من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في المؤتمر العالمي لعلماء الدين والصحوة الإسلامية_29/04/2013
سنة الله
في وعوده للمؤمنين
إن تحقق معاجز الوعود الإلهية يحمل دائماً معه دلالات أمل يبشّر بتحقق
وعود أكبر. وما يحكيه القرآن الكريم عن الوعدين الإلهيين لأمّ موسى هو نموذج من هذه
السنّة الربانية.
إذ في تلك اللحظات العسيرة، حيث صدر الأمر بإلقاء الصندوق حامل الرضيع في اليمّ،
جاء الخطاب الإلهي بالوعد: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ
وجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)1 . إن تحقق الوعد الأوّل،
وهو الوعد الأصغر الذي ربط على قلب الأم، أصبح منطلقاً لتحقق وعد الرسالة، وهو أكبر
بكثير، ويستلزم طبعاً تحمّل المشاق والمجاهدة والصبر الطويل:
(فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ولَا تَحْزَنَ ولِتَعْلَمَ
أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ...). 1 هذا الوعد الحقّ هو تلك
الرسالة الكبرى التي تحققت بعد سنين وغيّرت مسيرة التاريخ. ومن النماذج الأخرى،
التذكير بالقدرة الإلهية الفائقة في قمع مهاجمي الكعبة، والذي ورد في القرآن بلسان
الرسول الأعظم (ألم يجعل كيدهم في تضليل)3
وذلك لتشجيع المخاطبين علي امتثال الأمر الالهي:
(فليعبدوا ربّ هذا البيت). 4
وفي موضع آخر يذكّر سبحانه رسوله بما أغدقه عليه من نعم تشبه المعجزة: )أَلَمْ
يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * ووَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)، ليكون ذلك وسيلة لتقوية
معنويات نبيّه الحبيب وإيمانه بالوعد الإلهي في قوله:(مَا
وَدَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى)،5 ومثل هذه الأمثلة كثيرة في
القرآن الكريم.
1- سورة القصص، الآية 7.
2- سورة القصص، الآية 13.
3- سورة الفيل، الآية 2.
4- سورة قريش، الآية 3.
5- سورة الضحي، الآية 3.