دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي
المرأة في فكر الولي
دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي
عدد الزوار: 289
في مرحلة البناء كان كلٌّ من الشعب والحكومة يحاولان تحقيق مسألة إعادة البناء
مادياً واجتماعياً ومعنوياً إعادةً حقيقية في هذا البلد الإسلامي، وذلك بالاتكاء
والاعتماد على الأيدي العاملة؛ فإذا أرادت أي دولة أن تحقق مسألة إعادة البناء
وإعمار البلاد بصورته الحقيقية والمؤثرة، وجب أن يكون اهتمامها الأول بالأيدي
العاملة في تلك البلاد.
وعندما نشير إلى اليد العاملة يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن النساء يشكلن نصف عدد
هذه الأيدي في البلاد، لذا نقول: إذا كانت هناك نظرة خاطئة للمرأة في المجتمع، فأنه
لا يمكن تحقيق مسألة الاعمار وإعادة البناء الشامل.
يجب أن تتمتع النساء في بلادنا بالوعي الكامل والالمام الشامل لنظرة الإسلام للمرأة
ومكانتها فيه ؛ لتستطيع أن تدافع عن حقوقها بالاتكاء والاعتماد على هذه النظرة
السامية الرفيعة للمرأة.
يجب على كل أفراد المجتمع وعلى الرجال في البلاد الاسلامية، أن يعلموا أن دور
المرأة في نظر الإسلام هو عبارة عن وجودها في كل مجالات الحياة، وتعلّمها وجدّها
وسعيها في كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية في المجتمع، ويجب
أيضاً أن يعلموا ما هو دور المرأة وواجبها في محيط الاسرة وخارجه؟
إن للإسلام نظرة بيّنة وواضحة بالنسبة للمرأة، وإذا أردنا أن نقارن هذه النظرة مع
نظرة الثقافات الأخرى كالثقافة الغربية، نجد أن النظرة الاسلامية لم تقطع اشواطاً
كبيرة ومتقدمة فقط، بل إن لها تأريخاً قديماً يفوق ما هو عليه بالنسبة للرجل، وهذه
النظرة الاسلامية الصحيحة للمرأة هي بسبب نجاح وتقدم البلاد الاسلامية، وارتقاء
مستوى النساء فيها.
إن من يجب أن يكون له نشاط في هذا المجال (مجال شؤون المرأة) هن نساء مجتمعنا، وإذا
كان هناك قصور في المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي، سواء كان في إيران أو بعض
الدول الإسلامية، فباعتقادي أن جزءاً منه يرجع إلى النساء أنفسهن، والجزء الآخر
يكون بسبب الرجال؛ لأن من يجب عليه أن يعرف حقوق المرأة في الإسلام وأن يدافع عنها،
هي المرأة بالدرجة الأولى. يجب على النساء أن يعرفن ماذا يقول الله تعالى في القرآن
الكريم عن المرأة، وماذا يريد منها، ويجب أيضاً أن يعرفن من الذي يحدّد مسؤولية
المرأة حتى تستطيع أن تدافع عن حقها بما يقوله الإسلام وفي إطار الإسلام؛ وإذا كانت
المرأة بعيدة عن هذه الأمور، فسوف تسمح لفاقدي القيم الإنسانية أن يمارسوا الظلم
لها، كما نلاحظ في المجتمع الغربي الخاضع للأنظمة المادية، بالرغم من كل هذه
الشعارات المرفوعة لمصلحة المرأة. حيث نجد أن أكثر الظلم الذي يقع على المرأة في
هذه المجتمع هو من قبل الرجال، فنجد ظلم الأب لابنته والأخ لأخته والزوج لزوجته،
ونجد حسب الإحصائيات والأرقام الموجودة على المستوى العالمي، أن نسبة كبيرة من
الظلم للمرأة والتعدي عليها يمارس من قبل رجال هذه المجتمعات الغربية.
إذا لم تحلّ القيم المعنوية مكانها الطبيعي، وإذا لم تكن هي السائدة في نظام من
الأنظمة، فسوف تخلو القلوب من القوة المعنوية الإلهية، وسيجد الرجل طريقة لظلم
المرأة مستعيناً بقدرته الجسمانية المادية. إن الرادع الحقيقي لممارسة الظلم يتمثل
في الله والإيمان والقانون، وأيضاً في معرفة المرأة لحقها الإنساني والإلهي والدفاع
عنه وسعيها لتحقيقه بكل ما للكلمة من معنى.
إن الإسلام قد عيّن حدّاً وسطاً في مسألة حقوق المرأة خالياً من الإفراط والتفريط،
حيث لم يعط للمرأة حق ممارسة الظلم، وفي نفس الوقت لم يغض النظر عن الطبيعة الحاكمة
التي تميّز الرجل عن المرأة، إن الصراط المستقيم والقويم هو الصراط الإسلامي الذي
حدّده الإسلام، ونحن أشرنا إليه بصورة مختصرة.
الإمام السيد علي الخامنئي حفظه المولى
2017-12-20