لاستغلال الشعر والمدائح من أجل زيادة بصيرة الجمهور
ثقافة إسلامية
لاستغلال الشعر والمدائح من أجل زيادة بصيرة الجمهور
عدد الزوار: 78
من كلمة
الإمام الخامنئي في لقائه جمعًا من شعراء التراث الديني ومدّاحي أهل البيت (عليهم
السلام) في مدينة مشهد المقدّسة في الحرم الرضوي المطهّر14-7-2016
لاستغلال الشعر والمدائح من أجل زيادة بصيرة الجمهور
للجمهورية الإسلامية اليوم حاجات ومتطلبات ينبغي تأمينها
يمرّ العالم الإسلامي اليوم في مرحلة تاريخية حسّاسة، ما تلاحظونه
حاليًّا: ما يقوم به آل سعود، ما يجري في اليمن، أحداث العراق، أحداث سوريا،
القضايا المتعلقّة بأمريكا، ما يرتبط بالنظام الصهيوني، بالأعمال التي يقومون بها
في المنطقة، القرارات التي يتخذونها، الضغوط التي يمارسونها ضد الجمهورية
الإسلامية؛ كلها مجموعة مترابطة تسعى لتحقيق هدف محدّد. في أوضاع وظروف كهذه، وحيث
يمرّ العالم الإسلامي بمنعطف تاريخي في الواقع، فإنّ علينا واجبات ومسؤوليات، هناك
تكاليف تقع على عاتق كلّ واحد منا بشكل من الأشكال، لا يمكننا أن نغفل عن الحاجات
الحالية للعالم الإسلامي.
على رأس هذه الحاجات، متطلّبات الجمهورية الإسلامية، لأنّ الجمهورية الإسلامية هي
الرائد والمدرّب الأول وسط الحلبة في هذه الأحداث العظيمة.
أنا العبد أعتقد أنّ أهم هذه الحاجات، هي الحاجة إلى التبيين، ورفع مستوى البصيرة
وتقوية المعارف الثورية والإسلاميّة؛ هذه الحاجات على رأس اللائحة المطلوبة.
الشعر والمدائح ومجالس العزاء وسائل متاحة لتأمين هذه
الحاجات
والحمد لله فإننا نملك الوسائل والأدوات اللازمة لتأمين هذه الحاجات. من
الأدوات التي نملكها نحن ولا يملكها الآخرون في العالم عادةً هي المدائح والمديح
هذا، مجالس العزاء هذه، وهذه المنابر، هذه اللقاءات الشعبية والجماهيرية ليست رائجة
في العالم. أن يتم دعوة شخص إلى مكان ومنبر ما، فيأتي ألف أو ألفان أو خمسة آلاف
شخص دون أن توجه لهم دعوة، يجتمعون بطيب خاطر وبكل شوق يجلسون لمدة ساعة مثلًا
ويستمعون إلى كلامه ومدائحه؛ لا يوجد شيء في العالم كهذا؛ حيث يستخدمون غالبًا
البروباغاندا والإعلانات الباهرة والجذب الجنسي وأنواع وأشكال الجذب والاستدراج
لشدّ الناس إلى الحفلات واللقاءات. أما هنا، حيث يوضع إعلان بأنّ المدّاح [المنشد]
الفلاني سيقيم حفلًا في مكانٍ ما، يندفع الناس إلى ذلك المكان ويجلسون ويستمعون.
نحن نملك هذا، أما الآخرون فليس لديهم ظاهرة كهذه. إنها نعمة وعلينا أن نُقدّرها،
علينا أن نستغلّ هذه الفرصة. الشعر كذلك أيضًا. بناءً على هذا، فإنّ الشعر الذي
ألقاه شعراؤنا الأعزاء اليوم .والحمد لله لقد كانت أشعارًا جيدة جدًّا. ما أنشده
الأصدقاء، بعضه كان جيدًا جدًا ومنطبقًا بالكامل مع الحاجات والتحديات، منسجمًا مع
ما يحتاج مجتمعنا اليوم لفهمه كي يرفع مستوى بصيرته. وكذلك إنشاد المدائح والموالد
التي ألقاها الأعزاء بأصواتهم العذبة، الحمد لله فإنّ هذه الحاجات يتمّ تأمينها إلى
حدود كبيرة.
لاستغلال هذة الوسائل من أجل زيادة بصيرة الجمهور
لكنّي أريد أن أوصي بشكل دائم ومؤكّد: فكّروا بشكل جدّي، حين تلقون
شعرًا أو مثلًا تنشدون أو تلطمون في مجلس عزاء، قولوا كلامًا يزيد من معرفة ذلك
الجمهور الذي يلطم، ويجعله يفهم شيئًا جديدًا.
نعم، يمكن له إبكاؤهم وافرضوا مثلًا أن يقرأ العزاء للبكاء دون تأثير في البصيرة،
هذه مرحلة، ولا شك أنها مرحلة من الفضيلة ولكن الفضيلة الأرفع والهدف الأعلى
والغاية القصوى من كل تلك المراحل والمقدمات هي أن نرفع مستوى بصيرتنا؛ تزداد
البصيرة حول الأئمة وحول القرآن والإسلام وحول مستقبل المجتمع الدولي؛ هذه هي
الأهداف الأساسية ويجب أن تحضر في أشعارنا وقصائدنا وكذلك في إنشادنا ومدائحنا
أيضًا.