يتم التحميل...

الخشية من أحكام الناس يفقد التفكير الديني أصالته

ثقافة إسلامية

الخشية من أحكام الناس يفقد التفكير الديني أصالته

عدد الزوار: 68

كلمة الإمام الخامنئيّ في أعضاء مجلس الخبراء 24/09/2009 الموافق لـ2/7/1388

الخشية من أحكام الناس يفقد التفكير الديني أصالته
النقطة الأخرى هي أنّنا لا نحتاج إلى الشجاعة في العمل فقط بل نحتاج إليها في الفهم أيضًا. ثمّة حاجة للشجاعة في الفهم الفقهي. إذا افتُقدَت الشجاعة فسيقع الخلل حتى في الفهم؛ وفي الوعي الواضح للكبريات والصغريات. أحيانًا يفهم الإنسان الكبريات بصورة صحيحة لكنّه يخطئ في الصغريات. هذا الوعي الصحيح لمباني الدين وللموضوعات الدينيّة وللموضوعات الخارجيّة المطابقة للمفاهيم الكليّة والعامة - أي الكبريات والصغريات - يحتاج لأن نكون شجعانًا ولا نخاف. وإلّا فالخوف على أموالنا، وعلى أرواحنا، وعلى سمعتنا، والانفعال أمام الأعداء، والخوف من الأجواء ومن المحيط [سيكون حاضرًا]. إذا قلنا كذا فسوف يتكتّلون ضدّنا، وإذا قلنا كذا فسوف يصموننا بالوصمة الفلانيّة، هذه المخاوف تزعزع فهم الإنسان وتصيبه بالخلل. أحيانًا لا يفهم الإنسان شكل القضيّة بصورةٍ صحيحة ويعجز عن معالجتها بسبب هذه المخاوف والملاحظات. وبذلك يقع في الخطأ. من هنا كان شعار "ولا يخشون أحدًا إلّا الله" مهمًّا جدًا. في هذه الآية الشريفة {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا}، يتّضح أنّ شرط البلاغ والإبلاغ والتبليغ هو عدم الخوف والخشية. {ولا يخشون أحدًا إلا الله}. قد تقول: يا سيدي، لو فعلت هذا فقد تنطلي عليَّ لعبةٌ في العالم. طيّب؛ {وكفى بالله حسيبًا}: اتركوا الحسابات على الله ودعوه هو تعالى يحسب لكم. إذا جعلنا خوف أحكام الناس وأقوالهم محلّ الخوف من الله فسوف نتعرض لمشاكل، لأنّ الخوف من الله تعالى هو التقوى، وإذا نبذناه جانبًا وأحللنا محلّه الخوف من النّاس عندئذٍ لن يحصل الفرقان الذي تحدّث الله تعالى عنه: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا} هذا الفرقان ناتج عن التقوى. من ثمرات التقوى تجلّي الحقيقة للإنسان. وأعتقد أنّ هذه المسألة على جانبٍ كبير من الأهميّة. مسألة الخشية على المال والأرواح والخوف من كلام الناس والخوف على السمعة والخوف من الهمس والأقاويل والتهم وما إلى ذلك. هذه القضية مهمّة إلى درجة أنّ الله تعالى يخاطب رسوله ويحذّره: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحقّ أن تخشاه}. يجب عدم الاهتمام لكلام الناس والتهم التي سيطلقونها وما سيفعلونه. {والله أحقّ أن تخشاه}.

شجاعة الإمام الخميني حققت له فتوحاته المتنوعة
أعتقد أنّ من الأمور التي هُّيّئت للإمام الجليل ما حقّقه من فتوحات متنوّعة هو شجاعته: شجاعته هي التي حقّقت له فتوحاته العلميّة والمعنويّة والسياسيّة والاجتماعيّة وشدّت إليه قلوب الناس وكان ذلك شيئًا عجيبًا حقًا. وقد تمثّلت شجاعته في أنّه لم يكن يخاف من شيء. يرغب أهل الفتنة طبعًا في دسِّ خشيتهم وخوفهم في قلوب النخبة والخواص بدل خشية الله؛ أي إنّهم يرغبون في أن يخافهم الناس: {الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} إنّهم يقولون لنا دومًا {إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} والجواب على ذلك: {فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} وستكون نتيجة ذلك: {فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء} وإنّ نتيجة هذا الشعور، وهذا الوعي، وهذه الحقيقة الروحية والمعنوية: {فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء} إذن، يتوجّب التحلّي بهذه الشجاعة.

2017-03-16