يتم التحميل...

إنتاجنا الثقافي غير متناسب مع مضمون ثقافتنا إلا القليل منه

ثقافة إسلامية

إنتاجنا الثقافي غير متناسب مع مضمون ثقافتنا إلا القليل منه

عدد الزوار: 87

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الطلبة الجامعيين بمناسبة: حلول شهر رمضان المبارك 23-08-2010

إنتاجنا الثقافي غير متناسب مع مضمون ثقافتنا إلا القليل منه
أحد الإشكالات هو أنه لماذا لا يُعمل على إنتاجاتنا الثقافية المتناسبة مع العدالة. وهذا إشكالٌ أيضاً, وهو صحيحٌ تماماً. فمنتجاتنا الثقافية ليست مناسبة. بالرغم من أن لدينا فنّانين جيّدين وكتّاباً جيدين وممثلين جيدين ولكن تمثيلياتنا التي تتناسب مع مواضيع ثقافتنا قليلة. ومن الضروري أن تعمل الإدارات الثقافية أكثر في هذه المجالات. وبالطبع أنتم تعلمون أن مثل هذه الأعمال لا تُنجز بين ليلة وضحاها. فلا يكون الأمر إذا قلنا الآن: ممتاز، فلننتج الأعمال الثقافية، فيتم التحرك فوراً وبعدها بستة أشهر أو سنة يتم إنتاج عشرة أفلام أو عشرين فيلماً من الأفلام الثورية والثقافية والإسلامية. إن كلّ هذه الأمور تتطلب بُنى تحتية مناسبة ـ كالبنى التحتية الطبيعية ـ وما لم تتوفّر مثل هذه البُنى فلن يكون هناك أي عمل. ومثل هذه البُنى التحتية بعضها ليس متوفراً أبداً، حيث ينبغي تأمينها بواسطة المسؤولين المتعاقبين على مرّ الزمان بواسطة الحكومات المتعاقبة, بيد أن بعضها تمّ تخريبه في بعض الحكومات . ففي بعض الحكومات، لم يكتفوا بعدم تأمين بعض البُنى التحتية الاعتقادية والثقافية بل تمّ تخريبها! وها نحن هنا علينا أن نعيدها إلى جادة الصواب. ولكنّ الإشكال واردٌ, وهو إشكالي أيضاً على الإذاعة والتلفزيون ووزارة الإرشاد ومنظّمة الإعلام ومديرية الفنون. فنحن دائما نلتقي ونطالبهم. فألتقي بهم وأتباحث معهم وأناقشهم ويأتي كل منا بدلائله . إن بعض الأعمال التي ينبغي أن يقوم بها المسؤولون التنفيذيون ؛ للأسف، فإنني أضطر إلى أخذها على عاتقي. في تلك الآونة الأخيرة كان لنا لقاءات عديدة مع المسؤولين الثقافيين فيما يتعلق بهذه القضايا الفنية والسينمائية والفنون التمثيلية وغيرها. التقينا وتباحثنا وتحدثنا, ونحن نأمل بمشيئة الله أن نصل إلى أهدافٍ جيّدة. وعلى أي حال فإن مطالبتكم مطالبة صحيحة.

لتدوين العلوم الإنسانية وفقا للمباني الإسلامية
وفيما يتعلق بالعلوم الإنسانية ما ذكرته السيدتان هنا هو كلامٌ صحيح، والإشكالات التي طُرحت واردة وهذا هو كلامنا أيضاً، وهذا ما كنت أتابعه وقد ذكرته قبل سنتين. بالطبع إن ما ذكرناه يعني أن على الأساتذة وأصحاب الرأي والمحققين أن يسعوا لتدوين العلوم الإنسانية المتطابقة مع المباني الإسلامية, فلا تكون العلوم الإنسانية مبنية على أساس الفلسفات المادية الخاطئة, مثلما هو وضع العلوم الإنسانية الغربية اليوم.

في النهاية إذا كانت العلوم السياسية أو الاقتصادية أو الفلسفة أو الإدارة وسائر العلوم الإنسانية مبنية على الرؤية المادية للكون، وهي على أساس القيم المادية، فبالطبع لن تتمكن من تأمين مطالب وأهداف المجتمع الإسلامي والمؤمن بالمعارف الإسلامية.

لا ضير في إختلافٌ الآراء حول القضايا النظرية والإجتماعية
جاء الشباب الأعزاء وذكروا مطالب في جميع المجالات. أولاً، كان هناك بين هؤلاء الإخوة والأخوات اختلافٌ في الآراء وهو بنظري مشوّقٌ جداً, هذا بذاته جيّدٌ. فطرح الآراء المختلفة في المجال الواحد مع أدلتها ومؤيداتها يمثّل مجالاً للتفكير والتعمّق والغوص للوصول إلى الحقيقة.

فلا تتوقّعوا الآن أن أدلي بكلام قاطع بشأن الأمور التي هي موضع خلاف أو سئلت عنها ـ وهي اختلافات وجهات النظر الموجودة في الجامعة ـ ليكون كلامي بذلك فصل الخطاب . كلا, بالطبع، هناك موارد يلزم فيها فصل الخطاب حيث على القائد أو من هو في موقع فصل الخطاب أن يتحدث, ولكن هذه الأمور ليست من هذا المورد, فهي مطالب في أغلبها لا تحتاج إلى فصل الخطاب.

هناك اختلافٌ في الرأي, حسناً، فليكن, فما العيب في ذلك؟ لقد قلت في ذلك اليوم لمسؤولي الحكومة عندما كانوا هنا، إنه إذا كان في موردٍ خاص اختلافٌ في الرأي فهذا ليس كارثة, ما العيب في ذلك؟ في بعض الأحيان يكون البحث فيما إذا كان علينا أن نطلق النار على العدو أم لا, وهنا يكون الاختلاف في الرأي مشكلة. لكن في بعض الأحيان لا يكون الأمر كذلك،

كما في القضايا النظرية أو القضايا الاجتماعية العامة, فمثل هذا الاختلاف في الآراء بنظري مشوّقٌ, وأنتم كشباب ينبغي أن تتوقوا لهذه الآراء المختلفة والاستدلالات المتنوعة أكثر من توق من يكون في سنّي من مرحلة الشيخوخة.

2017-03-16