مسؤولية الشباب : مواصلة طريق الثورة نحو أهدافها العليا
الشباب
مسؤولية الشباب : مواصلة طريق الثورة نحو أهدافها العليا
عدد الزوار: 91
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله عند لقاء مجموعة من الطلبة الجامعيين الزمان: ــ
9/9/1432هـ. 10/08/2011م.
مسؤولية الشباب : مواصلة طريق الثورة نحو أهدافها العليا
شروط نزول الشباب إلى ميدان المسؤولية
لقد ذكر أحد الشباب الأعزّاء أنّ هذا الجيل الجديد إذا أراد أن يتحمّل
المسؤولية يجب أن ينزل إلى الميدان بنفسه. وفي الواقع إنّني أصادق على هذا؛ فيجب
على الشباب أن ينزلوا إلى الميدان، ولكن هذا الأمر ماذا يعني؟ يعني أن يكون لديهم
الكفاءة، كفاءة التحصيل، والكفاءة العلمية والعملية، وأهلية الحضور في الميدان. قام
بعض الأشخاص بأعمالٍ علمية وهم علماء، لكنّهم ليسوا من أهل الميادين العملياتية.
أمّا إذا أراد أحدٌ أن يتحمّل مسؤوليات البلاد في الواقع وهو يعدّ ذلك مهمّاً، لا
مجرد الخدمة حيث إنّ الخدمة في النهاية أعمّ من حمل المسؤولية وإن كانت الأخيرة هي
نوعٌ من الخدمة, وهو نوعٌ أكثر تأثيراً وشمولية وأفضل، حسناً لهذا الأمر كفاءات وهي
ضرورية، الكفاءة العلمية ضرورية وكذلك العملية والدافع للنزول إلى الميدان.
إنّ من يسير على الرصيف أو في ممرٍّ مزدحم سيصطدم بالآخرين ويحتك بهم, هذا أمرٌ
طبيعي. ولو أراد الإنسان أن لا يصطدم بأحد، يجب أن يجلس في بيته. وهذا أمرٌ يمكن أن
يحصل، ويمكن أن يعتزل وقد يكون عملاً جيّداً, لكن، عندما ينزل الإنسان إلى الساحة
الاجتماعية سواءٌ كانت سياسية أم أية ساحة إدارية فهذا أمرٌ فيه احتكاك.
لاحظوا الآن أنّكم مجموعة من الشباب الأعزّاء الطاهرين الذين يتمتّعون بمعنويات
وصفاء وتقفون هنا وتنتقدون من الأعلى إلى الأسفل، ولا أحد يقول لكم لماذا تفعلون
ذلك؟ فأنا أستمع إليكم بل أمدحكم، لا باللسان وإنّما بالقلب. حسناً، هؤلاء الذين
تنتقدونهم، من هم بحسب تصوّركم؟ إنّهم عبارة عن شباب مميّزين عملوا وتعبوا وجاهدوا
ووصلوا إلى إحدى المسؤوليات وهم يعملون فيها. من الممكن أن يكون في هذا العمل أخطاء
وتكون انتقاداتكم في محلّها. فالإدارة هي هكذا. وعندما يأتي دوركم لتنزلوا إلى
ميدان الإدارة ستسمعون الكلمات نفسها، وسيأتي شبابٌ، يقفون هنا، وينتقدونكم.
وأنتم الآن تشكون: لماذا يكون المدير طاعناً في السنّ والمستشار شاباً؟ تقولون يجب
أن يكون المدير شاباً والمستشار عجوزاً. فيأتون إليّ ويشكون ويكتبون بما يتعلّق
بنفس هؤلاء المستشارين الشباب وينتقدون: إنّ هذا المستشار الشاب قد فعل كذا وكذا في
الوزارة الفلانية. في حين أنّ ذاك المستشار الشاب، هو شاب جامعي, فهو على سبيل
المثال قد أنهى مرحلة الماجستير أو الدكتوراه أو أنّه خرّيجٌ جديد وهو لم يرتكب
ذنباً، لكنّه يتعرّض للانتقاد. حسناً، إنّ مثل هذه الدوافع مطلوبة. فالإنسان عليه
أن يهيّئ لنفسه مثل هذا الاستعداد وهذه الكفاءة وينزل إلى الميدان وهناك ستأتي إليه
المسؤولية حتماً.
أحد إخواننا الأعزّاء كان قد تحدّث هنا بشكلٍ ممتاز وفي بداية كلامه قال: إنّنا
نعمل بهذه الطريقة لكي يُعلم أنّه ما زال هناك أشخاص. لا تستعملوا عبارة "ما زال".
إنّ هذه العبارة تعني أن لا يكون هناك توقع. كلا، لا يوجد مثل هذا التوقع. إنّ
توقّعنا وأملنا بشأن قضية الثورة هو أبعد من هذه الكلمات. لا تقولوا ما زال هناك
أشخاص. نعم، إنّ هوية مجتمعنا هي هوية الثورة. حسناً، إنّ البحث الذي سأتعرّض له
يرتبط في قسمٍ منه بهذه القضية.
