يتم التحميل...

التوكل على الله يفتح طرق الحلول لجميع المشاكل

ثقافة إسلامية

التوكل على الله يفتح طرق الحلول لجميع المشاكل

عدد الزوار: 134

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء نوّاب المجلس التاسع الزمان: 13/6/2012م.


التوكل على الله يفتح طرق الحلول لجميع المشاكل
توجد نقطةٌ أساسية هنا يجب علينا جميعاً أن نلتفت إليها ـ وأنا العبد أكثر احتياجاً منكم إلى هذا الالتفات وكذلك أنتم جميعاً بحاجةٍ إلى ذلك بما تقتضيه المسؤولية ـ وهي الشعور بالتكليف، الإخلاص في النية والعمل لله. فلو حصل هذا، فإنّ جميع مشاكلنا سوف تُحلّ، وسوف تُفتّح الأبواب والطرق. لو حصل ذلك ستشملنا رحمة الله وعونه، (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً)1ـ نفس هذه الآيات التي تُليت2 . فلو حصل ذلك سيزول الوهم الخاطئ للانهزام مقابل العدوّ وتسلّطه. التوكّل على الله والارتباط به ـ الذي ينشأ من النية الخالصة ـ يحلّ جميع المشاكل. هكذا انتصرت الثورة. لو أنّ إمامنا الجليل ـ الذي كان قائداً بكلّ ما للكلمة من معنى ـ لم يكن لديه مثل هذا التوكّل وهذا الإخلاص لما كانت هذه الثورة لتنتصر حتماً. لو أنّ الناس الذين نزلوا إلى الميادين والنّخب التي جرّت الناس إلى وسط الميدان لم تكن تحمل هذا الإخلاص وهذا العمل لله، لما تقدّم العمل. وكان الأمر كذلك في مرحلة الدفاع المقدّس.

... فليكن اهتمامنا بالتكليف والسعي لكسب رضا الله. إذا نظرنا إلى الحياة نظرة تجارية لخلُصنا إلى نفس هذه النتيجة أيضاً. أنا العبد في السنوات السابقة كرّرت قائلاً: إنّ الشهادة في سبيل الله هي موت تجارة، أي إنّه موتٌ يتمحور حول النفع. وفي الواقع هو هكذا. فالذي لا يستشهد في سبيل الله ولا يقدّم هذه النفس التي أودعت في أيدينا كعارية في سبيل الله، فهو في النهاية لن يستطيع أن يحتفظ بها وسوف يقدّمها : "ما أجمل أن يكون هذا الزيت المراق قد جُعل نذراً لابن الإمام". ما أجمل أن يكون هذا الأمر الذي لا بدّ منه ـ حيث إنّ الموت حادثةٌ لا مفرّ منها بالنسبة لنا ـ وسيلةً لسعادتنا، ووسيلةً لتمتّعنا في الحياة الواقعية باللطف الإلهي. إنّ الشهادة في الواقع هي موتٌ كسبيّ (تجارة رابحة).

ونفس هذه القضية فيما يتعلّق بمساعينا الدنيوية. ولو أنّنا تجاوزنا المال والمتع والمتاع، وكل أنواع الأهواء العبثيّة والمحرمة، فإنّنا نكون قد قمنا بفعل التجّار وربحنا، لأنّ الله تعالى، ولأجل هذا الإيثار، يعطينا من الثواب ما يجعل كل ما يمكن أن نتمتّع به ونحصل عليه من متاع (الدنيا) صفراً وتحت الصفر بل لا شيء، إذا ما قورن به. فالعمل في سبيل الله هو هكذا. وبرأيي إنّ هذا هو أصل قضايانا.

... أنا وأنتم ـ وأنا العبد أكثر منكم ـ نحتاج إلى أن نجعل نيّاتنا وقلوبنا وأهدافنا إلهية أكثر فأكثر. ولو حصل ذلك ستُحلّ مشاكلنا، ولو حصل هذا فسوف نتقدّم، ولو حصل ذلك فسوف ييأس العدوّ من التغلّب علينا.... فلو أنّ الإنسان استطاع أن يُحكم علاقته بالله في هذا النظام الإلهي، فإنّه بأي نسبةٍ نتقدّم على هذا الطريق فإنّه ستكثر نجاحاتنا ولا شك في مواجهة العدوّ، سوف ترتفع الموانع, يجب أخذ هذا بعين الاعتبار... إنّ الكثير من الإشكالات التي تعترضنا اليوم ـ حيث إنّ الكثير منها يرد علينا ـ فإنّنا لو أصلحنا هذه النية وهذا التوجّه فإنّ هذه الإشكالات ستزول بنفسها.


1- الأنفال، 29.
2- الآيات التي تليت في افتتاحية اللقاء.





 

2017-03-16