مقام الأم ـ المرأة ـ الرفيع في القرآن
دور الأم في الأسرة والمجتمع
نرى انه تعالى يتكلم على مشقات الأم ثلاثين شهراً. ففترة الحمل والولادة وفترة الرضاعة صعبة على الأم. ويذكر كل هذه كشرح لخدمات الأم. وفي هذا القسم من القرآن لا تسمعون الله تعالى يقول: إن الأب تحمل مشقة...
عدد الزوار: 412
عندما يطرح الإسلام احترام الوالدين، يطرح اسم الأم منفصلاً وبالاستقلال، من أجل تكريم مقام المرأة، ومع انه تعالى يقول:﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾1.
وقال تعالى:﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾2.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾3.
وقال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾4.
ولكن مع كل هذا التكريم المشترك، عندما يريد ان يذكر مشقات الوالدين، يتكلم على مشقة الأم، لا على مشقة الأب، فقوله:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾5.
نرى انه تعالى يتكلم على مشقات الأم ثلاثين شهراً. ففترة الحمل والولادة وفترة الرضاعة صعبة على الأم. ويذكر كل هذه كشرح لخدمات الأم. وفي هذا القسم من القرآن لا تسمعون الله تعالى يقول: إن الأب تحمل مشقة.
بناء على هذا فان الآيات القرآنية الواردة في مسألة معرفة حق الوالدين على قسمين: قسم من الآيات يبين معرفة الحق المشترك للوالدين، وقسم آخر هي الآيات التي تخص معرفة حق الأم، وفي المحل الذي يبين القرآن الكريم حكماً خاصاً بشأن الأب فهو من أجل بيان الوظيفة فقط. مثل:﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾6.
ولكن حين الكلام على التكريم وبيان الجهود، يذكر اسم الأم بالخصوص.
الوظائف التربوية للمرأة
هناك مجموعة مسؤوليات تربوية بعهدة الأم، محروم منها الأب، المرأة لديها مجموعة مسؤوليات لمدة ثلاثين شهراً على الأقل، والرجل ليس لديه هذه. والله سبحانه يتكلم مع المرأة خلال هذه الثلاثين شهراً كلاماً لا يتكلمه مع الرجل. هناك وظائف وأوامر وتوجيهات مقررة للمرأة في مدة ثلاثين شهراً ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ الحد الأقل لفترة الحمل ستة أشهر ـ وأكثره تسعة أشهر ـ وسنتين أيضاً يرضع هذا الطفل في حضن الأم فيصبح المجموع ثلاثين شهراً.
﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾7.
في هذه الثلاثين شهراً التي يتغذى الطفل فيها من الأم مباشرة، الأم مسؤولة عن حفظ شخصين، ولها تكليفين، أحدهما لها والآخر للطفل. الأب موظف في أصل النطفة أن يأكل حلالاً، وإذا ابتلى في ما بعد بحرام فليس له ارتباط قريب بتربية الطفل، لأن الغذاء الحرام للأب يهضم في معدة الأب. أما غذاء الأم ففي معدتها يتبدل إلى لبن ويتغذى به الطفل.. هي موظفة أن تعطي للطفل حلالاً وان تأكل هي حلالاً. هذه ترتبط بالأغذية الجسمانية.
أما في الأغذية الروحانية فكذلك أيضاً، إذا خطرت للرجل خاطرة سيئة، فكر بخيال وهوى سيّىء فيؤذي نفسه. خيال الذنب والخاطرة السيئة عند الرجل هي ضد الرجل نفسه، أما الخيال الباطل والحرام والتفكير بالذنب والخواطر المرّة عند المرأة فتكون ضد شخصين.
الآن يجب السؤال: أليس هذا عظمة للمرأة؟ أليست هذه مسؤولية أعطاها الله تعالى للمرأة؟ قال للمرأة إن مسؤوليتها في حفظ خواطرها وأفكارها وعقائدها أكثر من الرجل، الرجل يؤذي شخصاً واحداً والمرأة تؤذي شخصين، لذا عليها مراقبة أفكارها، لأن كثيراً من المسائل تصل إلى الابن عن طريق الفكر.
لماذا مقام المعلم أعلى من مقام المتعلم؟ لأن له وظيفتين، أحداهما إصلاح نفسه، والأخرى إصلاح الآخرين، أما الآخرون فلهم وظيفة واحدة فقط وهي إصلاح أنفسهم.
