مجتمع العدالة والقيم الأخلاقية بين الإسلام والغرب
المجتمع الإسلامي
مجتمع العدالة والقيم الأخلاقية بين الإسلام والغرب
عدد الزوار: 88إنّ المجتمع الإسلامي هو ذلك المجتمع الذي تستقر فيه العدالة بكافة معانيها، وتسوده الأخلاق الإسلامية؛بحيث يغدو الناس على تلك الصورة التي أرادها الأنبياء: أي التحلي بالقوة والشجاعة والعزة والموهبة والعبودية الإلهية والتسليم لمشيئة الواحد الأحد.
إنّ الحرية الحقيقية للناس والشعوب هي توظيف إرادتها وعزمها وقوتها وقدرتها من أجل سعادتها ورفاهيتها، وأن يكون رخاءها في سبيل العبودية الحقّة لله تعالى.
هذا هو الفراغ الذي يثقل كاهل عالم الليبرالية والديمقراطية الغربية. لقد أنشأوا المصانع، وأداروا المحركات، ووسعوا من رقعة العلم، ولكنهم عجزوا عن تحقيق العدالة الاجتماعية. لقد أخذوا بالأخلاق الإنسانية الى هاوية الهبوط والانحطاط.
إنّ هذا لا يعبر عن رأيي الشخصيّ، بل هو ما تردده كافة المنصات والمنابر العالمية، وما يتحدثون به هم أنفسهم.
إنّ الليبرالية الديمقراطية الغربية تعاني اليوم من أزمة أخلاقية مستفحلة.
إنّ تلك البلدان التي أدهشت التاريخ بتقدمها العلمي تعاني اليوم من أزمات جنسية واقتصادية وأخلاقية وعائلية مريعة.
إنّ سعادة الإنسان لا تحقق بتطوره العلمي ـ على قاعدة العلم وسيلة للسعادة ـ بل تتحقق بهدوء البال وراحة الفكر وصفاء الروح وخلوّ الحياة من القلق والاضطراب واستتباب الأمن الأخلاقي والمعنوي والمادي والشعور بتوفر العدالة في المجتمع.
إنّ هذا هو ما يفتقر إليه الغرب، بل إنه يزداد بُعداً عنه يوماً بعد آخر.
إنّ هذا هو ما صورناه للعالم على أنه سبيل سعادتنا ومبلغ آمالنا، بل إنه من صنع الله تعالى، وهو ما لمْ يدّخر الشعب الإيراني جهداً من أجل إنجازه، انطلاقاً مما يقتضيه إيمانه بهذا السبيل.
*من كلمة الإمام الخامنئي في حشد من الأهالي أثناء زيارته التفقدية لمحافظة يزد. الزمان: 12/10/1386هـ. ش ـ 22/12/1428هـ.ق ـ 2/1/2008م.