال يتكلم عن ما يقارب ال80 مفقوداً، لنقول إحتياطاً عن عشرات المفقودين، عشرات آلاف العائلات التي خرجت من منازلها ومن بيوتها لأن البيوت تأثرت بفعل الإنفجار، عشرات الآلاف الذين تأثروا أو فقدوا أملاكهم ومتلكاتهم وأرزاقهم ومحلاتهم، حالة الرعب والخوف الشديد التي دخلت إلى قلوب الملايين في الحقيقة وليس مئات الآلاف، لأن سكان بيروت والضواحي هم تقريباً نصف سكان لبنان أو أكثر، المباني التي اهتزت وظن الناس أن هناك هزة ارضية أو زلزال ضخم، وكل حي شعر أن الإنفجار عنده بالحي، وما عاشه الناس من مشاعر خوف وقلق، لدى الرجال والنساء والأطفال، طبعاً هذه التداعيات كبيرة وخطيرة جداً، والمشاهد التي شهدناها جميعاً، نحن أمام حادث له نتائج إنسانية كبيرة ونتائج وتداعيات إجتماعية وصحية وأيضاً إقتصادية، يعني عملياً مرفأ أو ميناء بيروت دُمر بشكل شبه كامل، وهذا له تأثيرات إعادة بناء المرفأ، لأن التداعيات الإقتصادية لهذا الأمر يزيد من المأزق والأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية الموجودة في البلد، على كلٍ نحن بكل المعايير أمام فاجعة كبرى.
أنا في هذه اللحظة أتقدم أولاً بمشاعر المواساة والعزاء لكل عوائل الشهداء، والملفت أنه عادةً تعرفون أن لبنان مقسم طائفياً ومقسم مناطقياً، وقد تُستهدف منطقة ولا تُستهدف منطقة، هذا الإنفجار كان أيضاً إنفجاراً عابراً للطوائف وعابراً للمناطق، شهداء من كل الطوائف وجرحى من كل الطوائف، الأذى لحق بكل الأحياء وبكل المناطق، بيروت هي مدينة كل اللبنانيين، وتحتضن كل اللبنانيين، وأهل بيروت يختصرون كل اللبنانيين بإنتماءاتهم الوطنية والدينية والطائفية، وبالتالي الإستهداف كان على هذه الشاكلة.
أتقدم بالعزاء من عوائل الشهداء جميعاً، أسأل الله سبحانه وتعالى لذويهم ولأهاليهم الصبر والسلوان والتحمل أمام هذا الفقدان للأحبة وللأعزاء، أيضاً نسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهم الجميع الصبر والقدرة على الصمود والتحمل، وأيضاً إمتلاك العزم لتجاوز هذه المحنة لكل من أُصيبوا بأعزائهم أو ببيوتهم أو بأرزاقهم أو بممتلكاتهم، أو هُجروا خارج منازلهم، أن يَصبروا وأن يتحملوا وأن يتعاونوا لتجاوز هذه المحنة، طبعاً هذا يحتاج إلى فضل من الله سبحانه وتعالى وإلى تعاون الجميع وجهد الجميع وتضحيات الجميع.
إذاً، نحن أولاً: أحببت في هذا التوصيف السريع، نحن أمام هذا النوع من الأحداث الإستثنائية في تاريخ لبنان المعاصر في الحد الأدنى، والتي تحتاج إلى تعاطي إستثنائي على كل صعيد، على المستوى الأخلاقي وعلى المستوى النفسي وعلى المستوى العملي والميداني وعلى المستوى الإعلامي وعلى المستوى السياسي وعلى المستوى القضائي، كل التعاطي يجب أن يكون كبيراً وإستثنائياً نتيجة استثنائية وعظمة هذه الحادثة.
طبعاً اللسان يَعجز عن التعبير عن المشاعر تجاه أهلنا وأحبائنا في بيروت وفي ضواحي بيروت، في كل أحياء بيروت وضواحي بيروت، والتعبير عن التعاطف وعن الألم وعن الحزن وعن الأسى، وأيضاً التعبير عن التضامن والوقوف إلى جانب بعضنا البعض وتحمل المسؤولية.
أمام هول الحادثة وتداعياتها أيضاً، أَدخل إلى النقاط الأخرى: كان هناك مشاهد عديدة في لبنان.
أولاً: المشهد الشعبي: أنا أُريد أن أتكلم عن كل مشهد وأخذ موقف أو أُعلق عليه.
أولاً: المشهد الشعبي إلى جانب الدولة، يعني من الساعات الأولى من الطبيعي جداً أن إدارات الدولة المعنية والأجهزة الأمنية والعسكرية والصحية والدفاع المدني والانقاذ والإطفاء كله نزل على الأرض، لكن الملفت كان هو الجو الشعبي، هذه اللهفة الشعبية في كل المناطق، وهذا الحضور السريع لكثير من الهيئات والمؤسسات المدنية والشعبية، سواءً كانت إطفائيات أو إسعافات أو هيئات وأطر ومؤسسات صحية إلى مساعدة أجهزة الدولة، لأن هذا الموضوع كان أكبر من إمكانيات الدولة، مستشفيات وأطباء وممرضين وممرضات، التبرع بالدم، ربما لأول مرة نحن يكون هناك حادث، أنه رسمياً مثلاً حزب الله يُوجه نداء للتبرع بالدم، والحمدلله تأمنت كل كميات الدم المطلوبة، لأن حجم عدد الجرحى كان ضخماً جداً منذ البدايات.
