يتم التحميل...

دور عالم الدين في الإسلام

ثقافة إسلامية

دور عالم الدين في الإسلام

عدد الزوار: 105

من كلمة الإمام الخامنئي عند لقائه حشداً من جماهير باوه 17-10-2011
دور عالم الدين في الإسلام

مميّزات أهل "باوه"
كان التدين من مميزات هؤلاء الأهالي. ولا زال إلى يومنا هذا. وتوجد ميزتان في منطقة باوه تحثان المرء على الثناء والمديح: الميزة الأولى، ميزة التدين, الالتزام بالمعرفة الدينية ومباني الدين والشريعة. الميزة الثانية، التنور الفكري. شباب هذه المنطقة – بحسب اطلاعي ومن خلال مراقبتي للتقارير المفصلة – هم شباب متنور. جزء مهم من هذه الامتيازات يعود إلى ذلك الرجل العالم والمجاهد، حضرة جانب ماموستا قادري، وهو رجل دين عالم وأيضاً متنور.

ــ دور عالم الدين و بعض مميزاته
هكذا يكون العالِم في تلك المرحلة وفي كافّة المراحل الحساسة : يخوض عمل الجماعات الشعبية, يتحلى بالوعي والبصيرة، لديه القدرة على فهم وتشخيص المسائل، ثم أيضاً ينزل إلى وسط الميدان. العالِم الذي يتنحى جانباً، ويقول للناس أنتم اذهبوا وتحرّكوا، أقدموا، لا يجدي نفعاً. العالِم الذي ينال التوفيق هو الذي يسير، ويقول نسير, لا ذلك الذي يقول سيروا. العالم ينبغي أن يكون وسط الميدان، يتقدم الناس، ويكون من أهل الإقدام. ونحن لحسن الحظ قد شاهدنا ورأينا نماذج متنوعة يُقتدى بها من علماء المنطقة الكردية.

ــ من هم أعداء العالم المجاهد
وأولئك الأشخاص الذين هم على عداوة مع أفراد هذا الشعب بسبب تدينهم،

وهم على عداوة مع أفراد هذا الشعب بسبب روحيتهم الثورية، وعلى عدواة مع أفراد هذا الشعب بسبب عشقهم للوطن العزيز ــ لإيران العزيزة ــ هؤلاء الأعداء الشياطين أكثر مخالفتهم لمثل هؤلاء العلماء ؛ هم أعداء العلماء الذين ينزلون وسط الميدان، ومستعدون للجهاد والتضحية والذين هم مشعل هداية. أنا اليوم أتطلع إلى مدينة باوه ومنطقة اورامانات، أرى مستوى عالياً من العلم، مستوى مرتفعاً من المعلومات، شباباً محصلين وواعين ومتدينين, وهذا امتياز كبير جداً لهذه المنطقة، نشكر الله تعالى عليه.

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء الطلاب الجامعيين في كرمانشاه في جامعة الرازي 16-10-2011 م
المفاهيم الإسلامية تختلف في معانيها عن مثيلاتها الغربية
هذا الأمر الذي ذُكر كهدف، هو أمر شامخ جداً . سأذكر أولاً هذا : هذه المفاهيم التي ذُكرت مفهوم العدالة، مفهوم الحرية، مفهوم كرامة الإنسان نحن نقصدها بمعانيها الإسلامية، وليس بمعانيها الغربية. للحرية بالمنطق الإسلامي معنى مغاير للحرية في منطق الغرب. تكريم الإنسان، احترام الإنسان، تقدير إنسانية الإنسان مغاير في مفهومه الإسلامي لهذا المفهوم بالمعنى الغربي والتلقي الغربي.

إحدى مشكلاتنا طوال هذه السنوات ؛ أنّ بعض الأشخاص قام يترجم المفاهيم الإسلامية بالمفاهيم الغربية . حيث قام بتكرار كلام الغربيين، وسعى لتحققها . والحال أن الثورة الإسلامية لم تقم من أجل هذا.

الحرية الغربية في مجال الاقتصاد هي هذه المسائل التي تشاهدونها . هي "اقتصاد آدم سميث" هذا؛ وصولاً للوضع الاقتصادي الديكتاتوري الموجود في العالم، والذي يشهد حالياً انحلاله وسقوطه بنفسه وبشكل تدريجي. ليس مرادنا من الحرية هذا.

