من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركين في المؤتمر العالمي للشباب والصحوة الإسلاميّة
الوعد
الإلهي للمجاهدين بالنصر
في الوعد الإلهي: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن
يَنصُرُهُ1? يؤكّد الله تعالى على أنكم إذا نصرتموه فسوف
ينصركم. قد يبدو الأمر بعيداً في النظرة العادية القائمة على الحسابات الماديّة،
لكن كثيراً من الأشياء كانت تبدو بعيدة وقد حدثت. هل كنتم تتصورون قبل سنة وشهرين
أو ثلاثة أشهر أن يُذَلّ طاغوت مصر ويقضى عليه؟ لو قيل يومذاك لبعضهم إن نظام مبارك
العميل الفاسد سوف يسقط لاستبعد الكثيرون ذلك، لكنه حدث. لو ادعى أحد قبل سنتين أن
هذه الأحداث العجيبة سوف تقع في شمال أفريقيا لما صدّق الناس ذلك في الغالب. لو قال
قائل إنّه في بلد مثل لبنان ستتمكن جماعة شابة مؤمنة من هزيمة الكيان الصهيوني
والجيش الصهيوني المدجّج بالسلاح، لما صدّق ذلك أحد. لكن هذه الأحداث وقعت. لو قال
قائل إنّ نظام الجمهورية الإسلامية بكل هذا العداء الذي ينصب له من الشرق والغرب،
سيستطيع المقاومة 32 عاماً ويقوى يوماً بعد يوم، ويتقدم إلى الأمام، لما صدّق ذلك
أحد. لكنه حدث. (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً
تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ
وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)2
. هذه الانتصارات آية إلهية. إنها علامات قدرة الله الفائقة التي يظهرها الله تعالى
لنا. عندما تنزل الجماهير إلى الساحة، وحينما نأخذ ما نملكه إلى الساحة، ستكون
النصرة الإلهية قطعية أكيدة. وقد دلّنا الله تعالى على الطريق.
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)3،
فالله يهدي ويعين ويأخذ بالأيدي إلى الأهداف العليا، بشرط أن نكون متواجدين في
الساحة.
الشخص الذي يعتمد قلبه على الله تعالى هو الغالب. (إِن
يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ)4 إذا ظفرتم
بالنصرة الإلهية فلن يتغلب عليكم أحد، وسوف تتقدّمون وتظفرون.
إنّنا لا نشك في صدق الوعود الإلهية، إننا لا نسيىء الظن بالله تعالى, الله سبحانه
يلوم الذين يسيؤون الظن به: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)5.
1- الحج،40.
2- الفتح،20.
3- العنكبوت، 69.
4- آل عمران، 160.
5- الفتح، 6.