في كل الأحوال، هذا التعاطف الشعبي استمر أيضاً في التعاون على رفع الأنقاض وإزالة الركام، وتنظيف البيوت والطرقات والأماكن والميادين، وما زلنا نَشهد حضور كبير للمتطوعين في هذه الساحات، العديد من البلديات وإتحادات البلديات والمؤسسات الدينية والقوى السياسية وعائلات وبيوت أعلنت عن إستعدادها لتأمين أماكن لمن فقدوا بيوتهم ومساكنهم بشكل مؤقت أو كامل، فيما يُسمى بالإيواء، هذا كله كان بالرغم من كل الأزمات الإجتماعية والمالية التي كان يعيشها البلد، رأينا هذا المستوى من التعاطف والتضامن، لكن طبعاً نُريد أن نأخذ أيضاً الجانب العاطفي والنفسي ، نَعطيه درجة عالية من الإمتياز، هذه اللهفة وهذا الحزن وهذا الألم وهذا التعاطف، يعني عند الناس تحت لا أحد يشمت بأحد أو أحد يَعتبر أنه غير مُعني بهذا الحادث أو أحد لم يتألم لهذا الحادث، هذه مشاعر الناس.
أيضاً مشهد نُريد أن نَعطيه علامة عالية جداً على المستوى الحضاري والإنساني والأخلاقي والوطني والعاطفي، هذا دليل الضمير والحياة والروح والثقافة والأخلاق والحس الإنساني والوطني الموجود عند شعبنا في كل المناطق وفي كل الطوائف وفي كل الساحات.
طبعاً بالنسبة لنا حزب الله منذ اللحظة الأولى في هذا الجانب حضور مؤسساته وهيئاته وأطره وأفراده وناسه والبلديات واتحادات البلديات التي نتمثل فيها أو موجودين فيها، أعتقد أنهم لم يُقصروا بشيء ودائماً هم حاضرون، واليوم أنا أرجع أُؤكد أن حزب الله بكل مؤسساته وإمكانياته وأفراد هيئاته وقدراته البشرية والمادية هي بتصرف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والوزارات المختصة، وبتصرف كل شعبنا وأهلنا الذين لحق بهم الأذى بسبب هذه الفاجعة.
طبعاً أُريد أن أُؤكد على مشروع الإيواء لأن هذا لدينا تجربة كبيرة فيه بعد حرب تموز، أتمنى من الناس أن يأخذوه بالجدية المطلوبة، وأنا أرجع أُؤكد ما أعلنه رئيس إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وبلديات عديدة في لبنان، كل عائلة فقدت مسكنها وتحتاج إلى وقت حتى تقوم بترميم أو تجهيز هذا المسكن وتحتاج إلى مسكن بديل مؤقت، نحن منفتحون ومساعدون وحاضرون ومستعدون بالكامل لمساعدة هذه العائلات من خلال هذا المشروع إن شاء الله، ولا يجوز أن تكون هناك أي عائلة في الشارع أو تشعر بأنها عبء على عائلات من أقاربهم أو ما شاكل، لأنهم لجأوا إلى أقاربهم أو أصدقائهم، يُمكن تأمين مساكن بديلة مؤقتة حتى إشعارٍ آخر، إلى أن يتمكنوا إن شاء الله في أسرع وقت ممكن من العودة إلى منازلهم بعد ترميمها وإصلاحها.
المشهد الثاني: كان خارجي، يعني مواقف الدول، الكثير من الدول والحكومات في العالم، المرجعيات الدينية الكبرى في العالم، إسلامية ومسيحية، شيعية وسنية، قوى سياسية وحركات مقاومة وزعماء وعلماء ونخب إعلام وأحزاب، شَهدنا تعاطفاً كبيراً على مستوى العالمي كلبنان، يعني كشعب لبناني، وأيضاً الإعلان عن الإستعداد لتقديم مساعدات، تعرفون بلد مُحاصر، الأمريكان كانوا يتكلمون بوضوح ولم يكونوا يُحاصرون حزب أو جماعة، مثلما يُحاول أحد أن يُصور ذلك، يا ليتهم يُحاصرون حزب أو جماعة، لكن هذا كان مطلبنا نحن، إذا كانت لديكم مشكلة معنا فلتحاصروننا نحن، لماذا تُحاصرون البلد وتُعاقبون بلد وتُعاقبون شعب؟
على كلٍ، الدول التي أَرسلت مساعدات كُلها مشكورة، دول صديقة وشقيقة وعربية وإسلامية وخارجية من المجتمع الدولي، يوجد ناس أَعلنوا أنهم يُريدون أن يُساعدوا، إن شاء الله يُطبقوا ويُرسلوا مساعداتهم، أيضاً أتت وفود إلى لبنان، وزراء ووفود من دول عديدة، لكن الأبرز كانت زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، نحن نَنظر بإيجابية إلى كل مساعدة وتعاطف مع لبنان، وإ|لى كل زيارة في هذه الأيام إلى لبنان، خصوصاً إذا ما كانت تأتي في إطار مساعدة لبنان أو الدعوة إلى لَم الشمل والتعاون والحوار بين اللبنانيين ونَنظر إلى هذا النوع من الزيارات، نحن نُريد أن نُركز على الجانب الإيجابي، الآن يُمكن البعض يَطرح بعض الحذر أو بعض القلق أو بعض المخاوف، نحن نُفضل أن ننظر إلى هذا النوع من الزيارات الحالية في جوانبها الإيجابية، وأن نُركز على الجوانب الإيجابية في هذه المرحلة.