إذا عرفت الأم أن أفكارها تؤثر في الطفل فسوف تحرص على أن تعيش أكثر عرفانية في الفكر والرؤية التوحيدية وظيفة الأمومة ليس في ان ترضع الطفل وهي على وضوء فقط وتقول بسم الله عندما تضع الثدي في فم الطفل، فهذه أعمال تنفيذية، وهي مجموعة أعمال ظاهرية وعبادات ظاهرية، بل الدين يقول للمرأة ان تراقب أفكارها أيضاً، كما يوصي الرجل بأن لا يفكر بامرأة أجنبية رآها في شارع أو صحراء، حين مواقعة زوجته، لأن الله مطلع، أحياناً يحرص الإنسان على أن لا يفعل فعلاً سيئاً. هذه هي المراقبة المعروفة، وهناك مراقبة المراقبة، أي يرى أن آخر يراه:﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾8.
تارة يقال لنا: "عباد الله زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها من قبل ان تحاسبوا"9.
وأخرى يقال: على الإنسان أن يكون منتبهاً إلى أنه مراقب ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾.
بناء على هذا فمسؤولية المرأة في هذه الشهور الثلاثين هي أكثر من الرجل وكل من كانت مسؤوليته أكثر يكون توجهه إلى الله أكثر في حالة العمل بها، وكل من كان أكثر توجهاً إلى الله فهو أكثر نجاحاً، لذا نلاحظ في القرآن الكريم انه في الوقت الذي يوصي الناس بأن يكرموا الوالدين، يذكر مكرراً اسم الأم، لأنها كانت مراقبة ثلاثين شهراً. إذا لم ترتكب الأم عقوقاً في فترة الثلاثين شهراً، لم ترتكب عصياناً، فان أولادها أيضاً لا يبتلون بالعقوق.
هذه هي أوامر علمها الله تعالى للنساء عن طريق الوحي بواسطة النبي كبرنامج خاص لأن تكون النساء مراقبات لأفكارهن إن الأفراد العاديين ليسوا مسؤولين بذلك القدر ولكن الأئمة لديهم مسؤولية أكثر، القادة لديهم مسؤولية أكثر، أفكار المعلم تؤذي مجموعة أو تربي مجموعة، ولكن الآخرين ليسوا هكذا. كل شخص لديه مسؤولية أكثر، إذا نظر إلى هذه المسؤوليات بنظرة تكريم يصبح أقرب إلى الله وفترة المسؤولية لمدة ثلاثين شهراً هذه مكررة للمرأة، من قال إن مقام النساء في الجنة هو أقل من مقام الرجال؟ المنصب والمقام يبلغ بخط، ويعزل بخط.
والمقام الذي يأتي بإبلاغ ويذهب بإنذار يفيد صفحة الورق تلك لا يفيد الإنسان، وأي مقام ومنصب دنيوي ثابت دائماً، فهذه ليست مقاماً حقيقياً.
إذا كان البحث عن الأعمال التنفيذية، يجب أن لا ينظر الإنسان بنظارة الغرب وهو يعيش في الدائرة الإسلامية، يجب أن نقف في برج عالٍ، ونأخذ بنظر الاعتبار الماضي البعيد والمستقبل غير المحدود لنرى هل المرأة أكثر نجاحاً في هذا المسير غير المحدود أم الرجل. إذا لم تكن المرأة أكثر نجاحاً فهي ليست اقل.
وان هذه الأوامر تدل أنها أكثر من الرجل تحت مراقبة الله.
الاختلاف في الحَمل والحِمل
قد لا تستطيع المرأة رفع حمل يعادل ما يحمله الرجل أو يزيد عليه، ولكن حمل الطفل ليس عملاً سهلاً، البعض حملهم (بالكسر) قوي، والبعض أقوياء في الحمل (بالفتح). الحمل هو ثقل على الكتف، الحمل هو ثقل في داخل الإنسان، النساء قويات حملاً والرجال أقوياء حملاً، وقد بين القرآن الكريم (الحَمل والحِمل) كليهما10. الثقل الذي على الكتف والظهر يسمى حمل، (حمل البعير)، والثقل الذي في الداخل هو حمل، فإذا لم تستطع المرأة ان تكون مثل الرجل في الحمل، فالرجل أيضاً ليس مثلها في الحمل، لا يستطيع ذلك ولا يصلح له أساساً، لذا في كثير من هذه المسائل ليس للقرآن كلام مع الرجل، وعندما يعطي للرجل المجال في المسائل التنفيذية، يأمره بمجموعة وظائف ويلزمه بالقيام بها.
