كلمة الإمام الخامنئي في المشاركين بمسابقات القرآن الكريم_25/07/2009
آثارالقرآن وبركاته بمقدار العمل به
لنحاول أن تكون استفادتنا غير مقصورة على مجرّد حضور المجلس والاستماع
والمشاهدة، بل ممتدّة لتصل إلى القلب أيضًا. القرآن هو للعمل بالقرآن، وهو للفهم
والتفكّر والتدبّر. لماذا كلّ هذه المشاكل في العالم الإسلامي؟ لماذا الأمّة
الإسلاميّة ضعيفة رغم عظمتها؟ لماذا؟ لماذا قلوب الإخوة المسلمين في أنحاء العالم
وأياديهم غير متعاضدة؟ لماذا؟ ألم يقل هذا القرآن:
{واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا}1؟ ألم يقل هذا
القرآن: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}2؟
لماذا لا تتمتّع الأمّة الإسلاميّة اليوم بالعزة التي تجدر بها في العالم؟ لماذا؟
لماذا نحن متأخّرون في العلوم؟ ولماذا الأمّة الإسلاميّة متأخّرة في مضمار السياسة
وتدبير الشؤون العالميّة؟ السبب هو أنّها لا تعمل بالقرآن. السبب هو أنّ القرآن
-وخلافًا لادّعاءاتنا - ليس معيارًا ومحورًا لمعرفتنا وعملنا.
بمقدار ما نعمل بالقرآن الكريم سنجد آثاره وبركاته.
نحن في الجمهوريّة الإسلاميّة حاولنا العمل بتعاليم القرآن، وقد نجحنا بمقدار معين
وبنفس هذا المقدار أرانا الله تعالى آثار عملنا عيانًا. الله تعالى لا يخلف وعده:
{ومن أصدق من الله قيلًا}3. إذا
وعد الله تعالى المؤمنين بالنصر وباستخلافهم في الأرض وبالعزّة فهي وعود صادقة.
السبب في أنّنا لا نرى هذه الوعود [قد تحقّقت] في ميدان حياتنا هو أنّنا لا نعمل
بالشروط الإلهيّة، {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}4.
اعملوا بعهدي حسب أوامري وسوف أعمل بذلك العهد. هكذا قال الله تعالى؛ هذا درس كبير
لنا.
1- سورة آل عمران،
الآية 103.
2- سورة المنافقون، الآية 8.
3- سورة النساء، الآية 122.
4- سورة البقرة، الآية 40.