إذاً، هذا المشهد الخارجي والدولي كان إيجابياً بشكل عام وكان متعاطفاً، وأعتقد أن هذا أيضاً يفتح فرصة أمام لبنان دولةً وشعباً، يُمكن أن تكون هناك فرصة، والتي أرجع أشير إليها بالأخير، للمساعدة أو فتح الباب للخروج من حالة الحصار والشدة التي كان يُعاني منها لبنان خلال الفترة الماضية.
المشهد الثالث: يعني المشهد الأول إيجابي، والمشهد الثاني إيجابي، المشهد الثالث هو المشهد السياسي اللبناني الداخلي وبعض الخارجي.
عادة يقال بأن الشعوب الحية التي لديها مستوى من الثقافة، ولديها مستوى من الأخلاق، لديها مستوى من الحس بالمسؤولية الانسانية والوطنية، حتى لو كان هناك صراعات ونزاعات عندما تحصل فاجعة وطنية كبرى أو حادثة مأساوية الكل يجمّد صراعاته، يجمّد نزاعاته، يجمّد حساباته الخاصة ويترفع عن ذلك ويتعاطى من منطلق أخلاقي وانساني مختلف، والناس تتعاون مع بعضها البعض حتى تتجاوز الفاجعة أو الكارثة أو المأساة ثم لاحقا تعود وتفتح دفاترها مجددا.
"بالعالم هيك" نحن نرى، حتى أحياناً يكون هناك حرب، تحدث حادثة، مجزرة ضخمة كبيرة، يُصار إلى وقف اطلاق نار حتى بالحرب أحيانا وهناك شواهد والآن لا أريد الدخول بهذه الشواهد، لكن غير الحرب، بلد فيه حكومة، فيه معارضة، فيه قوى سياسية متنازعة، عندما تحصل مأساة ودخلت إلى بيوت الجميع وإلى مناطق الجميع وإلى عائلات الجميع، لم تكن حادثة تستهدف أناس دون أناس، عادة يجمّدون نزاعهم ويتعاونوا ويتعاطوا بترفع، بلغة مختلفة، بمشاعر مختلفة، ببيان وخطاب سياسي مختلف، وسائل الاعلام تتعاطى بطريقة مختلفة انسانيا، وأخلاقيا، يعطوا فرصة لبعضهم ولو أيام، ولو أيام، ولا أريد القول شهور وسنين، ولو أيام أو أسبوعين حتى تلملم الناس جراحها، وتلملم شهداءها، ترى جرحاها وتحسم مصير مفقوديها وتطفئ الحرائق التي مازالت، وترفع الركام، والناس المهجرة ترى كيف سيتم ايواءها وكذا، وثم تعود وتفتح دفاترك مجددا لا مشكلة.
ما جرى بهذا الموضوع للأسف الشديد في لبنان أنه منذ الساعات الأولى للفاجعة والحادثة، الساعة الأولى، وليس الساعات الأولى، الناس في البلد لم تعرف ما الذي جرى للوهلة الأولى، هناك أناس تحدثوا عن زلزال وقالوا هزة ثم تبين أنه انفجار.
"طيب"، ما هو هذا الانفجار؟ ما هي طبيعته؟ أين الانفجار بالمرفأ؟ ما الذي استهدفه وما الذي كان يوجد في هذا العنبر مثلا في المرفأ؟ وما هي طبيعة المواد؟ كيف جرى الحادث؟ هل الحادث عرضي أم حادث مدبر؟ قبل أن يعرف أحد شيئاً من شي أبدا، خرجت بعض وسائل الاعلام المحلية وبعض وسائل الإعلام العربية وبعض القوى السياسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التابعة رسميا لها وأيضا من خلال تصريحات مسؤوليها، ليس أنه واحداً مختبأ خلف مواقع التواصل، لا، ظهروا على التلفزيونات ووسائل الإعلام ومباشرة وقبل ومازالت النار مشتعلة بالمرفأ والدمار والذهول يعم اللبنانيين جميعا والعالم خرجوا في وسائل الإعلام ويحسمون روايتهم مسبقا انه ماذا هذا الذي انفجر بالعنبر رقم ما بعرف كم في مرفأ بيروت هذا هو عبارة عن مخزن صواريخ لحزب الله وانفجر وأدى لهذه الفاجعة والحادثة المزلزلة الاستثنائية أو أن هذا مخزن ذخيرة ومواد متفجرة وسلاح لحزب الله. المهم يجب أن يكون هناك شيئ لحزب الله، صواريخ، ذخائر، مواد متفجرة، حتى عندما قالت الجهات الرسمية هناك لا يوجد لا صواريخ، ولا سلاح، ولا قنابل، ولا ذخائر، ولا شيئ، هذا موضوع نيترات تستخدم لأهداف زراعية أو لصناعة متفجرات. اي هذه النيترات لحزب الله وحزب الله جاء بها وحزب الله خزّنها ست سنوات وحزب الله وحزب الله وحزب الله.
