يتم التحميل...

ليس مني من استخف بالصلاة

تربية دينية (عبادات)

ليس مني من استخف بالصلاة

عدد الزوار: 88



يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) لوصيه في مرض رحيله: " ليس منيّ من استخفّ بالصلاة ". و الاستخفاف هو عدم الاهتمام. هذه الصلاة بكل هذه السمات والفضائل كم تأخذ من وقت الإنسان؟ صلاتنا الواجبة - هذه الركعات السبع عشرة - إذا صلاها الإنسان بدقة و رويّة قد تأخذ من وقته أربعاً وثلاثين دقيقة، و إلا فستأخذ من وقته أقل من هذا. يحدث أحياناً أن نجلس أمام التلفاز بانتظار البرنامج الذي يستهوينا و نشاهد قبله الدعايات و الدعايات والدعايات لمدة عشرين دقيقة أو خمس عشرة دقيقة، و لا ينفعنا أيٌّ منها و تأخذ من وقتنا عشرين دقيقة، من أجل البرنامج الذي نريده. هكذا تنقضي دقائق عمرنا. ننتظر التاكسي، و ننتظر الباص، و ننتظر صديقنا ليأتي و نذهب لمكان ما، ننتظر الأستاذ الذي تأخر في القدوم إلى الصف، ننتظر خطيب المنبر الذي وافى المجلس متأخراً، كل هذه تهدر من وقتنا عشر دقائق، و خمس عشرة دقيقة، و عشرين دقيقة. فكم سيكون من المهم إنفاق هذه العشرين دقيقة أو الخمسة و عشرين دقيقة أو الثلاثين دقيقة على الصلاة.. هذه الممارسة الراقية الكبيرة.
و إذا وفقنا الله أنا و أنتم وصلينا صلاةً بحضور قلب فسنرى أن الإنسان لا يشبع من الصلاة المصحوبة بالتوجه لله. حينما يتوجه الإنسان للصلاة سيصيب لذةً لا توجد في أي من الملذات المادية. هذا نتيجة التوجه. عدم الاهتمام للصلاة، و الخمول أثناء الصلاة من سمات المنافقين. لا أن كل من أصابه الخمول و الكسل عند الصلاة فهو منافق. لا؛ يعرِّف الله المنافقين في القرآن و يقول: اعرفهم بهذا. كان في زمن النبي منافقون يصلون لأجل فلان و فلان ولا يؤمنون بالصلاة في قلوبهم. » و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرائون الناس «. نعم حينما لا يكون للشخص طرف آخر يخاطبه ولا يتحدث مع الله فسوف يتعب ويمل و تبدو الصلاة بالنسبة له عملاً طويلاً. و الحال ما هي الأربع دقائق؟ إذا خاطب الإنسانُ اللهَ في هذه الحال فسترون أن الصلاة تخطف كما يخطف البرق، و سيتحسّر الإنسان و يودّ لو طالت أكثر.


*من كلمة الإمام الخامنئي في المشاركين بملتقى الصلاة السابع عشر 19/11/2008 .

2019-09-26