واجبنا بناء مجتمع التقدم العلمي والعدالة الإجتماعية والقيم الأخلاقية
ثقافة إسلامية
واجبنا بناء مجتمع التقدم العلمي والعدالة الإجتماعية والقيم الأخلاقية
عدد الزوار: 81
من كلمة
الإمام الخامنئي في الآلاف من أبناء مدينة شاهرود أثناء زيارته لمحافظة سمنان
الزمان: 20/8/1385هـ.ش ـ 19/ 10/1427هـ.ق ـ 11/11/2006م
واجبنا بناء مجتمع التقدم العلمي والعدالة الإجتماعية والقيم الأخلاقية
إننا لا نريد أن نثلج صدورنا بأن الشعب الإيراني عزيز ومرفوع الرأس على
الصعيد الدولي أو الإسلامي، فهذه حقيقة، ولكننا لا نكتفي بها.
إنّ من الواجب علينا أن نظهر أننا قادرون على بناء مجتمع يرضى به الإسلام؛ فهذا
واجب علينا وينبغي القيام به.
وفي الواقع فإن الأعداء المتآمرين على الإسلام على الصعيد العالمي يدركون جيداً هذه
النقطة الأساسية, ويحولون دون تحقيقها.
إنّ البلد أو المجتمع المتمسّك بالإسلام لابدّ وأن يكون متقدّماً على المستويين
المادي والمعنوي.
إنّ بلدنا يجب أن يكون على مستوى راقٍ من الناحية المادية, وأن يكون متقدّماً
علمياً وتكنولوجياً.
وأما على مستوى البناء والعلاقات الاجتماعية فلا بدّ وأن تقوم العلاقة بين الأفراد
على أساس صحيح ومتين, وأن تكون دليلاً على التحضّر والإزدهار, وأن تتفتح براعم
الخلاقية والإبداع في هذا البلد.
إنّ بإمكان أفراد البشر جميعاً أن يتعاونوا وأن يساعد كل منهم الآخر؛ لبلوغ أهداف
الحياة بفضل ما لديهم من طاقات فطرية.
وفي هكذا مجتمع لابدّ من إقرار دعائم العدالة الاجتماعية.
ولا تعني العدالة الاجتماعية أن يتمتع الجميع بنفس الخصائص، بل أن يتمتعوا بنفس
الفرص وذات الحقوق.
لابدّ وأن يكون باستطاعة الجميع الإستفادة من فرص الحركة والتطور، وأن يقطعوا دابر
الجائرين والمعتدين والمنتهكين للعدالة؛ فتشعر البشرية بالثقة, وتعيش باطمئنان.
وفي مجتمع كهذا لابدّ وأن تسير المعنويات والأخلاق في خط متوازٍ مع التقدّم المادي،
وأن تقترب القلوب من الله وتنبض بالمعنويات، وتأنس بالله تعالى وعالم الروح
والمعنى، وأن تشيع ثقافة ذكر الله وحب الآخرة في مثل هذا المجتمع.
خصوصية المجتمع والحضارة الإسلامية
وهنا تبرز الخصوصية النادرة للمجتمع والحضارة الإسلامية، أي ذلك المزيج
الفريد بين الدنيا والآخرة.
لقد تقدّمت الحضارة المادية الغربية علمياً وتكنولوجياً، وأنجزت نجاحاً كبيراً على
صعيد الأساليب المادية المعقّدة، ولكنّ كفّتها المعنوية تنحدر إلى هاوية الخسران
يوماً بعد آخر؛ مما جعل العلم والتقدّم المادي الغربي يؤول إلى ضرر البشرية.
إنّ العلم لابدّ وأن يكون لصالح الإنسان، ومن الضروري أن تكون سرعة وسهولة
الاتصالات في خدمة هدوء وأمن وراحة البشرية.
إنّ العلم الذي يتسبّب في خوف وهلع الإنسانية ـ كالقنابل الذرية والصواريخ بعيدة
المدى والإنفجارات العشوائية ـ ليس من العلم الذي يخدم البشرية.
لقد وقع العالم الغربي تقدّمه المادي في هذه الهوّة الخطيرة.
إنّ الحضارة والفكر الإسلامي بحاجة إلى التقدّم المادي, ولكن من أجل أمن وراحة
ورفاهية الناس والتعايش الودود بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهذه هي مميّزات النظام
الإسلامي.
لقد نادينا بكل هذه القيم وبصوت عالٍ وأصغت إليه مسامع العالم منذ بداية الثورة؛
مما جذب الكثير من أفئدة المسلمين وغير المسلمين.
إنّ هذه هي ضمانة عزة وكرامة الشعب الإيراني.
لقد تأثّر الكثيرون من المفكرين المسيحيين والسياسيين غير المسلمين في كل أنحاء
العالم ـ وكان بعضهم أحياناً من الملحدين ـ وانشدّوا إلى أدبيات وفكر نظام
الجمهورية الإسلامية، ولقد حدث هذا مرّات ومرّات.
إننا نريد ترسيخ هذا الفكر وتعميقه في بلادنا؛ وهذا أيها الأخوة والأخوات الأعزاء
بحاجة إلى جد وعمل، ويتطلب أناساً مؤمنين يتحلّون بالتضحية والإقدام، ولابدّ له من
تشديد عُرى الثقة بين الشعب والحكومة.