طبعا بمعزل أن هذا التفجير جرى بالمرفأ هو حادث عرضي أي أن هناك شيئ أدى للتفجير غير مقصود، هذا المقصود بالحادث العرضي أو حريق أو ما شاكل، أو حادث مدبّر، حادث مدبر سواء كان أن أحد قام بعملية تفجير أو مثلما ادعى البعض أنه جاء طيران وقصف صاروخ وما شاكل، بالنسبة لهؤلاء لم يكن يعنيهم أنه عرضي، مدبر، كصاروخ، طيران، حريق، المهم أن هذا المخزن لحزب الله.
"طيب" لماذا؟ حتى يقولوا للشعب اللبناني ولأهل بيروت ولأهل ضواحي بيروت كلهم الذي دمر بيوتكم وقتل أبناءكم وأعزاءكم ودمر ميناءكم وأرزاقكم وأملاكم وجرح فيكم الألاف وأرعبكم وأرهبكم هو حزب الله الذي يحمل المسؤولية.
طبعا هذا فيه مستوى عال جدا من الظلم، من التجني، لا اعرف هذا اسمه حرية تعبير عن الرأي مثلا، هذه اسمها حرية اعلامية؟ هذا يحتاج إلى نقاش، نحن ودعوني أتحدث قليلا عن المشاعر، نحن جزء من المقتولين والمجروحين، نحن من ناسنا، من حزبنا، من تنظيمنا، هناك شهداء من جمهورنا، من أنصارنا يوجد شهداء وجرحى لأن هناك كل الناس تعمل عمال وسيارات الخ وانقاذ وما شاكل.
حسناً نحن الذين أيضا مشاعرنا تجاه كل أناسنا ليس تجاه حزبنا، تجاه كل الناس، مشاعر صادقة ومخلصة ومتأثرة جدا بما حصل بنفس اللحظة التي نعيش آلام الفاجعة، نحمل آلام المظلومية، أنا أود أن أعبّر وهناك أناس قالوا الموضوع لا يستأهل يا سيد أن تتوقف عنده، لا، أنا مقتنع سأقف عنده لأن هذا فيه مظلومية استثنائية مثلما الحادث استثنائي توجد مظلومية استثنائية. لأنه بعد ما في تحقيق ولم يعرف أحد ما الذي جرى ولا شيئ وبعض وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية المحلية والعالمية من الصبح وحتى الآن لم تغير ولم تبدل، المخزن لحزب الله، الصواريخ لحزب الله، المتفجرات لحزب الله، النيترات لحزب الله، حزب الله حزب الله حزب الله حزب الله الخ.
أصلاً لا تستمع لأمر آخر ولا كأنه هناك أمر آخر، طبعا هذا تجني كبير جدا، واستخدموا طريقة اكذب، اكذب، اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس، ويبدو أن هناك أناس نتيجة هول الفاجعة وهول المأساة وشدة العمل على هذا الموضوع ربما تأثروا. وإن كنا نحن نراهن على وعي الناس عموماً ومعرفتها حتى بمصداقية هذه المحطات التي لديها تاريخ في الكذب والتضليل والاختراع والتزوير وقلب الحقائق.
رغم أن هذا الموضوع لا يستحق كما يقول بعضنا أن يقف الواحد ويرد عليه، لكن عذرا حتى إن كانت هناك شريحة معينة يمكن أن تتأثر بهذه الادعاءات، يمكن أن يخرج أحد ويقول الحزب لم يقل، لم ينف، لم يعلق، احتراما للعقول وللرأي العام، أنا أود أن أؤكد اليوم، أن أعلن وأؤكد نفياً قاطعاً مطلقاً حاسماً جازماً حازماً أنه لا يوجد شيئ لنا بالمرفأ ولا يوجد مخزن سلاح، ولا مخزن صواريخ، ولا صاروخ ولا بندقية، ولا قنبلة، ولا رصاصة، ولا نترات "ما في شيئ من هذا على الإطلاق"، لا مخزن ولا غير مخزن، لا حاليا ولا في الماضي ولا في الحاضر أبداً ما في شيئ من هذا على الإطلاق.
وعلى كل حال غدا يأتي التحقيق ويظهر ويثبت لأن هذا لا يخفى إذا الذي انفجر بالمرفأ هو صواريخ أو ذخائر، أو أسلحة أو شيئ عسكري سيتبين من خلال التحقيق، والنيترات معروف من جاء بها وكيف جاءت وكيف دخلت إلى البلد وكم سنة مر على تخزينها هناك، والتحقيق على كل حال يظهر هذا الموضوع.
أنا لست محتاج أكثر من هذا النفي الموجز، لأنه يهمني أن لا يبنى على هذه الأكاذيب والافتراءات والتضليل الظالم، التضليل فيه ظلم كبير جدا لحزب الله وللمقاومة في لبنان.
