رسالة المؤتمرعرض كنوزأهل البيت (ع) المعرفية أمام أنظار العالم
ثقافة إسلامية
رسالة المؤتمرعرض كنوزأهل البيت (ع) المعرفية أمام أنظار العالم
عدد الزوار: 76
من كلمة
الإمام الخامنئي في المؤتمر الرابع للجمعية العمومية للمجمع العالمي لأهل البيت
(ع). الزمان: 28/5/1386هـ. ش ـ 5/8/1428هـ.ق ـ 19/8/2007م.
رسالة المؤتمرعرض كنوزأهل البيت (ع) المعرفية أمام أنظار العالم
فلماذا نجتمع معاً؟
إنه لابد من تسليط الضوء على هذا الهدف حتى نعلم ما نحن فاعلون.
إنّ العالم الإسلامي في حاجة ماسّة اليوم الى أهل البيت.
إنّ قضية أتباع أهل البيت ومجمع أهل البيت ونداء أهل البيت في المجتمعات الشيعية
ليس نداء فُرقة وانقسام كما يتصور البعض من ذوي العقول الضحلة ومن المغرضين الذين
لا يكفّون عن تكرار ذلك عبر أبواقهم الإعلامية.
إنّ مذهب أهل البيت يشتمل على حقائق وأمور يحتاج إليها عالمنا الإسلامي اليوم.
إنّ من يتأمل في الصحيفة السجادية سيعثر فيها على زبدة وعصارة فكر أهل البيت (عليهم
السلام)، وعسى أن يزداد الاهتمام بهذه الصحيفة ونحن نمرّ بذكرى مولد صاحبها الإمام
السجاد(ع).
إنّ الصحيفة السجادية تتجلى فيها صور زاهية من الإيمان العميق، والعرفان الواضح
الذي لا يكتنفه الغموض، والذوبان التام في مبدأ العظمة والمعبود والذات الإلهية
المقدسة، والاهتمام بكل ما يعني البشرية والمسلمين من أمور، والإشادة بالأمجاد
الإسلامية ومفاخر صدر الإسلام.
إنها سيرة حياة تتألّق سطورها بالعرفان والعشق والتأمل والحكمة، هذا من ناحية، وأما
من ناحية أخرى فلا يفوتنا ذلك المحيط الزاهر بروايات أهل البيت(عليهم السلام). فهذه
هي الأشياء التي يتلهّف إليها عالم الإسلام اليوم.
إنّ التفافنا حول المحور المبارك لأهل البيت، لا يعني أن نحيط أنفسنا بجدار يعزلنا
عن بقية المسلمين بل العكس صحيح، وهو أن نفتح آفاقاً جديدة أمام المفكرين
الإسلاميين، ونفكّ أمام بصائرهم مغاليق نوافذ جديدة؛ لكي يطلّوا منها على عالم جديد
يكتنز حقائق جديدة. وهذه هي وظيفتنا ورسالتنا.
إنّ على أتباع أهل البيت أن يقرّوا ويعترفوا ـ هم أولاً ـ بهذه الهوية الشامخة، وأن
يعرفوا قيمة هذه الجوهرة الثمينة التي بأيديهم، وأن يمتلكوا الشجاعة الكافية لعرضها
أمام عيون الآخرين في سوق المتاع المتعدد الألوان والأطياف.
إنّ رسالة مجمع أهل البيت تتلخص في الشعور بالفخر والاعتزاز بالولاء لأهل البيت.
إننا نفخر بمعرفتنا لأولئك العظماء، ونحمد الله ونشكره على أن أماط عن عيوننا لثام
الجهل بمنزلة أهل البيت (عليهم السلام) وهدانا الى تلمّس سبيلهم والسير في ركابهم.
كما أننا نشعر بضرورة وضع هذه الحقائق أمام أنظار العالم، كما كان يفعل الأئمة،
بعيداً عن الآفاق الضيّقة، والنزاعات العنيفة، ومزج هذه الجواهر النفيسة بالأفكار
الخرافية الزائفة، فهذه هي إحدى أهم قضايانا في عالمنا المعاصر.
إنّ علينا تجنّب خرافات الفكر الديني، وهي مسؤولية جسيمة تقع على عاتق العلماء
المعنيين بعلوم ومعارف أهل البيت، كما أنها وظيفة رجال العلم البارزين دون سواهم،
وهو ما يجعل واجب العلماء والمتخصّصين أشدّ وطأً وأثقل حملاً وأكبر أهمية من كل
الوظائف والمسؤوليات.
إنّ عليكم أن تحيطوا الآخرين علماً بمحاسن كلام أهل البيت ـ كما ورد في الروايات ـ
فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لهفت قلوبهم إلينا، وهذه هي وظيفتنا اليوم.
التنبه للأعداء ومؤامراتهم للحيؤلولة دون اتحاد المسلمين
إنّ هناك مؤامرة عميقة وخطيرة ـ وهي بالغة القِدَم ـ لدقّ إسفين الخلاف
بين الفرق الإسلامية سواء أكان ذلك داخل الشيعة أو داخل السنّة ـ تستوي في ذلك
الفرق الأصولية والفرق الفقهية والفرق الكلامية ـ فتنازع إحداها الأخرى، وتتلاسن
إحداها مع الثانية، وهذا من دأب الأعداء، ولا سيّما الإنجليز الذين يتميزون بقَدَم
راسخة في إثارة الفتن وتدبير المؤامرات، فالتاريخ يشهد بذلك على مدى قرون، حيث إنهم
بارعون في اكتشاف نقاط الضعف، واستغلالها لإشعال فتيل الخلاف والشقاق.
إنّ الإنجليز ما زالوا كما عهدناهم في هذا المجال، فهم يعملون بجِد، ولكنهم لم
يعودوا وحدهم، فلقد بات لهم شركاء من أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية
وغيرها، حيث يدأب الجميع لتعميق هوّة الخلافات.
إنهم يبتدعون الشائعات، فيهمسون في آذان بعض المسؤولين من أهل السنّة بما يعكّر
صفوهم ويوحي لهم بأن الشيعة يمثّلون تهديداً خطيراً عليهم.
ثم ما يلبثون أن يكرروا نفس الخدعة مع المسؤولين في المجتمعات الشيعية, محاولين أن
يلقوا في روعهم أنّ السنّة يخططون لمحو هويتهم وإبادتهم والقضاء عليهم.
هذا هو ديدنهم، وقد كان حالهم هكذا في الماضي. وهناك دلائل صريحة ونماذج واضحة ما
زلنا نشهد أمثالها في زماننا هذا. إنهم يقولون للمسؤولين السنّة: بأن مجموعة وفدت
إليكم من إيران من أجل تشييع ما استطاعوا من قرى البلاد!
ثم يأتون الى هنا ويقولون لبعض المسؤولين عندنا: إنّ مجموعة دخلت أراضيكم بهدف
تحويل ما أمكنهم من قرى بلادكم الى سنّة! فهذا من عمل الأعداء، وينبغي العلم به.