يتم التحميل...

روحية الحركة والريادة لدى الشباب وصلت في بلدنا إلى فئة الفتيان

الشباب

روحية الحركة والريادة لدى"الشباب" وصلت في بلدنا إلى فئة الفتيان

عدد الزوار: 153

كلمة سماحة الإمام الخامنئي خلال لقاء حشد من التلاميذ والشباب على أعتاب اليوم العالمي لمواجهة الاستكبار_1-11-2017

روحية الحركة والريادة لدى"الشباب" وصلت في بلدنا إلى فئة الفتيان

بسم ‌الله ‌الرّحمن ‌الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أولًا وفي البداية، أرحّب بكم أجمل ترحيب أيها الشباب الأعزاء، الأبناء الأعزاء، الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات؛ لقد أحييتم بروحيتكم ذكرى حوادث الثالث عشر من آبان[*] الهامة والتي تمثّل في تاريخنا، حوادث مؤثرة ومفصلية. إنني مسرور وسعيدٌ جدًا بلقائكم أيها الشباب.
 
الشباب أينما كانوا هم رواد الحركة والتقدم
ثانيًا، هناك نقطة لافتة جديرة بالاهتمام في بلدنا، وهي أن الشباب في جميع البلدان وعند كل الشعوب، يُعدّون قوة ريادية؛ مثل محرّك سيارة، إنهم رواد الحركة العظيمة لمجتمعهم. هذا بالطبع إن لم يَفسدوا ولم يَخربوا، إن لم يبتلوا، إن لم يصبحوا مدمنين. إن طبيعة الشباب هي الحركة والريادة والتقدّم، لكن روحية الشباب في بلدنا لم تقف عند مستوى الشباب، بالمعنى الرائج والمتعارف عليه. الشاب مثلًا، أي الفتى أو الفتاة في السابعة عشر أو الثامنة عشر من العمر؛ هذا هو الشاب (عادةً).
  
مستوى الريادة والحركة في بلدنا وصل إلى الفتيان والأحداث
أما في بلدنا فقد نزلت سنين التحرك والحيوية والشغف الشبابي إلى أعمار أقل. أي إنّ الفتى في عمر الثالثة عشر أو الرابعة عشر أو الخامسة عشر يقوم بذلك العمل ويرى ذلك الشيء ويسعى لذلك الهدف ويتمتع بتلك الروحية والطاقة، المتوقعة من شاب في العشرين أو الثانية والعشرين أو الخامسة والعشرين عامًا في بلدانٍ ومجتمعات أخرى. إن مستوى الحركة والحيوية وتأجج العاطفة والريادة قد وصل إلى الفتيان والأحداث. هذه ميزة بلدنا.
 
مواقف نضالية مشهودة لشبابنا وفتياننا منذ ما قبل الثورة
من أين نأتي بهذا الكلام والأفكار؟ إنها أشياء شاهدناها ولا نزال نشاهدها، سواء قبل الثورة أو أثناء حوادث الثورة الهامة. وكذلك في أيام الدفاع المقدس وفي زماننا الحالي. أنا العبد كنت في "مشهد" قبل الثورة؛ كنا نرى هذا في "مشهد" وكذلك عندما كنا نأتي أحيانًا إلى "طهران"، كنا نشاهده في "طهران" أيضًا. في الكثير من الأماكن لم يكن الجمهور الشبابي المندفع لتلقي مفاهيم الثورة الأساسية، جمهور الطلاب الجامعيين والشباب بالمعنى الرائج فقط. أنا نفسي كان عندي لقاءات في "طهران" هذه، لعدد محدود من تلاميذ الثانويات- أي من الفتية في السادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر- في تلك الأيام الصعبة من القمع والتعذيب. ثم نزل هؤلاء كلهم أو أغلبهم إلى ساحات النضال والثورة، بعضهم من شهدائنا المعروفين- هؤلاء الفتيان، هؤلاء الشباب- وبعضهم خاض تجارب وقصصاً هامةً وحساسة في أيام كفاحه الثوري. وكذلك كان الأمر في "مشهد"؛ فتيان في المرحلة الثانوية من الذين لم يكونوا قد جربوا مرحلة الشباب بعد، ولم يدخلوا فيها بذلك المعنى، نزلوا إلى ساحة النضال والعمل الثوري؛ هذا في مرحلة ما قبل الثورة.
 