طبعا هناك أناس ذهبوا نحو موجة أخرى عندما شاهدوا أن أغلب وسائل الإعلام المحلية، أغلب التعليقات، أغلب المعطيات حتى مثلا ترامب جالس بالبيت الأبيض وسار مع هذا الجو، قنبلة وما قنبلة وما بعرف شو" حتى الأمريكان تراجعوا عن هذا الموضوع أنا شاهدت أمس واليوم اغلب وسائل الإعلام الأجنبية، الصحافة الأجنبية خلص لم يعد يوجد أحد على هذه الموجة سوى بعض المحطات في لبنان وبعض المحطات في العالم العربي".
من بدأوا بقيوا لوحدهم بهذا الموضوع لأن أي وسيلة إعلام أو أي جهة في العالم حريصة على شيئ من مصداقيتها حتى لو هي على عداوة وحرب سياسية معك، بالنهاية عندما ترى ان الموضوع صار كذبا واضحا، بيناً كوضوح الشمس، ينسحب ويبحث ليفتش عن عنوان آخر.
هناك أناس انتقلوا إلى مستوى آخر من الكلام هو حزب الله، يتحمل مسؤولية لأنه هو يسيطر على مرفأ بيروت وهو يدير المرفأ وهو يتحكم بالمرفأ وكل ما يجري بالمرفأ بعلمه وتحت نظره وضمن ارادته، أيضا هذا كذب وتضليل وتزوير وظلم كبير.
نحن لا ندير المرفأ ولا نسيطر على المرفأ ولا نتحكم بالمرفأ ولا نتدخل في المرفأ ولا نعرف ماذا كان يجري في المرفأ وما هو موجود في المرفأ.
هناك أناس قالوا يمكن أنكم تعرفون ما يوجد في مرفأ حيفا أكثر مما تعرفون ما يوجد في مرفأ بيروت. صح. المقاومة، حزب الله مسؤوليته الأساسية، المقاومة، حزب الله يمكن أن يعرف بمرفأ حيفا أكثر مما يعرف بمرفأ بيروت. ليست مسؤوليته أن يعرف بمرفأ بيروت، لكن مسؤوليته أن يعرف مرفأ حيفا، لأن هذا جزء من معادلة الردع ومن استراتيجية الدفاع عن لبنان.
لكن حزب الله لا يدير ولا يتحكم ولا يتدخل ولا يعرف أيضاً ما الذي يجري في مرفأ بيروت، وما هو موجود، وما هو غير موجود، وكيف تُدار الأمور، هذا موضوع لا نعرفه ولا نتدخل فيه على الإطلاق.
لكن بكل الأحوال ستبقى هذه الموجة نسمعها، هذه الدعاية، لأنه إذا المخزن ليس لحزب الله، إذاً يجب أن نجد أمراً آخر نحمّل فيه حزب الله المسؤولية، لأن الأصل هو بالنسبة لهؤلاء الظالمين أن يحملوا حزب الله أي شكل من أشكال المسؤولية، ويبحثوا له عن حجة، عن ادعاء، عن كذبة، عن افتراء، اكتفي بهذا المقدار.
على كل التحقيقات جارية، الحقائق ستظهر سريعاً، لأن الموضوع ليس معقدا كثيرا. أعتقد التحقيق الجنائي والتحقيق الأمني والعسكري والفني سريعاً يستطيع ان يحدد ما الذي كان موجوداً بالمخزن وما هي طبيعة المواد وكيف جرت عملية التفجير، على المستوى التقني والفني هذا لا يحتاج إلى وقت طويل.
المفترض أن الحقائق ستظهر ان شاء الله بوقت سريع، عندما تظهر الحقائق، اتمنى من الرأي العام اللبناني في مختلف المناطق اللبنانية، لأنه نحن في بلد توجد مشكلة عقاب وحساب وتحت عنوان حرية التعبير، وحرية الرأي، يخرج الناس يشتمون ويسبون ويتهمون ويظلمون ويأخذون البلد إلى حافة الحرب الأهلية وفي النهاية يقول لك محكمة المطبوعات ويحكم عليهم ب50 مليون ليرة لبنانية أوعشر ملايين ليرة لبنانية.
أنا ما أود أن أطلبه من الشعب اللبناني هو أن يحاكم وجدانياً هذه المحطات، ويحكم عليها، كيف يحكم عليها؟ من خلال تقييمه لها ومن خلال اهتمامه فيها ومشاهدته لها لاحقا، لأنه عندما يصبح لديكم علم أنه هذه محطات ليس لها مصداقيّة إعلامية، محطات الأساس فيها هو الكذب والتزوير والتضليل والتحريف، بل محطات هي جزء من المعركة التي تستهدف البلد حينئذ يمكنكم أن تعرضون عنها وتعارضونها، وهذا أهم عقاب في رأيي لهذا النوع من محطات الكذب والتزوير والدفع نحو الحرب الأهلية، ما يعني هذا؟ هذا ليس فقط إتهام سياسي، أنت تقول لآلاف الناس ومئات الآلاف أنه الذي يتحمل مسؤولية قتلكم وتهجيركم وجرحكم وتدمير بيوتكم وأرزاقكم هو الجهة الفلانيّة، هذا الى أين يدفع البلد؟!
