للحق والحقيقة أعداء: المبلّغ لا يخشى أحدا إلا الله
ثقافة إسلامية
للحق والحقيقة أعداء: المبلّغ لا يخشى أحدا إلا الله
عدد الزوار: 90
من كلمة
الإمام الخامنئي في جمعٍ من الطلاب ورجال الدين_13/12/2009
للحق والحقيقة أعداء: المبلّغ لا يخشى أحدا إلا الله
من جملة الأفكار ذات الصلة بالتبليغ ما ورد في آية سورة الأحزاب
المباركة التي تُليت هنا: "الذين يبلّغون رسالات الله
ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلّا الله وكفى بالله حسيبًا"1.
يصبح تبليغ رسالات الله عمليًّا بشرطين: أوّلًا: "يخشونه"؛ والشرط الثاني: "ولا
يخشون أحدًا إلّا الله". أوّلًا، لا بدّ من الخشية الإلهيّة، بمعنى أن يكون العمل
لله وفي سبيل الله ومستلهمًا من التعاليم الإلهيّة. إذا كان خلافًا للإلهام الإلهي
وما يستلهم من التعاليم الإلهيّة فهو ضلالة. "فماذا بعد
الحق إلّا الضلال"2. فَهمُ الحق وإدراكه يحصل من خلال الخشية
الإلهيّة. ثم في مرحلة بيان الحق: "ولا يخشون أحدًا إلّا الله" لماذا؟ لأنّ للحق
والحقيقة أعداؤهما. ليس بيان الحقيقة بالأمر اليسير. أعداء الحقيقة هم أرباب
الدنيا، والعتاة، وطواغيت العالم. هكذا كان الأمر على مرّ التاريخ، وسيبقى الأمر
كذلك إلى النهاية وحتى زمن قيام دولة الحق بظهور الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا
فداه). هؤلاء العتاة لن يبقوا مكتوفي الأيدي، بل سوف يختلقون العراقيل ويوجّهون
الضربات ويستخدمون كلّ ما يملكونه من وسائل. إذن، لا بدّ من وجود "ولا يخشون أحدًا
إلّا الله". وإلّا لو كان هناك خوف ممّا سوى الله- الخوف بأنواعه وأقسامه. ليس
الخوف على شاكلة واحدة- إذا كان ثمّة خوف ممّا سوى الله فسوف نكون أمام طريق مسدود.
تارة يخاف الإنسان على روحه، وتارة يخاف على ماله، وتارة يخاف على سمعته وماء وجهه،
وتارة يخاف من كلام الناس وأقوال هذا وذاك؛ هذه كلّها مصاديق للخوف. ينبغي نبذ هذه
المخاوف جانبًا؛ "ولا يخشون أحدًا إلّا الله"؛ هذه المسألة تتطلّب مشقّة كبيرة. في
الكثير من الأوقات لا يدرك الأشخاص هذه المشقة وهذا العذاب ولا يعرف الناس الجمود
التي تُبذل. ويقول بعد ذلك: "وكفى بالله حسيبًا"، أي أترك الحساب على الله. إنّه
الإخلاص والمبادرة المترافق مع اليقين ومع الشجاعة والشهامة، وترك الحساب والكتاب
على الله. هذا هو الشكل العام للتبليغ الإسلامي.
1- سورة الأحزاب، الآية 39.
2- سورة يونس، الآية 32.