لا تؤذي جارك

شكاية الجار
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا إليه أذى جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اصبر لعله يغير طريقته.

وبعد مدة جاء مرة ثانية، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اصبر!

ثم جاء مرة ثالثة فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم الجمعة اخرج أثاث بيتك وضعه على قارعة الطريق حتى يراه من يذهب لصلاة الجمعة فإذا سألوك فاخبرهم بالخبر، ففعل الرجل بوصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه جاره معتذرا وقال له: رد متاعك إلى بيتك فلك الله علي أن لا أعود¹.

شجرة التمر
روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
أن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان فكان يمر به إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء، فأبى سمرة، فجاء الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه وأخبره الخبر. فأرسل الرسول إلى سمرة وأخبره بقول الأنصاري وشكايته، ثم قال له: إذا أردت الدخول فاستأذن ، فأبى ، فلما أبى ساومه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله، فأبى أن يبيع، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: لك بها عذق يمد لك في الجنة فلم يقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصاري: اذهب واقلعها وارم بها إليه، فإنه لا ضرر ولا ضرار².

الجار الجديد
اشترى رجل من الأنصار بيتا في إحدى محلات المدينة، وبعد أن انتقل إليه وجد أن له جار مؤذيا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشتكيه فقال: يا رسول الله إني اشتريت دارا في بني فلان وان أقرب جيراني مني جوارا من لا أرجو خيره ولا آمن شره.

فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا وسلمان وأبا ذر وشخصا آخر، ربما كان المقداد بأن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأن لا إيمان لمن لا يؤمن جاره. فنادوا بها ثلاثا ثم أومأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده مشيرا إلى أن كل أربعين دارا من الجهات الأربع يعتبر ساكنوها جيرانا³.

*قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري،التعارف،ص57-59 و97-98.