من جهة أخرى بالمشهد السياسي، رأينا الإستغلال السياسي للحادثة، كل من لديه مشكلة مع أحد فتح مشكلته من جديد، الذي لديه مشكلة مع العهد والذي لديه مشكلة مع الحكومة ومع قوى سياسية أخرى، طبعاً ومن لديه مشكلة معنا، أنا لا أريد اليوم الدخول في سجال مع أحد، هذا موضوع نؤجّله لأنه لا زلنا مصرين أنه أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً اليوم واللحظة ليست لحظة حسابات سياسيّة وحزبيّة، بل هي لحظة تضامن وتعاطف وتعاون ولملمة الجراح ورفع الأنقاض وحسم مصير المفقودين ومعالجة الجرحى ومساعدة الناس للعودة إلى بيوتهم. لأيام البلد يحتاج إلى هذا النوع من الهدوء والتعاطف لنتجاوز المحنة، بعد ذلك نتكلم بالسياسة ونتساجل وحقائقنا قوية وموقعنا قوي وموقفنا قوي وبعض التحليلات التي تحاول أن تقيس الوضع الحالي بأوضاع سابقة أو تبني أمالاً ككثير من الأوهام السابقة، لطالما سعى أناس خلف سراب وتبيّن لهم لاحقاً أنه سراب، سأتكلم عنه لاحقاً، الآن في هذه اللحظة، لا أريد أن أشير إلى الموضوع ولا أريد أن أساجل أحداً، أريد أن أؤجل وأقول الأولوية هي للتعاطف والتضامن والتعاون للعبور خلال هذه الأيام من الألم ومن المأساة الإنسانيّة ونضع الأمور على السكة ونعود لنساجل في السياسة.
النقطة الأهم وهي النقطة الأخيرة هو التحقيق والمحاسبة، حسناً يوجد حادثة ضخمة وعظيمة وخطيرة حصلت، أولاً يوجد تحقيق يجب أن يأخذ مجراه، فخامة رئيس الجمهورية ومعالي رئيس مجلس الوزراء ومنذ الساعة الأولى قالوا أنهم يريدون تحقيق حقيقي وحازم وحاسم وجدي وقوي وبعد ذلك كل من يثبت مسؤوليته عن هذه الحادثة سواءً كان مدبراً أو مهملاً أو فاسداً أو مقصراً سيحاسب مهما علا شأنه كبيراً أو صغيراً. ممتاز، هذه بداية جيدة، ما يتطلع إليه اللبنانيون الآن هو العمل والجهد، أنا أعتقد أمام هول الحادثة يوجد إجماع وطني وشعبي لبناني وحزبي وحكومي ونيابي أنه نعم يجب أن يحصل تحقيق كامل وشفاف ودقيق وعادل ونزيه في هذه الحادثة ويجب أن يحاكم ويعاقب وينزل أشد أنواع العقاب العادل طبعاً بحق من يحمل مسؤولية في هذه الحادثة. نحن أيضاً من الأصوات العالية التي تطالب بهذا الأمر، يجب أن لا يسمح خلال التحقيق أن يحمى أحد، ولا يغطّى أحد ولا أن تختبىء الحقائق عن أحد، لا يجوز أن يكون التحقيق وبعد ذلك المحاكمة على الطريقة اللبنانية المعروفة التي سيلحظ فيها الحسابات والتوازنات الطائفيّة والمذهبيّة، المقصر والمهمل والمدبّر والمفسد واحد كما نتكلّم عن العملاء، ليس له دين ولا طائفة، يجب أن يحاسب على أساس ما قام به وليس على أساس إنتمائه الديني والمذهبي أو الطائفي أو الحزبي أو السياسي، لا، يجب أن لا يذهب لا التحقيق ولا المحاكمة على قاعدة 6 و 6 مكرر، مهما يكن هذا الشخص، سواءً كانوا كلهم من طائفة واحدة أو من طوائف عدة، مهما يكن هذا الشخص وإنتماؤه السياسي والحزبي والعائلي، هنا الحقيقة والعدالة هي التي يجب أن تكون مسيطرة على الموقف وعلى التحقيق وعلى المحاكمة.
حسناً، أيضاً في مسألة التحقيق، الان نسمع دعوات وأراء وأفكار، أنا أحب أن أسأل بعض القوى السياسيّة التي تتكلم عن موضوع التحقيق، حسناً، هذا الموضوع الأجهزة الأمنيّة الرسميّة قادرة أن تحقق فيه، لديها القدرة الفنيّة والتقنيّة والخبرة والخبراء وهذا أكيد، لكن أنتم تناقشون بالثقة، حسناً، أنا أسأل سؤالاً، لأنه أحياناً بالتكاذب السياسي حبل الكذب قصير، كل القوى السياسيّة في لبنان تقول نحن نثق بالجيش اللبناني، المؤسسة الوطنية والمؤسسة الضامنة للإستقرار وللأمن في البلاد، المؤسسة الضامنة للسيادة، وأمس في عيد الجيش سمعنا قصائد شعر وبيانات طويلة عريضة، حسناً، فليتفضل الجيش اللبناني، وأعتقد أنهم كلفوا جهات في الجيش اللبناني في الشرطة العسكرية أو ما شكال، إذا كانت مؤسسة الجيش اللبناني مؤسسة موثوقة لدى كل اللبنانيين ولدى كل القوى السياسية اللبنانية والزعامات السياسية اللبنانية، تفضلوا فلتكلفوا الجيش اللبناني، طالما أنكم تقولون أنكم تثقون بهم، بالحد الأدنى في التحقيق، الجيش اللبناني إذا كنتم تثقون به، يذهب إلى التحقيق وسيعطي نتائج التحقيق ويوزعها على الجميع، حسناً، يوجد خيار أخر، يمكن بعض اللبنانيين يثقون بهذا الجهاز ولا يثقون بذلك، يمكن، فلتُجروا تحقيقاً مشتركاً بحيث أن الجهاز الأمني الذي تثقون به وبتحقيقه هو موجود بالتحقيق، رغم أنه برأيي أن المقدار الأول كاف، بمعزل عن تقييم اللبنانيين وثقتهم ببقية الأجهزة اللبنانية، الكل يقول أنه يوجد إجماع على الجيش، فلتتفضلوا وتكلفوا الجيش، دعوا الجيش يحقق وهو يعلن النتائج للشعب اللبناني وليس فقط للسلطة القضائيّة وعلى مسؤوليّته، يقول أنا الجيش اللبناني بخبراتي وإمكاناتي وقدراتي أجريت تحقيقا جديا وشفافا وهذه نتيجة التحقيق أيها الشعب اللبناني في الحادثة التي حصلت في المكان الفلاني، هذا كاف لإظهار الحقيقة.
