الإسراف مذموم ولو كان إنفاقا في سبيل الله
ثقافة إسلامية
الإسراف مذموم ولو كان إنفاقا في سبيل الله
عدد الزوار: 93
كلمة
الإمام الخامنئي في صلاة عيد الفطر المبارك. الزمان: 21/7/1386هـ. ش ـ
1/10/1428هـ.ق ـ 13/10/2007م.
الإسراف مذموم ولو كان إنفاقا في سبيل الله
وإنني أودّ التوقف قليلاً عند هذه النقطة؛ لأنها تعدّ
ظاهرة مهمة في بلادنا ومجتمعنا.
إننا شعب يتّسم بالإسراف، سواء أكان ذلك في الماء أو الخبز أو الأطعمة والمكسرات أو
البنزين.
إننا بلد نفطي، ولكننا نستورد أحد المنتجات النفطية، وهو البنزين. أفلا يبعث هذا
على الدهشة والعجب؟!
إننا ندفع المليارات كل عام من أجل استيراد البنزين أو البضائع والسلع الأخرى، ولا
لشيء سوى أنّ البعض منّا يهوى التبذير. فهل هذا صحيح؟!
إنّ علينا النظر إلى هذه الظاهرة وكأنها عيب وطني.
إنّ الإسراف مذموم، وحتى في الإنفاق في سبيل الله كما يقولون.
إنّ الله تعالى يخاطب نبيّه في القرآن الكريم بالقول:
{لاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}
1.
فلا إفراط ولا تفريط حتى في الإنفاق في سبيل الله، بل إنّ خير الأمور أوسطها،
فلنجعل من ذلك ثقافة وطنية. يقول الله { وَالَّذِينَ
إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}2 فلا
إسراف ولا تقتير؛ لأن الإسلام لا يوصي بذلك.
إنّ الإسلام لا ينادي بالعيش في التريّض والزهد، بل ينادي بالحياة العادية
والمتوسطة.
إنّ بعض القوى والحكومات الأجنبية تهددنا بالمقاطعة والحصار منذ سنوات ـ ولقد فعلوا
ذلك مرات ومرات ـ وذلك لأنهم يريدون استغلال هذه العادة السلبية والسيئة.
إنّ الحصار الاقتصادي يمكن أن يضّر كثيراً بالمُسرفين والمُبذّرين، ولكنه لا يشكّل
أي خطر على مَنْ يعيشون حياتهم بدقّة واعتدال بلا إسراف ولا تقتير.
فعلينا أن نأخذ هذه العبرة من شهر رمضان المبارك وأن نعمل بها إن شاء الله.
1- سورة الإسراء: الآية 29.
2- سورة الفرقان: الآية 67.