شعار العام: «ازدهار الإنتاج»
ينبغي دعم الإنتاج. لقد رفعنا شعار «ازدهار الإنتاج»، وهذا العام يجب أن يكون عام «ازدهار الإنتاج». في العام الماضي حين طرحنا شعار دعم البضائع الإيرانية حصل حراك جيد واستجاب الناس واستجاب بعض المنتجين حقّاً. لدينا معلومات بأنّ الناس أنفسهم في تجوالهم في المحلّات التجارية ـ الكثير من الناس ـ يطالبون بالبضائع الإيرانية وحين يأتونهم بالبضائع الأجنبية المماثلة لا يقبلونها. أي إنّ الأمور سارت قدماً. أمّا إن أردنا القول إنّه جرى العمل به بنحو كامل فلا، هذا ما لا نستطيع قوله، فالتقارير تشير إلى خلاف ذلك. وعليه فشعار دعم البضائع الإيرانية لا يزال ساري المفعول، بيد أنّ القضية الأصلية والأساسية هي ازدهار الإنتاج. إذا كان هنالك إنتاج عندئذ سيحصل تحوّل في قطاعات عديدة. وإذا كان هناك ازدهار في الإنتاج فإن ذلك سيؤثر في [إيجاد] فرص العمل، ويؤثر في خفض التضخم، ويؤثر حتّى في تعادل الموازنة، ويؤثر في رفع قيمة العملة الوطنية. انظروا، هذه كلّها من مشكلاتنا الاقتصادية المهمّة. الخبراء والمطّلعون على الشؤون الاقتصادية يؤكّدون بأنه إذا ازدهر الإنتاج في البلاد فسوف يكون له بالتأكيد مثل هذه الفوائد والنتائج. هذا ما ينبغي أن يحصل ويدرج ضمن الخطط والبرامج، سواء في برامج الحكومة أو في برامج مجلس الشورى، أو في برامج عامّة أبناء الشعب ممّن يقدرون على الدخول والمشاركة في ميدان الإنتاج. لدينا أفراد، ونعرف أفراداً كانت لهم أموال وإمكانات، وكان بمقدورهم أن يضعوا هذه الأموال في البنوك وينتفعوا لسنين طويلة من فوائدها، لكنّهم لم يفعلوا، إنّما وجهوا أموالهم نحو الإنتاج وقالوا نريد للبلاد أن تتقدّم وتزدهر. لهذه الأعمال ثواب عند الله؛ والأشخاص الذين يعملون بهذه الطريقة لهم أجرهم عند الله تعالى. يجب دعم المنتج والمستثمر والناشط الاقتصادي ـ الناشط الاقتصادي النزيه ـ ودعم الشخص الذي يريد إنتاج الثروة للبلاد، وينبغي بالتأكيد العمل بجدّ لتحسين أجواء الكسب والعمل من خلال القوانين اللازمة وبالأساليب والمناهج اللازمة.
-وشرط آخر هو أن لا تحصل غفلة عن حالات الاستغلال والاحتيال.
البعض استغلوا ويستغلون. هناك استغلاليون انتهازيون. وهم أنواع وصنوف شتّى. هذا الإبداع الإيراني والذهن الإيراني المبدع كما أنّه ينفع في الأعمال الصالحة، يظهر أحياناً في الممارسات الشيطانية السيّئة أيضاً. ويرى المرء أساليب عجيبة وغريبة للاستغلال والانتهازية ويطالعها في التقارير. على المسؤولين المراقبة والرّصد، سواء في ذلك السلطة التنفيذية أو السلطة القضائية أو الأجهزة الرقابيّة. هذا ما قلته لرئيس الجمهورية المحترم. فقد قال في تصريح عامّ إنّنا نريد بيع المعامل الفلانية فقلت احذروا ودقّقوا، لأنّ الطرف الآخر يأتي ويشتري المعمل منكم لا بقصد أن يواصل العمل ويستمرّ في الإنتاج، بل يشتري المصنع فيبيع المكائن والآلات، ويبني برجاً في المكان ويطرد العمال. ينبغي الحذر من مثل هؤلاء الأفراد ومراقبتهم، يجب رصد مثل هذه النماذج من الاستغلاليّين. [أو] يأتي الشخص فيؤسّس بنكاً ومصرفاً بالاستفادة من الرّخص المتوافرة لتنمية المصارف ـ ومن الأمور الخاطئة التي حصلت في البلاد هو أنّهم يسمحون بتأسيس البنوك هكذا وبنحو مستمر ومتواصل ـ فيجمع أموال الناس ثم يؤسّس شركات صُوريّة، ويمنح أموال الناس كقروض وديون وتسهيلات مصرفية إلى شركاته هو فيملأ جيبه. إنّهم يفعلون أموراً من هذا القبيل، فيجب المراقبة والحذر وعدم الغفلة عن هؤلاء. إذا حيل بين هؤلاء وبين هذه الأعمال، ودُعم في المقابل صنّاع فرص العمل النزيهين، وازدهر الإنتاج، فإنّ الخبراء يقولون إنّ مشكلة البطالة حينئذ سوف تُحلّ، ومشكلة التضخم سوف تُحلّ، ومشكلة الفقر لدى الطبقات الفقيرة سوف تُحلّ، ومعضلة النظام المصرفي سوف تُحل، وقضية قيمة العملة الوطنية سوف تُحلّ، وحتّى قضية عجز الموازنة الحكوميّة ستحلّ بازدهار الإنتاج. هذه أمور يمكن معالجتها عن هذا الطريق. وعليه، فالقضية قضية مهمّة.