في هذه النقطة أنا أريد أن أضيف أمرأً مهماً جداً، مثلما أن الحادثة استثنائية، الدولة اللبنانية اليوم كيف تتعاطى مع هذه الحادثة، هذا التعاطي برأينا هو تعاطٍ مصيري، كيف يعني مصيري؟ الموضوع الآن هو ليس موضوع رئيس جمهورية وعهد وحكومة، الموضوع هو موضوع الدولة اللبنانية، أي أن السلطة التنفيذية كيف تتصرف بهذا الموضوع، القضاء، الجيش، الأجهزة اللبنانية، حتى المجلس النيابي، يعني الدولة، مؤسسات الدولة، هذا الموضوع الكل لديه نوع من المسؤولية اتجاه المحاكمة والمحاسبة لاحقاً، طريقة التعاطي مع فاجعة من هذا النوع عبرَت كل الطوائف وعبرت كل الأحياء وعبرت كل المناطق ولا يجوز أن تُطيّف، ولا يجوز أن تُمذهَب، ولا يجوز أن تُسيّس، حادثة وطنية وإنسانية بامتياز، كيف تتعاطى معها مؤسسات الدولة والمسؤولين السياسيين والطبقة السياسة في البلد له ناتج مصيري، الناتج المصيري ما هو؟ هو ان الشعب اللبناني يستطيع على ضوء التعاطي مع هذه الحادثة أن يحسم أمر، وأنا واحد من هؤلاء الناس كلبناني أحسم أمر، أنه هل يوجد دولة في لبنان أم ليس هناك دولة! السؤال الثاني، هل هناك أمل ببناء دولة أم ليس هناك أمل ببناء دولة؟ لأنني أقول لكم بصراحة، إذا الدولة اللبنانية والطبقة السياسية اللبنانية سواء كانت في السلطة أو في المعارضة بهذا الملف، بهذه القضية إن لم تستطع أن تصل إلى نتيجة في التحقيق ولم تستطع أن تحاكم، معناه أنّ الشعب اللبناني، القوى السياسية، الطبقة السياسية، مؤسسات الدولة، لا يوجد أمل ببناء دولة، لا أريد أن أيأّس أحد أنا أُوصي، لكن نحن علينا أن نعمل حتى لا يكون هذا اليأس موجود، حتى نُأكّد وجود أمل، نوجد أمل، نزرع هذا الأمل عند اللبنانيين، اليوم كل الدعوات لمحاربة الفساد التي كانت تصطدم تارةً بقاضٍ غير نزيه وتارةً بقاضٍ جبان وتارةً بجهة تلف التحقيق وتوضبه بالدُّرج، وتارةً لاعتبارات معيّنة، حسناً هذه القضيّة ماذا؟ هذه القضيّة يمكن أن يتبيّن وجزء منها أكيد لأنه حتى لو كان أتى طيران وضرب أو عمَل مدبّر، لكن اذا ما تبيّن أن هذه النترات لا تزال منذ 6 سنوات 7 سنوات في المرفأ بهذه الطريقة معناه أن هناك جزء من القضية قطعاً إهمال وتقصر وفساد، تفضّلوا هنا حرب على الفساد! إذا بهذه القضية كل دعاة الحرب على الفساد ونحن منهم، لم نستطع أن نقوم بشيء معناه أنه لا إمكانية للقيام بشيء، عندها فلنخرج ونصارح الشعب اللبناني أنه لا إمكانية، لا لحرب على الفساد ولا لمواجهة إهمال ولا لمواجهة تقصير ويا شعب اللبناني لا يوجد لديك دولة ولا إمكانية لبناء دولة اذهب وابحث ماذا تريد أن تفعل بنفسك، أنا في رأيي الموضوع بهذا الحجم، حتى لا يُقال في وقت لاحق فاجعة والوقت يلمّها ويُنسيها، نحن بالنسبة لنا هذه حادثة لا يمكن أن تُنسى، ولا يمكن أن يُمرّ عليها، ولا يمكن أن يُسمح بالتغافُل عنها، هذه الفاجعة هذه الحادثة يجب أن تُعرف فيها الحقيقة ويُحاكم من هو مسؤول عنها بدون أي حمايات سياسية أو طائفية أو حزبية، وغير هذا أنا اعتبر أن هناك أزمة نظام، أزمة دولة، أزمة كيان يمكن، حتى البعض يمكن أن يأخذها الى هذا المستوى، هناك بعض الناس يحاولوا أن يعبّروا عن هذا الموضوع بشكل أو بآخر، لذلك أنا ادعوا المسؤولين في الدولة في كل المستويات وفي كل السلطات الى أقصى الجدية والعزم سواء في متابعة التحقيق، أو لاحقاً في المحاكمة وتحميل المسؤوليات وإنزال العقاب بكل من هو مسؤول عن هذه الحادثة حتى