يتم التحميل...

صفة الرأي المخالف المقبول

ثقافة إسلامية

صفة الرأي المخالف المقبول

عدد الزوار: 83

ليكن الرأي المعارض بدافع الحجاج لا من أجل اللجاج

ما أَوَدّ التأكيد عليه وذكره لكم جميعًا- أيّها الإخوة والأخوات- هو أن ترفعوا من مستوى روحيّة تقبّل الكلام المعارِض .إذا كان كلام أحدهم معارِضًا لرأيكم، فليتحدّث به؛ فلن تنطبق السماء على الأرض. استمعوا ثمّ رُدُّوا بالأدلّة والبراهين. وإذا كان ثمّة صديق أو رفيق تريدون تنوير ذهنه فلا بأس، تحدّثوا إليه بهدوء. لا تدعوا الأقوال والآراء بتراءَ ناقصة.
يجب إلى الالتفات أيضًا، إلى أن لا تكون الآراء بدافع اللّجاجة. أحيانًا، يتكلّم الإنسان بدافع اللّجاجة والخصام ومعارضة فلان، أو فلان، أو التيّار الفلانيّ أو الجماعة الفلانيّة. هذا غير صحيح. استمعوا لكلام الطرف المقابل حتّى لو كان المتكلّم من غير تيّاركم وجماعتكم وجبهتكم. استمعوا وإذا وجدتّم أنّه كلامٌ صحيح، عندئذٍ؛ "فيتّبعون أحسنه" . لاحظوا الحكمة القرآنيّة: "يستمعون القول فيتّبعون أحسنه" . ينبغي الاستماع ثمّ الأخذ بما هو أفضل وأحسن. حتّى لو كان هذا الأحسن صادرًا عن لسان شخصٍ لا تحبّونه، ولا تنحازون إليه. إذا حصل هذا فهو جيّد جدًّا؛ خلافًا لما لو رأى الإنسان أنّ الشخص الذي قام للكلام من تيّارٍ معارضٍ ومن جماعة سلبيّة حسب اعتقادي، فيقرِّر منذ البداية أن يردّ عليه. هذه في رأيي مسألة مهمّة جدًّا.
يجب العمل بطريقة علميّة واستدلاليّة ومدروسة، والحوار والتشاور بنحوٍ أخلاقيٍّ سليم لا من منطلق اللّجاج.


1-  سورة الزمر: الآية 18.
2- سورة الزمر: الآية:18.

* من كلمة الإمام الخامنئيّ في لقاء نوّاب مجلس الشورى الإسلاميّ  24/06/2009 .

2019-09-23