من جهة أخرى فإنّ الإنسان هو موجود مختار. لقد منح الله تعالى الاختيار للإنسان فيمكنه أن يقوم بهذا العمل أو لا يقوم. ولازمة الاختيار المسؤولية. إن لم يكن لدينا الخيار في عمل؛ فإننا لا نتحمّل المسؤولية. حين نتمتّع بالاختيار، فبالطبع تقع علينا مسؤولية.
لقد خلقكم الله تعالى أيها النخب بقدرة على الاختيار، ووهبكم هذه الهدية وهذه النعمة. وهي عبارة عن طاقة مميزة وإمكانيات بارزة. فيمكنكم أن تستفيدوا منها أو لا تستفيدوا. يمكنكم استخدامها في الطريق الصحيح ويمكنكم عدم استخدامها. الخياران ممكنان؛ وبالتالي فأنتم مسؤولون. لا تنحصر المسؤولية فقط لدى الأشخاص الذين هم أصحاب الأمانة. صاحب الأمانة الأصلي والأول هو أنتم أنفسكم. أنتم مسؤولون أيضًا. إنّ أوّل مسؤولية وأكبرها هي شكر الله تعالى الذي أعطاكم نعمة الطاقة هذه. فماذا يعني الشكر؟ إنه يعني أن تعلموا أوّلًا أنّ هذه نعمة، وأن تعلموا أنّ هذه نعمة من الله؛ وأن تعدّوا أنفسكم مسؤولين في مقابل هذه النعمة. وهذه المسؤولية هي أن تستخدموا هذه النعمة في مكانها المناسب. هذه هي الأركان التي تشكّل الشكر. هكذا يكون الشكر، ليس فقط الشكر اللساني، بل هو مجموعة من هذه الأمور التي ذكرتها.
* من كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله) في لقاء النخب العلميّة الشابة/28-7-1395 ه ش 19-10-2016 م
2019-10-01