*جمال المرأة وجلالها،الشيخ جوادي آملي،دار الهادي،بيروت ـ لبنان،ط1 1415هـ ـ1994م،ص219ـ224.
2- الاحقاف:15.3- الإسراء:23.4- لقمان:14.5- الاحقاف:15.6- البقرة:233.7- البقرة:233.8- العلق:14.9- نهج البلاغة، الفيض، الخطبة ـ 89.10- ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا﴾الحج: 2. ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ...﴾ فاطر:18.
2013-03-21
وقال تعالى:﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾2.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾3.
وقال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾4.
ولكن مع كل هذا التكريم المشترك، عندما يريد ان يذكر مشقات الوالدين، يتكلم على مشقة الأم، لا على مشقة الأب، فقوله:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾5.
نرى انه تعالى يتكلم على مشقات الأم ثلاثين شهراً. ففترة الحمل والولادة وفترة الرضاعة صعبة على الأم. ويذكر كل هذه كشرح لخدمات الأم. وفي هذا القسم من القرآن لا تسمعون الله تعالى يقول: إن الأب تحمل مشقة.
بناء على هذا فان الآيات القرآنية الواردة في مسألة معرفة حق الوالدين على قسمين: قسم من الآيات يبين معرفة الحق المشترك للوالدين، وقسم آخر هي الآيات التي تخص معرفة حق الأم، وفي المحل الذي يبين القرآن الكريم حكماً خاصاً بشأن الأب فهو من أجل بيان الوظيفة فقط. مثل:﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾6.
ولكن حين الكلام على التكريم وبيان الجهود، يذكر اسم الأم بالخصوص.
الوظائف التربوية للمرأة
هناك مجموعة مسؤوليات تربوية بعهدة الأم، محروم منها الأب، المرأة لديها مجموعة مسؤوليات لمدة ثلاثين شهراً على الأقل، والرجل ليس لديه هذه. والله سبحانه يتكلم مع المرأة خلال هذه الثلاثين شهراً كلاماً لا يتكلمه مع الرجل. هناك وظائف وأوامر وتوجيهات مقررة للمرأة في مدة ثلاثين شهراً ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ الحد الأقل لفترة الحمل ستة أشهر ـ وأكثره تسعة أشهر ـ وسنتين أيضاً يرضع هذا الطفل في حضن الأم فيصبح المجموع ثلاثين شهراً.
﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾7.
في هذه الثلاثين شهراً التي يتغذى الطفل فيها من الأم مباشرة، الأم مسؤولة عن حفظ شخصين، ولها تكليفين، أحدهما لها والآخر للطفل. الأب موظف في أصل النطفة أن يأكل حلالاً، وإذا ابتلى في ما بعد بحرام فليس له ارتباط قريب بتربية الطفل، لأن الغذاء الحرام للأب يهضم في معدة الأب. أما غذاء الأم ففي معدتها يتبدل إلى لبن ويتغذى به الطفل.. هي موظفة أن تعطي للطفل حلالاً وان تأكل هي حلالاً. هذه ترتبط بالأغذية الجسمانية.
أما في الأغذية الروحانية فكذلك أيضاً، إذا خطرت للرجل خاطرة سيئة، فكر بخيال وهوى سيّىء فيؤذي نفسه. خيال الذنب والخاطرة السيئة عند الرجل هي ضد الرجل نفسه، أما الخيال الباطل والحرام والتفكير بالذنب والخواطر المرّة عند المرأة فتكون ضد شخصين.
الآن يجب السؤال: أليس هذا عظمة للمرأة؟ أليست هذه مسؤولية أعطاها الله تعالى للمرأة؟ قال للمرأة إن مسؤوليتها في حفظ خواطرها وأفكارها وعقائدها أكثر من الرجل، الرجل يؤذي شخصاً واحداً والمرأة تؤذي شخصين، لذا عليها مراقبة أفكارها، لأن كثيراً من المسائل تصل إلى الابن عن طريق الفكر.
لماذا مقام المعلم أعلى من مقام المتعلم؟ لأن له وظيفتين، أحداهما إصلاح نفسه، والأخرى إصلاح الآخرين، أما الآخرون فلهم وظيفة واحدة فقط وهي إصلاح أنفسهم.
