خصائص الحضارة الإسلامية ومقتضيات قيامها
ثقافة إسلامية
خصائص الحضارة الإسلامية ومقتضيات قيامها
عدد الزوار: 86
من خطاب
الإمام الخامنئي دام ظله في المؤتمر العالمي لعلماء الدين والصحوة
الإسلامية_29/04/2013
خصائص الحضارة الإسلامية ومقتضيات قيامها
إن من الخصائص الأصلية والعامة لهذه الحضارة استثمار أبناء البشر لجميع
ما أودعه الله في عالم الطبيعة وفي وجودهم من مواهب وطاقات مادية ومعنوية لتحقيق
سعادتهم وسموّهم. ويمكن، بل وينبغي مشاهدة مظاهر هذه الحضارة في إقامة حكومة شعبية،
وفي قوانين مستلهمة من القرآن، وفي الاجتهاد وتلبية الاحتياجات المستحدثة للبشر،
وفي رفض الجمود الفكري والرجعية، ناهيك عن البدعة والالتقاط، وفي إنتاج الرفاه
والثروة العامة، وفي استتباب العدل، وفي التخلص من الاقتصاد القائم على الاستئثار
والربا والتكاثر، وفي إشاعة الأخلاق الإنسانية، وفي الدفاع عن المظلومين في العالم،
وفي السعي والعمل والابداع.
ومن مستلزمات هذا البناء الحضاري النظرة الاجتهادية والعلمية للساحات المختلفة
بدءاً من العلوم الإنسانية ونظام التربية والتعليم الرسمي، ومروراً بالاقتصاد
والنظام المصرفي، وانتهاء بالإنتاج الصناعي والتقني ووسائل الإعلام الحديثة والفن
والسينما، بالإضافة إلى العلاقات الدوليّة وغيرها من الساحات.
قيام الحضارة الإسلامية أمر ممكن
وتدلّ التّجربة علي أن كل ذلك ممكن وفي متناول مجتمعاتنا بطاقاتها
المتوفرة. لا يجوز أن ننظر إلى هذا الأفق بنظرة متسرّعة أو متشائمة.التشاؤم في
تقويم قدراتنا كفران بنعم الله، والغفلة عن الإمداد الإلهيّ ودعم سنن الخلق انزلاق
في ورطة: (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْء)1
نحن قادرون على أن نكسر حلقة الاحتكارات العلمية والاقتصادية والسياسية لقوى
الهيمنة، وأن نجعل الأمة الإسلامية سبّاقة لإحقاق حقوق أكثريّة شعوب العالم التي هي
اليوم مقهورة أمام أقلية مستكبرة.
الحضارة الإسلامية بمقوماتها الإيمانية والعلمية والأخلاقية، ومن خلال الجهاد
الدائم، قادرة علي أن تقدم للأمة الإسلامية وللبشرية المشاريع الفكرية المتطورة
والأخلاق السامية، وأن تكون منطلق الخلاص من مظالم الرؤية المادية للكون ومن
الأخلاق الغارقة في مستنقع الرّذيلة التي تشكل أركان الحضارة الغربية القائمة.
1- سورة الفتح، الآية 6.