العزة والرفعة والتقدم أجر الموفون بعهد الله : الشعب الإيراني مثالا
ثقافة إسلامية
العزة والرفعة والتقدم أجر الموفون بعهد الله : الشعب الإيراني مثالا
عدد الزوار: 126من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم تخريج دفعة من الضبّاط والرتباء ــ23/5/2012م.
العزة والرفعة والتقدم أجر الموفون بعهد الله : الشعب الإيراني مثالا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نبارك حلول شهر رجب المبارك، وولادة
الإمام الباقر عليه السلام، وسنوية الثالث من خرداد المجيدة1، وكذلك
نبارك لكم أيها الشباب الأعزاء نيل الترقيات والرتب في جهاز حرس الثورة.
لقد منّ الله تعالى علينا بنعمة الخدمة في الجمهورية الإسلامية، وهي نعمةٌ كبرى
يتوجّب علينا شكرها. إنّ ميدان اليوم الذي كان بحمد الله غنياً بالابتكار والإبداع،
وقد هيمنت مشاهد الإستعراض الجميلة الرمزية على كلّ مراسمه وبرامجه، هو نموذجٌ من
نداء الثورة الإسلامية المتوجّه إلينا وإلى كلّ الأجيال الآتية. يقول الله تعالى في
القرآن:(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا
يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)2.
فالذين بايعوا رسول الله فقد بايعوا الله في واقع الأمر، وتلك اليد التي علت على
أيديهم هي في الواقع يد الله. فالمبايعة للإسلام والدين وتحمّل المسؤولية الإلهية
هي مثل هذه البيعة. فالإنسان إنما يبايع الله. ثم يقول تعالى
(فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)3،
فكلّ من ينقض البيعة فإنّه يجلب الضرر لنفسه. (وَمَنْ
أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)4،
فالأوفياء بالعهد والثابتون عليه سينالون من الله تعالى الثواب العظيم. ولا ينحصر
هذا الثواب بالآخرة ـ وإن كان ثواب الآخرة من العظمة والعمق والمضمون ما لا تقدر
على استيعابه أذهاننا المادية والدنيوية ـ بل يشمل الدنيا أيضاً. ثواب أولئك الذين
يتحرّكون بهذه البيعة الإلهية على طريق الله ويثبتون هو العزّة والرفعة والحرية
والعظمة.
أتعلمون من أيّ مستنقعٍ للذلّ ـ والذي فُرض من قبل سلطة الملوك والسلاطين الظلمة
طيلة قرونٍ ـ خرج شعب إيران إلى أوج العزّة اليوم! فاليوم شعب إيران عزيزٌ مقتدرٌ
رائدٌ ومتقدّم، يحدوه الأمل والثقة بمستقبله والأفق الآتي يبتسم له. وفي عمق الكيان
يشعر أفرادنا وشبابنا وشيوخنا وشرائحنا المتنوعة بالهوية، ويعلمون إلى أين يتّجهون
وكيف أنّ مساعيهم ذات معنى. فكلّ هذه ذات قيمة.
إنّ الشعوب وعلى أثر الانفصال عن الدين والمعنويات والله تصبح فارغة، وتفقد هويتها،
وتُبتلى بالضياع والحيرة. إنّ الشعوب عندما تبتعد عن أحكام الله تسقط في المذلّة،
مثلما ابتُليت الأمة الإسلامية وعلى مرّ القرون بالذلّ. إنّها استقامة ووفاء شعب
إيران التي وضعت مقابل هذا الشعب هذه الجادّة المحكمة المعبّدة ذات العاقبة الحسنة.
ولا شك بأنّ الجادّة المعبّدة لا تعني الجادّة الخالية من المتاعب. فالمصاعب كثيرة
لكنّها تحقق وتظهر فضل وعظمة وفتوّة البشر.
1- ذكرى تحرير خرمشهر (أيار).
2- الفتح، 10.
3- الفتح، 10.
4- الفتح، 10.