يتم التحميل...

لقاء مع جمع من العرسان الشباب

2019

لقاء مع جمع من العرسان الشباب

عدد الزوار: 165

لقاء مع جمع من العرسان الشباب 4-8-2019

بمناسبة حلول الأول من شهر ذي الحجة، الذكرى السنوية لزواج أمير المؤمنين علي عليه السلام من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ينشر الموقع الإعلامي KHAMENEI.IR كلمة للسيد آية الله الخامنئي والتي تفضل بها سماحته في لقاء مع جمع من العرسان الشباب في شهر آذار من عام 2019 م/ فروردين – 1398ه ش.

(فروردين /1398 ه ش – أذار /2019م) - مدينة مشهد المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم


ممّا أود قوله، أولًا، أن الزواج نعمة كبيرة -سواء للفتى أو للفتاة- لكن الكثيرين غافلون عنها. من أكبر نعم الله على المرء، أن يوفّقه الله ويعينه على اختيار الزوجة الصالحة، وهذه النعمة تستوجب الشكر، وشكرها يكون بالرعاية الكاملة لما حدده الله للأسرة والمرأة والزوج من حقوق، ورعاية الأخلاق الإسلامية في البيت. اعرفوا قدر هذه الحياة، واسعوا قدر المستطاع لجعلها حياة إسلامية. هذه كانت النقطة الأولى.

أما النقطة الثانية، الحديث الذي قرأته على مسامعكم نقلًا عن الرسول الأكرم «تَناكحوا تَناسَلوا تَكثُروا»(۱)، يبيّن أن الله المتعال يريد للمسلمين أن يزدادوا ويكثروا، والحق أن الأمة - سواء على مستوى بلد إسلامي كإيران، أو على مستوى الأمة الإسلامية عمومًا- إذا ازدادت، فإنّ هذا سيوفّر أرضيّة أكبر لنموّها وتكاملها، يعني كلّما ازداد عدد أفراد الأمة، ازداد عدد الصالحين فيها، وتنامت قدرتها، وازدادت قواها البشرية رقيًّا بالضرورة، كما من الطبيعي أن يكون المجتمع الصغير مغلوبًا أمام المجتمع الكبير والمترقي(2). اليوم تلك الدول التي تتميز بتعداد سكان كبير، تتمتع ببركة ذلك بإمكانات كبيرة جدًا. الصين أحد النماذج، والهند كذلك. مع أن هذه الدول لديها مشاكل، لكنها استطاعت بفضل تعداد سكانها الكبير الذي له قيمة اجتماعية وسياسية وعالمية، أن تحقق نجاحات عظيمة. لذا علينا أن نكثّر النسل، وإذا كنت أؤكد على هذا الموضوع مكررًا، فلهذا السبب.

طبعًا هذا الموضوع في بلادنا اليوم، يتقبله عموم الناس، وليس عندهم مشكلة، لكن المشكلة هي في المسؤولين، الذين لا يتابعون هذا الموضوع كما يجب، ويوفرون الأرضية المناسبة لتحققه. طبعًا مسؤولو الصف الأول يعبّرون عن تأييدهم للموضوع، لكن مسؤولي الصفوف الوسط لا يحسنون العمل على هذا الصعيد. على كل حال زيادة النسل يجب أن تتحوّل إلى ثقافة. لاحظوا، في بعض الدول الغربية – مثلًا في أمريكا- كيف يشجّعون العوائل التي تكثر من إنجاب الأولاد ولا يذمّون ذلك. وعندما يصل الدور إلى بلدنا، يشجّعون الناس على عكس ذلك، يعني على تحديد النسل وتقليله. بناءً على ذلك، هذه المسألة يجب أن تحظى بالاهتمام إن شاء الله.

النقطة الأخيرة هي أن على الزوجين أن يساعد كل منهما الآخر على التمسك بطريق الحق وصراط الحق. فالزوجة تستطيع أن تساعد زوجها ليثبت على صراط الحق، ويُثبّت أقدامه، ويتقدم، والزوج بدوره يمكنه فعل الشيء نفسه إزاء زوجته. عيشوا معًا كشريكين، كرفيقين في نفس الخندق. فالمرأة من أقرب الناس لزوجها، وهذه حقيقة يؤيدها الشرع والواقع، حاولوا قدر المستطاع أن تزيدوا المحبة والصفاء والود بينكم. الحب هو أساس الحياة العائلية السعيدة، اسعوا جاهدين لزيادة هذه المحبة يومًا بعد يوم، فهذا الأمر بيد الإنسان، ويمكنه تحقيقه. نسأل الله أن يبارك لكم [في زواجكم] ببركة هذه البقعة في جوار مرقد الإمام الرضا(ع) وببركة هذه الأيام المباركة.

1- جامع الأخبار، ص 101.
2- المترقي
3- المغلوب أي المهزوم

2019-09-04