يتم التحميل...

من حوار لسماحة الإمام الخامنئي مع نخبة من الشباب الإيراني

ثقافة إسلامية

من حوار لسماحة الإمام الخامنئي مع نخبة من الشباب الإيراني

عدد الزوار: 76

من حوار لسماحة الإمام الخامنئي مع نخبة من الشباب الإيراني في اليوم الثاني من "عشرة الفجر" المباركة
الزمان والمكان: 17 شوال 1419هـ ق طهران


الفريق الإيراني لكرة القدم يفوز على الفريق الأميركي:"هدف" الفوز أصبح تجسيداً لموقف الشعب الإيراني حيال أمريكا.

سؤال لسماحة الإمام الخامنئي:
هل تسمح لكم الفرصة في برنامج عملكم اليومي بمشاهدة البر امج الرياضية التي تبثّ من التلفاز؟ وسؤالي الآخر أنتهز فيه فرصة وجود السيد استيلي بيننا وأسألكم عن شعوركم عندما سجّل السيد استيلي ذلك الهدف الباهر في مرمى الفريق الأمريكي، وما الذي دفعكم لكتابة ذلك البيان؟

جواب سماحته:
عندما جاءني السيد استيلي لاحقاً قلت له: إنني اُقَبّل جبهتك لقاء ذلك الهدف. وقبّلت جبهته.

من المؤسف إنني قلّما تسنح لي الفرصة بالتفرّج على البرامج الرياضية في التلفاز.

وهناك سبب آخر وهو أنّ أكثر البرامج الرياضية في التلفاز مخصصة للعبة كرة القدم، وأنا لا خبرة لي في هذه اللُعبة، وحتّى أنني لم أمارسها في شبابي، وإنّما كنت أمارس لُعبة الكرة الطائرة.

أمّا بالنسبة للمباراة التي جرت بين إيران وأمريكا فإنني في الحقيقة لم يكن في نيّتي مشاهدتها؛ لأن وقتها كان متأخراً ويتعارض مع وقت نومي. ولكنني عندما كنت جالساً دار في خلدي أن اُشغّل التلفاز. وواجهتني فيه فجأة صورة الهدف الذي أحرزه السيد استيلي. فطار النوم من عيني وبقيت أتفرّج على المباراة حتّى نهايتها.

أمّا السبب الذي دعاني لكتابة تلك الرسالة فهو إنني حين اجتمعت بالإخوة المعنيين بكرة القدم تحدثت إليهم بحديث ــ أنقل لكم هنا بعض الجمل التي وردت فيه ــ ولم تنشر وسائل الإعلام ذلك اللقاء،ولم يطّلع الناس على مضمون ما دار فيه. قبل ذلك الإجتماع أخذت أجهزة الإعلام التابعة لإمبراطورية الدعاية العالمية تُثير حملة دعائية حول تلك المباراة واصفة إيّاها بالمباراة السياسية، في حين يؤكّد الجميع على الفصل بين السياسة وبين كرة القدم والرياضة عامة.

وكانوا يستهدفون من وراء إضفاء طابع سياسي على تلك اللُعبة، أمرين هما:

أولاً: قضية العلاقات الإيرانية الامريكية.

لا أدري الى أي مدى كنتم مطّلعين على مجريات الاُمور، بينما كنّا نحن الذين نتابع أخبار وتصريحات الإذاعات الأجنبية، نلمس مدى كثافة التركيز الإعلامي على هذا الجانب.

ثانياً: إنّ التوقّعات كانت تشير ـ وخاصّة من قِبَل الأمريكيين أنفسهم؛ ولو أنهم لم يعلنوا ذلك صراحة، ولكنه كان يستشف من بين ثنايا أقوالهم ـ إلى أنّ الفريق الإيراني سيُهزم، وليس ثمّة إحتمال بفوزه.
ومعنى ذلك أنّ الرئيس الأمريكي سيظهر على شاشة التلفاز ـ كما كان مقرراً ـ ويتحدث من موقع القوّة والإقتدار؛ قائلاً: إننا قد هزمناكم. ولكن تعالوا نمدّ الى بعضنا الآخر يد الصداقة. إلاّ أنّ ذلك الهدف وما أسفرت عنه المباراة التي خاضها أبناؤنا الأعزّاء، قد قَلَب الأمور ظهراً على عقب. وأصبح تجسيداً لموقف الشعب الإيراني حيال أمريكا.

وقد استعملت في الرسالة التي أصدرتها كلمة «تجسيداً»؛ لأنني لم أقصد القول: إنّ هذا اللاعب سجّل ذلك الهدف لأغراض سياسية، وإنما كان يلعب كرة القدم بمهارة وخبرة أقوى من خصمه وأحرز هدفاً ضدّه.

وأي لاعب آخر لو كان في موقفه لسجّل هدفاً. وأيّ لاعب آخر لو كان في الوقت الذي كان فيه الخصم سُجِّل ضده ذلك الهدف.

ومعنى هذا هو أنّ اللاعب لم يُسجّل الهدف لغرض سياسي. لكن ذلك الهدف قَلَب تماماً كل الصورة السياسية التي أرادوا إضفاءها على تلك اللعبة.

وحاولت أنا استثمار ذلك الموقف بأقصى ما يمكن.

وأثارت تلك الواقعة غضبهم وأخذت وسائل الدعاية العالمية تلك تُشيع، بأن فلاناً أضفى طابعاً سياسياً على لعبة كرة القدم.

ولم يقولوا أنهم هم الذين أضفوا عليها هذا الطابع قبل بضعة أسابيع.

2019-01-18