يتم التحميل...

لعرض العقائد بصورتها الحقيقية؛ نقية من الشوائب والخرافات

ثقافة إسلامية

لعرض العقائد بصورتها الحقيقية؛ نقية من الشوائب والخرافات

عدد الزوار: 75

كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة 15 شعبان17/08/2008
لعرض العقائد بصورتها الحقيقية؛ نقية من الشوائب والخرافات


إدعاءات باطلة تشوب العقيدة المهدوية
وككل الحقائق التي تتحول في فترات معينة من الزمن إلى ألعوبة بيد الانتهازيين، تتحول هذه الحقيقة أيضاً إلى ألعوبة بيد الانتهازيين والنفعيين بعض الأحيان. هؤلاء الذين يطلقون ادعاءات غير واقعية - ادعاء رؤيته، وادعاء لقائه، بل وبنحو خرافي تماماً ادعاء الاقتداء به في الصلاة -وهي ادعاءات مخجلة حقاً تعد إضافات باطلة قد تشوب هذه الحقيقة الناصعة في أعين وقلوب الناس الطيبين.. ينبغي عدم السماح بذلك. ليتفطن كل أبناء الشعب إلى أن ادعاءات الاتصال والارتباط واللقاء بالإمام المهدي واستلام الأوامر منه لا يمكن تصديقها أبداً. كبراؤنا، ومبرّزونا والشخصيات العظيمة التي تفضل لحظة واحدة من أعمارهم أياماً وشهوراً وسنوات من أعمار أمثالنا لم يدعوا هكذا ادعاءات. قد ينال عيون أو فؤاد إنسان سعيد إمكانية الاكتحال بأنوار ذلك الجمال المبارك، لكن هؤلاء لا يطلقون ادعاءات وأقوالاً ولا يفتحون لأنفسهم دكاكين. الذين يفتحون لأنفسهم دكاكين بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يقطع ويتيقّن بأنهم كاذبون مفترون. ينبغي إبعاد هذه العقيدة الواضحة الساطعة عن هذه الآفة.

وجوب عرض العقائد بصورتها الحقيقية
أ ــ عقائدنا من أنقى العقائد وأمتنها منطقا
من حسن الحظ أن جلستنا هذه تضم عدداً من الشخصيات الثقافية، والمستشارين الثقافيين، ومدراء التربية والتعليم، وعدداً من الشباب المميزين من منظمة الشباب، وعدداً من المؤسسات المتخصصة في فكرة المهدوية. ما أريد أن أقوله لكم أيها الإخوة والأخوات في هذه المناسبة وأمام هذا الجمع الثقافي الواعي اليقظ هو أن: عقائدنا الإسلامية، والعقائد الشيعية خصوصاً من أنقى العقائد وأمتنها وأقواها منطقاً. التوحيد الذي نطرحه، والإمامة التي نطرحها، وشخصية النبي التي نطرحها، والقضايا العقيدية والمعارف الدينية التي تطرح في المذهب الشيعي تصورات واضحة ومنطقية يمكن لأية ذهنية نشيطة باحثة اكتشاف أحقيتها وصحتها ودقتها. العقائد الشيعية رصينة جداً.. هكذا عرفت العقائد الشيعية على امتداد التاريخ الإسلامي، وقد اعترف الآخرون والمعاصرون في مقام الاحتجاج والاستدلال والسجالات الكلامية بمتانة عقائد الإمامية المستقاة من الأئمة (عليهم السلام) الذين أمرونا تبعاً للقرآن الكريم بالتأمل والتفكير واستخدام العقل. لذلك يحتل الفكر والعقل منـزلة بارزة في هذه العقائد مضافاً إلى توجيهات الأئمة (عليهم السلام) الهادية والمنقذة من الزلل.

ب ــ ضرورة عدم خلط الحقيقة بالشوائب والخرافات
أولاً ينبغي فهم هذه العقائد بصورة صحيحة، وثانياً يجب تعميقها بالتدبّر والتأمل فيها، وثالثاً يتوجب نقلها بصورة صحيحة. هذا ما ينبغي فعله في كافة المنظومات الثقافية. في التربية والتعليم يستطيع المعلم أو المدير التعليمي والتربوي الاستفادة على أفضل وجه من الفرصة الذهبية الممنوحة له... أي فرصة أعمار اليافعين. بالمستطاع ترسيخ هذه العقائد الدينية في أعماق أذهان المتعلمين وأرواحهم بدقة ويقظة لا في صفوف التعليمات الدينية فقط بل في كل الفرص التعليمية، كي تتوفر لديهم الفرصة لتنضيجها في قلوبهم وعقولهم.

المهمة الرئيسية للمؤسسات الثقافية ذات الاتصال بالشعوب الأخرى والعاملة في الخارج أو المرتبطة بها. هي أن تستطيع عرض هذه الحقائق بأساليب مختلفة أمام أنظار طلابها والباحثين عنها بالمقدار الذي يجعلهم مطّلعين عليها. بخصوص فكرة المهدوية هذه، فإن أهل السنة أو حتى العلماء غير المسلمين الذين اهتموا بعقائد الشيعة حول المهدوية واطلعوا عليها صدّقوا أن؛ البشائر الموجودة في التوراة والإنجيل والديانات الأخرى تتطابق كلها مع هذه المهدوية الموجودة لدى الشيعة. هذا ما يعترفون به. الذي لا علم له بعقائد الشيعة أو الذي وصلته هذه العقائد بشكلها المحرّف من البديهي أن لا يصل إلى هذه النتيجة. ينبغي نقل الشكل الصحيح للعقيدة. وعندها سترون أن العقلاء والواعين في العالم سيوافقون هذه العقيدة ويؤيدونها ويصدقونها ويلتفّون حولها.

هذا ما ينبغي على شبابنا - شبابنا الواعين والطلبة الجامعيين وطلبة الحوزة الأفاضل - والمؤسسات المعنية بالتعليم والتبليغ وتربية الأفكار والأذهان أن تلتفت إليه. عرض الحقيقة الموجودة لدى مذهب الإمامية وأتباع أهل البيت (ع) على المتلقّين يساوق قبولهم وتصديقهم لها. ينبغي عرض الحقيقة وعدم خلطها بالشوائب والخرافات والادعاءات الكاذبة وسوء الفهم. طبعاً لعلماء الدين والمبلغين البارزين والمستنيرين دور مميّز في هذا المجال. وقد أثبت شعبنا عبر عمله بتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) وبالقرآن الكريم سواء في عهد الثورة أو فترة الدفاع المقدس أو الأحداث المختلفة التي مرت على بلادنا، أثبت أحقية هذه التعاليم. الكثير من الناس في العالم تعرفوا على أحقية التشيع خلال فترة الدفاع المقدس والتفوا حول هذه العقيدة وقبلوها. كما أن كثيراً من المراقبين العالميين آمنوا بأحقية الإسلام خلال فترة الدفاع المقدس والثورة عبر الحقائق التي تجلّت في ممارسات إمامنا الجليل وحوارييه وهم الشباب المجاهد ومجاهدو طريق الحق. استيقظت وتوعّت الكثير من الشعوب المسلمة التي كانت غافلة عن حقيقة الإسلام. عرض الحقيقة الصحيحة للدين وخصوصاً عرضها عن طريق العمل له مثل هذه الخصوصية المعجزة.
 

2017-03-16