نماذج من مواقف الشباب في مسيرة الثورة والنظام
في زمن بداية الأحداث العامة للثورة، حسنًا، لقد قام شبابنا التلامذة بما جعل يوم الثالث عشر من آبان (4 تشرين الأول) يصبح يومًا باسمهم، يوم التلميذ، يوم الجهاد ويوم المجزرة التي ارتُكبت بالتلامذة. لقد وقعت ثلاث حوادث هامة في الثالث عشر من آبان؛ يتعلق أحدها بمجزرة التلامذة. حسنًا، لو لم يكونوا داخل الميدان، لو لم يثوروا ولم يكن حضورهم مؤثرًا، لما تعرّضوا لهذه الهمجية والوحشية من قبل أزلام نظام الطاغوت ولما ارتقوا شهداء. في زمن الحرب المفروضة، كان حضور الفتيان مدويًا. لقد توجّه فتيان الرابعة عشر والخامسة عشر إلى جبهات القتال وحاربوا مثل الرجال الأشداء البواسل، وصل بعضهم لمقام الشهداء، مثل "حسين فهميدة"، وبعضهم تعرّض للأسر، مثل أولئك الفتيان الأسرى، الذين كُتبت قصصهم وصدرت كتب عنهم[**] والتي عندما يقرأها الإنسان، يشعر بأن هؤلاء الفتيان يتحركون في عالم أسمى من هذا العالم المادي. أن يقف فتى في السادسة عشر أو السابعة عشر أو الثامنة عشر، كالجبل الصلب في مواجهة ذلك العسكري البعثي الخبيث والقاسي؛ أين يوجد مثل هذا في كل الدنيا؟ أي جيل شاب في العالم يضم مثل هؤلاء الفتيان؟

وهكذا كان الوضع بعد الحرب وحتى الآن كذلك. إنني أقول لكم إنّ معلوماتي عن قضايا البلد ومسائله المتنوعة هي معلومات واسعة ولدي اطلاع دقيق عن كثير مما يجري في مختلف الأماكن والمجالات؛ وأعلم بأن شبابنا التلامذة، فتياننا في القطاعات المختلفة، يقومون بأعمالهم جيدًا ويفهمون الأمور جيدًا ويدركون تفاصيل القضايا الدقيقة. إن الفتيان والفتيات الذين يذهبون حاليًا إلى الثانويات، يدركون القضايا أكثر من جيل أيام شباب أمثالي أنا العبد الحقير وما كان الشباب حينها يفهمونه في الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين ولعله أكثر من ذلك، التلاميذ اليوم يفهمون بشكل أفضل ويحلّلون بأسلوب أقوى، هذه ميزة بلدنا.
 
جيلكم لم يشهد الثورة.. لكنه يتابع المسيرة
أعزائي، شبابي الأعزاء، فتياني الأعزاء، أولادي الأعزاء: قدروا هذا الموقع وهذه الإمكانيات. أنتم وجيلكم، من سيوصل هذا البلد إلى القمة إن شاء الله. إن لدينا الكثير من المثل العليا والأهداف الكبرى. لم تتمكن عداوات الأعداء حتى اليوم من التأثير علينا، ولم يتمكنوا من ارتكاب أي حماقة. وليس الأمر بأنهم لم يعتدوا ولم يقوموا ويتحركوا؛ كلا، لقد عادوا وخاصموا وصالوا وجالوا إلى ما شاء الله. تلك الأعمال التي يرتكبونها في البلدان المختلفة لإفساد الشباب والأجيال، قاموا بها في بلدنا أيضًا: من ترويج المواد المخدرة وصولًا لإشاعة الفحشاء، إلى الألعاب الإلكترونية المضلّة على الحاسوب وما شابه؛ قاموا بكل هذه الأعمال. ونجحوا في بعض المجالات، من الممكن أنهم استطاعوا في أماكن أن يحرفوا بعض الشباب. لكن جيل الشباب، جيل الفتيان، لا يزال اليوم حاضرًا ويتمتع بتلك الرؤية الواضحة التي كانت في أوائل الثورة والمتوقعة منه. والدليل على هذا هو ما تشاهدونه أنتم؛ شباب الثمانينيات (العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ميلادي)، الذين لم يشهدوا الحرب ولم يشاهدوا الإمام ولم يكونوا خلال الثورة، لكنهم يتابعون المسير اليوم، حاملين تلك المفاهيم وتلك الرؤية الواضحة التي كان يمتلكها شاب واعٍ في تلك الأيام ويسير على أساسها.


 [*]  يوم التلميذ؛ وهو اليوم الذي هاجم فيه جلاوزة الشاه البائد في 13 آبان 1375 هـ.ش. (04/11/1978م) التلامذة في محيط جامعة طهران المحتشدين إعتراذاً على حكومة النظام الملكي الفاسد.
[**]  من تلك الكتب أولئك الـ23 فتى (وقد طبع في لبنان وصدر عن دار المعارف الإسلامية).

2017-11-16