حينما نرى كل هذا الترغيب و التشجيع والاهتمام بالصلاة في الشرع الإسلامي المقدس - سواء في القرآن، أو في كلمات النبي المكرم، أو في أحاديث المعصومين - نكتشف أن الصلاة العنصر الرئيس أو أحد العناصر الرئيسية بين مجموعة الأدوية المعالجة لأمراض الإنسان الجسمية، والروحية، والفردية، و الاجتماعية. تشكل جميع الواجبات الشرعية و اجتناب المحرمات مجموعة من الأدوية الموصوفة من قبل الله لتقوية البنية الروحية للإنسان وإصلاح أمور دنياه و آخرته ــ إصلاح المجتمع و إصلاح الفرد ــ و لكن ثمة في هذه المجموعة عناصر مفتاحية ربما أمكن القول إن الصلاة أبرزها وأكثرها مفتاحية. " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ".(1) هكذا هم المؤمنون، والمجاهدون في سبيل الله، و المضحون من أجل تعزيز المعارف الإلهية ".إن مكناهم في الأرض " ؛إذا جعلناهم متمكنين قادرين في الأرض و سلمناهم السلطة فعليهم القيام بكثير من الأمور: تكريس العدالة، وإفشاء كثير من الظواهر، و لكن أول هذه الأمور: " أقاموا الصلاة ".. ما هو السرّ في الصلاة و الذي يجعل إقامتها مهمة إلى هذا الحد؟
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
قيل الكثير حول الصلاة. لكل إنسان في داخله نفس متمردة؛ فِيلٌ ثَمِل إذا راقبتموه وطرقتم على رأسه بالمطرقة دوماً فسوف لن يوقعكم في الهلاك، وسوف تتم السيطرة علی سلوكه وستكون هذه النفس الإنسانية سبباً لتقدمكم إلى الأمام. النفس هي مجموعة الغرائز الإنسانية التي إن تمت السيطرة عليها بصورة صحيحة و استخدمت في الطريق الصواب سترتفع بالإنسان إلى ذروة الكمال. المشكلة هي أن هذه الغرائز تصاب بالسكر و الثمالة. لا بد من وجود سيطرة.
*من كلمة الإمام الخامنئي في المشاركين بملتقى الصلاة السابع عشر 19/11/2008
2019-09-26