المرأة في الثقافة الغربية أدة ترفيه للرجل
ثقافة إسلامية
المرأة في الثقافة الغربية أدة ترفيه للرجل
عدد الزوار: 139
من كلمة
الإمام الخامنئي أمام الباحثات القرآنيّات في إيران20/10/2009
المرأة في الثقافة الغربية أدة ترفيه للرجل
ولهذا قلت مرارًا أمام الحشود الطلابية والجموع والشبابية إننا في قضية
المرأة لا ندافع عن أنفسنا حيال الدعاوى الغربية، وإنما نهجم، وعلى الغرب ــ وليس
الإسلام ــ الدفاع عن نفسه فيما يتعلق بقضية المرأة. يمنح الإسلام المرأة شخصيتها،
وهذا خلاف ما كان دومًا في الأنظمة الطاغوتية حيث ينظرون للمرأة نظرة مختلفة. حينما
يريد الإسلام عرض نموذج عن المؤمن يأتي بامرأة لتكون هذا النموذج:
«و ضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون»1.
هذا هو المثال الأول: «و مريم ابنة عمران»2
المثال الثاني.. امرأتان هما النموذج الأمثل للذين آمنوا. وللذين كفروا أيضًا هناك
نموذجان نسويان: «امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
من عبادنا... فخانتاهما»3؛ أي إنه يجعل المرأة محورًا وعبرة
ومرآةً لا للنساء وحسب بل للمجتمع كله. كان بالإمكان أن يختاروا رجلًا. لا؛ هذا ردّ
على تلك النظرة التحريفية الخاطئة التي كانت موجودة عن المرأة، ولم تكن نظرةً مذلةً
دائمًا، لكنها كانت خاطئة على الدوام.
كانت الأنظمة الطاغوتية تنظر للمرأة دائمًا نظرة خاطئة. وكذا الحال في الغرب اليوم
أيضًا. وقد تظهر بعض النسوة -كالكثير من الرجال- في الأنظمة الغربية فتكون شخصيات
بارزة ومحترمة ونزيهة، لكن النظرة العامة للمرأة والتي تكرست في الثقافة الغربية
نظرة خاطئة نظرة أداتية4 نفعية؛ نظرة مُهينة. من وجهة نظر الغرب إن
السبب في أن لا ترتدين الشادر أو الحجاب ليس لأنكن يجب أن تتمتعن بالحرية، فأنتن
تؤكدن على تمتعكن بالحرية مع وجود هذا الحجاب. إنما يرمي الغرب إلى غاية أخرى.. إنه
يريد المرأة للترفيه عن الرجل وليستغلها الرجل بشكل غير شرعي، لذلك يريد لها الظهور
بشكل معين في المجتمع. هذه أكبر إهانة للمرأة حتى لو غلفوها بأثواب عديدة من
المجاملات وأطلقوا عليه أسماء أخرى.
الإسلام يرى في المرأة طاقة مشاركة في بناء المجتمع
إنّ احترام المرأة هو أن تعطى المرأة الفرصة لإظهار طاقاتها ومواهبها
العظيمة التي أودعها الله تعالى في كل إنسان - بما في ذلك المرأة مضافًا إلى
المواهب المودعة لدى المرأة نفسها - على مستويات شتى.. على مستوى العائلة، وعلى
مستوى المجتمع، وعلى المستوى العالمي، ولأجل العلم، والمعرفة، والبحث العلمي،
والتربية، والبناء. هذا هو احترام المرأة. أرى أن هذا الشيء يبرز في مجتمعنا بتوفيق
وفضل من الله. هذا ما يتعلق بأساس العمل الذي تقوم به السيدات في بلادنا والحمد
لله، وهو عمل قيّم جدًا، حيث يسجلن مشاركتهن في كل المجالات العلمية وبشكل فاعل
مثير للإعجاب. وبالأخصّ الحضور والمشاركة في المنظومة القرآنية والعمل القرآني الذي
هو على قدر جدًا من الأهمية.
لا أظن أنه يوجد في أي مكانٍ من العالم الإسلامي هذا الكم الكبير من الأنشطة
القرآنية بهذا الدافع والحماس المنصب على الأنشطة القرآنية. طبعًا ليست لدي معلومات
دقيقة، ولم أدرس المسألة، ولكن كما يسمع المرء من المعلومات العامة لا يوجد مثل هذا
الشيء. ولو كان لبان. ولا أظن أن له مثيلًا في العالم الإسلامي. هذه ميزة مختصة بكن
فقط. كل هذا العدد من السيدات الباحثات في مختلف قضايا القرآن من القضايا العلمية
المحضة إلى القضايا التبليغية، والقضايا التربوية، والشؤون الفنية.. هذا كله برأيي
شيء له قيمته. وإذا تحقق الاقتراح الذي طرح - ويجب أن يدرس وينظر في أبعاده
المختلفة - بإقامة مسابقات دولية، عندئذ ستتجلى للعيان قيمة جهود المرأة الإيرانية
في مجال القرآن. وهذه مفخرة، سواء للمرأة الإيرانية أو للجمهورية الإسلامية أن
تستطيع ممارسة مثل هذا النشاط الملحوظ في المجال القرآني.
1- سورة التحريم، الآية 11.
2- سورة التحريم، الآية 12.
3- سورة التحريم، الآية 10.
4- على أنها أداة ووسيلة