وحين نقول الإنتاج، فلا نقصد به الإنتاج الصناعي فقط، فهناك الإنتاج الصناعي، والإنتاج الزراعي، والزراعة الحيوانيّة، وهناك الصناعات الكبرى، والصناعات المتوسطة، والصناعات الصغيرة، حتّى الصناعات اليدويّة، والصناعات المنزلية، وتربية المواشي ـ كأن تُربّى عدة رؤوس منها في البيوت القروية ـ وهذه بحدّ ذاتها سوف تساعد كثيراً في نشر الرفاه العامّ في المجتمعات. يجب أن يُخطّط لمثل هذه الأمور وأن توضع البرامج لها، وحتماً، فإنّ حصّة الصناعات العلميّة المحور كبيرة جداً وينبغي التوجّه لها والاهتمام بها.
يجب الحؤول دون الاستيراد المتفلّت.
من الجوانب والبنود المهمّة للاقتصاد المقاوم الذي تحدّثنا عنه ويتحدّث الآخرون ـ الأصدقاء والمسؤولون وغير المسؤولين ـ عنه دوماً، ويرفعون شعار الاقتصاد المقاوم ويبيّنونه للناس، قضية الإنتاج الداخلي، ومن شروط ازدهار الإنتاج الداخلي السيطرة على الاستيراد المتفلّت. ترفع إليّ التقارير أنّنا نقوم بالأعمال الفلانية من أجل الاقتصاد المقاوم، وقد نظّمنا الخطط والبرامج الفلانية ونعمل على إجرائها، جيّد، لا شك أنّ هذه التقارير مطابقة للواقع، أي إنّهم قاموا بالعمل، لكنّه لم يتحقّق عملياً، والسبب هو أن الواردات لا تزال موجودة [بكثرة]، ويرى المرء أنّ الأسواق تعجّ بالواردات، فتؤدّي إلى فشل الإنتاج الداخلي. إنّهم يستوردون من الخارج الأشياء عينها التي تُنتج في الداخل، وهذا يؤدي إلى فشل الإنتاج الداخلي. فليمنع المسؤولون هذا الشيء، فهذه قضايا لها أهميّتها. وعندئذ سيتحقّق الاقتصاد المقاوم بالمعنى الحقيقي للكلمة.
أقول بكلمة واحدة إنّ على الأجهزة الحكومية أن تركّز هذا العام على ازدهار الإنتاج، وإذا كان ذلك بحاجة إلى مقرّرات وقوانين فليطلبوا من مجلس الشورى أن يتصدّى لذلك، وإذا ما كانت هناك في بعض الجوانب حاجة لمساهمة السلطة القضائية والأجهزة الرقابيّة الأخرى، فليطلبوا منها ـ وليعقد السادة هذه الجلسة التي تحدّثنا عنها؛ جلسة رؤساء السلطات الثلاث ـ وليبادروا وليتعاونوا، فالإنتاج يجب أن يزدهر في الداخل على كلّ حال.
كلمة الإمام الخامنئي في الحرم الرضوي الشريف بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية الشمسية 21-3-2019