لا حياة للمباني العقلية من دون الإيمان
ثقافة إسلامية
لا حياة للمباني العقلية من دون الإيمان
عدد الزوار: 92
كلمة
الإمام الخامنئي في جمع من الشعراء ومداحي أهل البيت عليهم السلام.الزمان:
14/4/1386هـ. ش ـ 20/6/1428هـ.ق ـ 5/7/2007م.
في ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام.
لا حياة
للمباني العقلية من دون الإيمان
وأما بالنسبة لدوركم أنتم أيها المدّاحون الأعزاء، فإنه مما لا شك فيه
أنّ أسس الدين هي العقلانية والفلسفة والاستدلال، ومع ذلك فإنه لا يمكن لأي من
المباني العقلية والفلسفية والحكمية أن ينمو ويتجذّر ويبقى خالداً في التاريخ دون
أن ينهل من المشاعر العاطفية والإيمان القلبي.
إنّ هذا هو ما يميّز الأديان عن المدارس والإيديولوجيات والفلسفات الأخرى، حيث إنّ
الدين يمسّ المشاعر ويثير العاطفة.
إنّ هناك فرقاً بين الإيمان والعلم، والإيمان والاستدلال، والإيمان والفلسفة،
فالإيمان عاطفة قلبية.
إنّ منزلة الإيمان هي بمنزلة العاطفة والإحساس، فالإيمان يعني المحبة والإخلاص
والعشق. ولهذا فالقلب يفي بدوره، والمشاعر تبقى حيّة متوقّدة على هذه الصورة في
تاريخ الأديان.
• المواقف والسلوكيات تصدر عن الإيمان وليس عن الأفكار
ومع أنه لا يمكن لأي من الفلسفات أن تصمد أمام فلسفة الأديان وفلسفة
التوحيد, ولاسيّما فلسفة كالفلسفة الإسلامية المدونة، إلا أن هذه ليست هي المشكلة
خلال تاريخ الصراعات الفلسفية، فثمة الكثيرون ممن يعرفون الأسس والمفاهيم
الإسلامية، ويدركون الحقيقة، سوى أنهم لم يَكْلَفُوا بهذه الحقيقة.
هل تتصورون أنّ كل من سمعوا تلك الكلمات من الرسول في صدر الإسلام حول مناقب علي بن
أبي طالب وأحقّيته كانوا جاهلين بهذه الأحقّيّة؟ لقد كانوا يعلمون.
إننا قرأنا في الأثر أنهم سمعوا بهذا الكلام من فم النبي(ص)، وكانوا على علم به،
سوى أنه كان ينقصهم الإيمان بما يعلمون والإقرار به، أي الحب والاعتقاد.
فما الذي يحول دون الإيمان؟ إنها أمور كثيرة، ولكن هذا باب واسع آخر.