من كلمة
الإمام الخامنئي لدى استقباله وفودًا شعبية بمناسبة عيد الغدير 20-9-2016م
المولاة لأمير المؤمنين الإقتداء به
حسناً، ماذا نفعل نحن الآن؟ واضح بأننا لا يمكننا أن نحيا كأمير
المؤمنين ولا أن نعمل مثله ولا أن نكون مثله. ذلك العظيم نفسه قال:
"ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك"1
لقد قالها للحكام والولاة والمدراء التابعين له بأنكم لا تقدرون أن تعملوا كما
أعمل.
نحن علينا أن ننظر إلى تلك القمة. وقد كررنا هذا مراراً: هذه قمة. يقولون لك يا
سيد: إن تلك القمة هي الهدف؛ فتحركوا باتجاه تلك القمة. هذه هي مسؤوليتنا وواجبنا
أن نتحرك نحو القمة . خذوا صفات أمير المؤمنين هذه، ولنتحرك بقدر طاقتنا وقدرتنا في
هذا الاتجاه؛ لا أن نتحرك بالاتجاه المعاكس. فليتحرك مجتمعنا ويتجه نحو زهد أمير
المؤمنين؛ لا أن يزهد كزهد أمير المؤمنين- فلا نحن قادرون على هذه ولا هو مطلوب
منا- ولكن لنتحرك في ذلك الاتجاه؛ أي أن نبتعد عن الإسراف والهدر والتطلب والتفاخر
في الاستهلاك، هكذا نصبح شيعة أمير المؤمنين.
إن عملنا يجعل الناس تؤمن بنا. قال عليه السلام:" كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا
شيناً"2 ماذا يعني زيناً لنا؟ أي اعملوا بطريقة يقول الناس حين يرونكم:
ما شاء الله! ما أحسن شيعة أمير المؤمنين! ذلك الذي يطلب الرشوة ليس زيناً؛ إنه
عيب. الذي يطلب ويأخذ من بيت المال أكثر من حقه؛ هذا عيب على الشيعي. ذلك الذي يغض
الطرف عن الأمور السيئة ولا يشعر بأي مسؤولية في هداية المجتمع للتقوى؛ هذا عيب
للنظام الإسلامي والمجتمع الإسلامي. ذلك الذي يكون في حياته الشخصية من أهل
الإسراف؛ هذا عيب وشين.