يُعطي المسؤولون والطبقة السياسية في لبنان أملاً للشعب اللبناني بأنّ هناك سلطة ودولة ومؤسّسات دولة، أو هناك أمل لأن تقوم دولة على قاعدة الحقيقة والعدالة والإنصاف وحماية اللبنانيين، لأنه أحياناً الفساد والإهمال والتقصير تكون نتائجه تراكمية تتكشّف على سنوات ولكن أحياناً تكون مدمّرة كالحادثة التي شهدناها خلال ثوانٍ، عشرات الشهداء والمفقودين، الاف الجرحى، مئات الاف العائلات التي تضرّرت وتهجّرت من بيوتها، وهناك من يقول أن الله سبحانه وتعالى دفع ما هو أعظم، لأنه لو لا أنّ هذا العنبر موجود وقريب من البحر ولولا المواصفات التالية والتالية، نفس هذه المواد هذه الكمية لو انفجرت بظرف جغرافي مختلف كان ممكن للمدينة بكاملها أن تُدمّر، هذا كلّه بلحظة، بثوانٍ، فساد وإهمال وتقصير، غذاً لا يخرج أحد ويتكهّن أن هذا إهمال إداري، ماذا يعني إهمال إداري؟ إهمال إداري بمواد كان يمكن أن تُدمّر العاصمة وبعض الضواحي بالكامل!؟؟ هذا لا يسمّى إهمال إداري.
أختم، انا نيّتي اليوم أن لا أطيل عليكم كثيراً، أختم بنقطتين:
النقطة الأولى، أيّام الفاجعة والمأساة الإنسانية وأيضاً أيّام التضحيات، اليوم هناك تضحيات قُدّمت، شهداء وجرحى وعائلات تهجّرت من بيوتها وأرزاق وأعباء إضافية على الإقتصاد اللبناني وعلى الدولة اللبنانية، من عُمق المأساة ومن رحم المأساة يولد فرج، فُرض داخلية وفُرص إقليمية ودولية، التعاطي الدولي مع القضية هو فرصة يجب أن يستغلها اللبنانيون دولةً وشعباً، ولا يجوز أن يضيعوا هذه الفرص بسبب نزاعاتهم. يجب أن نبحث عن الفرص التي ولّدتها هذه المأساة ونستفيد من هذه الفرص بشكل متضامن ومتعاون.
النقطة الثانية الأخيرة في الخاتمة، أنا أقول لكل الذين فتحوا معركة معنا ومع المقاومة ومع محور المقاومة من اللحظة الأولى انطلاقاً من هذه الحادثة لن تحصلوا على أي نتيجة، أنا أقول لكم بكل صدقٍ وثقة، وأيضاً أقول لجمهور المقاومة الذي من الممكن بعض الناس قلقوا أو خافوا أو قالوا ما هو الجو!؟ مؤامرة كبيرة ودولية وإقليمية؟ الوضع الإقليمي مختلف، الوضع الدولي مختلف، نحن وضعنا مختلف، المقاومة وضعها مختلف، ليس هناك داعٍ أن يقلق أحد بهذا الموضوع، هؤلاء يبحثون عن سراب لطالما بحثوا عن سراب، هؤلاء كانت دائماً خياراتهم خائبة وخاسرة، وأنا أقول لهم كما خبتم ستخيبون، لن تصلوا إلى نتيجة، وهذه المقاومة بمصداقيتها، بصدقيتها، بثقة الشعب اللبناني بها وبمعاركها وبمواقفها وبأدائها وبسلوكها وهذه المقاومة اليوم بقوتها وبموقعها الوطني وبموقعها القومي والإقليمي هي أكبر وأعظم وأشمخ من أن ينالها بعض الظالمين الكذّابين المزورين للحقائق، المحرضين طائفياً ومذهبياً والدافعين للحرب الأهلية، لطالما سعوا لهذا وفشلوا وسيفشلون.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، إن شاء الله النتيجة الطيبة للمفقودين أن يكونوا أحياء وإن كانوا جرحى يشفيهم الله ويعالجهم، الصبر والسلوان للعوائل، والصبر أيضاً والعون والعزم لكل العائلات التي تألمت وتأذت وتضررت من أهلنا في بيروت، في ضواحي بيروت، من هذه الحادثة، إن شاء الله بتعاون الجميع وتضامن الجميع وتحمل الدولة بمختلف مؤسساتها لمسؤولياتها، القوى السياسية أيضاً، فئات الشعب اللبناني، نستطيع أن نعبر هذه المرحلة ونبني عليها ونخرج منها أقوى وأشد عزماً وحزماً على الصمود والثبات والانتصار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.