الحرية الإنسانية لا تعني حرية التفلّت الأخلاقي الموجود في الثقافة الغربية. لا ينبغي لنا ومن أجل أن نحلو في عيون الغربيين، أن ننطق بالكلام الذي ينطقون به، . فهو كلام خاطئ وباطل . وها هو اليوم يظهر بطلانه. نحن نتكلم عن احترام الإنسان، احترام المرأة، لا ينبغي أن يشتبه هذا مع ما يتمّ ترجمته وعرضه وبيانه في الغرب تحت هذه المفاهيم. المراد هو المفاهيم الإسلا: العدالة بمعناها الإسلامي، الحرية بمعناها الإسلامي، كرامة الإنسان بمعناها الإسلامي، حيث إنّ جميع هذه المفاهيم واضحة ومبينة في الإسلام. للغربيين أيضاً كلام آخر: في هذه المجالات، في اعتبار القيم ووضعها. إنّ طريقهم طريق منحرف.

وبالمناسبة، فإن الغربيين عملياً ــ وليعلم الجميع هذا . وأنتم تعلمون بالطبع ــ لم يعملوا أبداً بهذه المفاهيم نفسها التي ادّعوها بأنفسهم . أي إنّ الزعماء والرؤساء وأصحاب القدرة الغربيين لم يقفوا مع تلك العدالة ولا مع تلك الحرية التي نادوا بها . بل كانت مجرد شعارات وعناوين طرحوها وارتكبوا باسمها كل ما يحلو لهم. على سبيل المثال: يهاجمون أفغانستان تحت شعار تحقيق الديموقراطية ولكن باطن القضية شيء آخر . وهو أنّ أمريكا أو حلف الناتو بحاجة لأفغانستان، لإقامة قاعدة مستقرة لهم هناك . بحيث يمكنهم الإشراف على الصين والهند وإيران وجنوب غرب آسيا من هذه القاعدة.

غزوا العراق تحت عنوان مكافحة الأسلحة الذرية . لكن باطن القضية ليس هذا . وهم بالمناسبة قد قاموا لاحقاً باختلاق القصص وقالوا: نعم لقد فتشنا ولكن لم نجد شيئاً ؛ لقد أخطأنا . الأمر ليس كذلك، أيعقل أن يقوم أحد ــ ولأجل تقرير خطأ وغير موفق ــ بتحميل نفسه دفع كل هذه الأثمان البشرية والمالية لمهاجمة العراق؟ لم يكن الهدف من الهجوم على العراق مكافحة الأسلحة الكيميائية، بل السيطرة على بلد غني بالنفط مجاورٍ للجمهورية الإسلامية . وكان الهدف كذلك الهيمنة على العالم العربي وحماية إسرائيل واستكمال السلسلة الاستكبارية في هذه المنطقة.

وكذلك الآن حيث تواصل قوات حلف الناتو غاراتها الجوية على ليبيا ؛ هذه الغارات المستمرة منذ عدة أشهر بدون أي مسوّغ حقيقي وإنساني وقانوني ودولي، وادعاؤهم أنهم يريدون إسقاط القذافي . ليست هذه هي القضية، بل المطلوب هو تعبيد الطريق أمام الشركات النفطية. إنّ ليبيا هي بلد مشرف على مصر وكذلك على تونس وعلى السودان والجزائر ؛ بلد محاذٍ للبحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد مرمى حجر من أوروبا

إنهم يريدون إقامة مركز لهم هناك ؛ يحكمون من خلاله هذه المنطقة. ويطلقون على هذا اسم الصراع مع القذافي ، والواقع ليس كذلك . أي إنّ الغرب غالباً ما يستخدم هذه المفاهيم والأهداف التي يدّعيها هو بنفسه، كغطاء للوصول إلى مقاصده الشيطانية. وعليه فإننا عندما نقول عدالة أو حرية لا نعني مطلقاً كلماتهم ومفاهيمهم نفسها، تلك الديمقراطية الكاذبة. إني أقول بكل حزم، إنّ الديمقراطية الرائجة في الغرب مع وجود بعض الاستثناءات هي غالباً الديمقراطية الكاذبة؛ ليست حقيقية. فإذن، مقصودنا المفاهيم المستنبطة من منطق الإسلام والقرآن وما هو موجود في المعارف الإسلامية.

2017-03-16