إذا عرفت الأم أن أفكارها تؤثر في الطفل فسوف تحرص على أن تعيش أكثر عرفانية في الفكر والرؤية التوحيدية وظيفة الأمومة ليس في ان ترضع الطفل وهي على وضوء فقط وتقول بسم الله عندما تضع الثدي في فم الطفل، فهذه أعمال تنفيذية، وهي مجموعة أعمال ظاهرية وعبادات ظاهرية، بل الدين يقول للمرأة ان تراقب أفكارها أيضاً، كما يوصي الرجل بأن لا يفكر بامرأة أجنبية رآها في شارع أو صحراء، حين مواقعة زوجته، لأن الله مطلع، أحياناً يحرص الإنسان على أن لا يفعل فعلاً سيئاً. هذه هي المراقبة المعروفة، وهناك مراقبة المراقبة، أي يرى أن آخر يراه:﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾8.
تارة يقال لنا: "عباد الله زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها من قبل ان تحاسبوا"9.
وأخرى يقال: على الإنسان أن يكون منتبهاً إلى أنه مراقب ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾.
بناء على هذا فمسؤولية المرأة في هذه الشهور الثلاثين هي أكثر من الرجل وكل من كانت مسؤوليته أكثر يكون توجهه إلى الله أكثر في حالة العمل بها، وكل من كان أكثر توجهاً إلى الله فهو أكثر نجاحاً، لذا نلاحظ في القرآن الكريم انه في الوقت الذي يوصي الناس بأن يكرموا الوالدين، يذكر مكرراً اسم الأم، لأنها كانت مراقبة ثلاثين شهراً. إذا لم ترتكب الأم عقوقاً في فترة الثلاثين شهراً، لم ترتكب عصياناً، فان أولادها أيضاً لا يبتلون بالعقوق.
هذه هي أوامر علمها الله تعالى للنساء عن طريق الوحي بواسطة النبي كبرنامج خاص لأن تكون النساء مراقبات لأفكارهن إن الأفراد العاديين ليسوا مسؤولين بذلك القدر ولكن الأئمة لديهم مسؤولية أكثر، القادة لديهم مسؤولية أكثر، أفكار المعلم تؤذي مجموعة أو تربي مجموعة، ولكن الآخرين ليسوا هكذا. كل شخص لديه مسؤولية أكثر، إذا نظر إلى هذه المسؤوليات بنظرة تكريم يصبح أقرب إلى الله وفترة المسؤولية لمدة ثلاثين شهراً هذه مكررة للمرأة، من قال إن مقام النساء في الجنة هو أقل من مقام الرجال؟ المنصب والمقام يبلغ بخط، ويعزل بخط.
والمقام الذي يأتي بإبلاغ ويذهب بإنذار يفيد صفحة الورق تلك لا يفيد الإنسان، وأي مقام ومنصب دنيوي ثابت دائماً، فهذه ليست مقاماً حقيقياً.
إذا كان البحث عن الأعمال التنفيذية، يجب أن لا ينظر الإنسان بنظارة الغرب وهو يعيش في الدائرة الإسلامية، يجب أن نقف في برج عالٍ، ونأخذ بنظر الاعتبار الماضي البعيد والمستقبل غير المحدود لنرى هل المرأة أكثر نجاحاً في هذا المسير غير المحدود أم الرجل. إذا لم تكن المرأة أكثر نجاحاً فهي ليست اقل.
وان هذه الأوامر تدل أنها أكثر من الرجل تحت مراقبة الله.
الاختلاف في الحَمل والحِمل
قد لا تستطيع المرأة رفع حمل يعادل ما يحمله الرجل أو يزيد عليه، ولكن حمل الطفل ليس عملاً سهلاً، البعض حملهم (بالكسر) قوي، والبعض أقوياء في الحمل (بالفتح). الحمل هو ثقل على الكتف، الحمل هو ثقل في داخل الإنسان، النساء قويات حملاً والرجال أقوياء حملاً، وقد بين القرآن الكريم (الحَمل والحِمل) كليهما10. الثقل الذي على الكتف والظهر يسمى حمل، (حمل البعير)، والثقل الذي في الداخل هو حمل، فإذا لم تستطع المرأة ان تكون مثل الرجل في الحمل، فالرجل أيضاً ليس مثلها في الحمل، لا يستطيع ذلك ولا يصلح له أساساً، لذا في كثير من هذه المسائل ليس للقرآن كلام مع الرجل، وعندما يعطي للرجل المجال في المسائل التنفيذية، يأمره بمجموعة وظائف ويلزمه بالقيام بها.
*جمال المرأة وجلالها،الشيخ جوادي آملي،دار الهادي،بيروت ـ لبنان،ط1 1415هـ ـ1994م،ص219ـ224.
1- الإسراء:23.