إنّ هذه الحركة الجامعية البنّاءة مميّزة جداً ومطلوبة للغاية، والعمل هنا جيّدٌ
جداً.
حسناً، لقد أردت فقط أن أعرض لبعض الأمور. لقد دوّنت خلاصات ما ذكره الأصدقاء لكي
أتذكرها. ولا شك أنّ لها تفاصيل وسوف تتمّ دراستها ومتابعتها. ولا ينبغي الظن أنّها
ستُنسى. كلا، فهذه المسائل إمّا أنها سيتمّ الاعتناء بها بشكلٍ خاص ويُعمل عليها،
وإمّا أنّها في الحدّ الأدنى ستساهم في إيجاد التجارب والمعارف والمعلومات
المتراكمة, ممّا يعني أنّه لن يذهب أيٌّ من هذه المقولات والآراء سدى.
تكليف جيل الشباب : مواصلة طريق الثورة نحو تكاملها
حسناً، هذا ما تحقّق حتى الآن، فماذا بعد؟ ما أريد قوله أختصره بجملة
واحدة: إنّ تكليف جيل الشباب الحالي وخصوصاً الجامعي من الآن فصاعداً هو الاستمرار
والتقدم بهذا الخط ؛ بنفس هذا التوجّه نحو المزيد من التكامل. وهذا ما يشخّص
تكليفنا على صعيد الجامعة. فالأمر عندئذ موكلٌ إليكم. ذاك الجيل الذي كنّا نشارك
فيه بفعالية ونمتلك فيه قوة الشباب وأنفقنا فيه شبابنا قد اتّجه نحو الاضمحلال مثل
جميع الأشياء في هذا العالم التي تتّجه نحو الفناء والزوال. والجيل الذي سُلّمت
إليه هذه الحقيقة اليوم هو أنتم شباب وجامعيّو اليوم. وفي المستقبل ستُلقى مسؤوليات
البلاد على عاتقكم. وسوف تكونون أنتم أصحاب القرار وواضعي الخطط لهذا البلد.
يمكنكم أن تستمرّوا على هذا الطريق وتوصلوه إلى كماله وتستفيدوا من تلك الطاقات
التي لم يتم الاستفادة منها وتملأوا الفراغات وجميع الأشياء التي كنتم تذكرونها تحت
عناوين هذا الإشكال وذاك الإشكال، وتلك المشكلة، وانتقادٌ هنا وانتقادٌ هناك وهو
أمرٌ صحيحٌ أيضاً ويمكنكم أيضاً أن لا تقوموا بهذا العمل. فجيل شباب اليوم يمكنه أن
يقرّر إذا كان لن يعمل. وبالتأكيد لن يتّخذ مثل هذا القرار، فأنا لا أشكّ بذلك.
فجيل الشباب ولتجذّر هذه الحركة الدينية واستحكام أركانها الاعتقادية سيستمرّ على
هذا الطريق. فلأوّل مرّة في تاريخ الثورات المختلفة في العالم قد تحقّقت ثورة سوف
تعرض نفسها للعالم وسوف تستمرّ على كلمتها الأولى وأصولها وقيمها الأساس بكلّ
وجودها وبدون توقّفٍ وإن شاء الله سوف تتوصّل إلى أهدافها النهائية.
حسناً، ها أنتم في التشكيلات الجامعية والزُبدة والنُخب الجامعية, وأنتم في الواقع
باقة من هذه الفئة العظيمة التي تناهز عدّة ملايين في البلد قد اجتمعتم هنا
وبالتأكيد يمكن لسائر الجامعيين أن يسمعوا هذا الكلام لاحقاً حيث سيُبثُّ في
التلفزيون والنشريات وكل من يريد يمكنه ذلك طبعاً. عليكم أن تتّخذوا القرار.
فاعلموا أنّ هذه الحركة المباركة والقائمة على هذه القيم مرتبطة بدوافعكم وهممكم
وشجاعتكم وقدرتكم وأفكاركم وعزمكم الراسخ. أنتم الذين ينبغي أن تكملوا هذا.
الحمد الله إنّ الثورة اليوم قد تقدّمت بشكلٍ جيّد. وكما قلت إنّنا لم ننحرف عن
الأهداف ولم يتخذ مسيرنا زاوية. فالمصائب التي نزلت بتلك الثورات العظمى والكبرى لم
تحدث في ثورتنا. فقد وقعت أحداثٌ مختلفة وتمكنت هذه الثورة من التغلّب عليها في كلّ
مكان، وبموازينها الخاصة تمكنت من الحفاظ على نفسها والاستمرار على طريق التكامل
إلى يومنا هذا. إنّ الثورة قد تقدّمت في هذا البلد. فهذا التطوّر الذي تشهدونه
اليوم في القطاعات المختلفة في البلاد حيث أشرت إليه في كلمتي مع مسؤولي النظام قبل
يومين أو ثلاثة بشكلٍ مختصر لم يكن له أيّة سابقة في أيّ زمنٍ في القرون الأخيرة
على صعيد بلدنا. بالتأكيد، كان له مثيل في الأيام الخالية وفي التاريخ، وهناك موارد
شبيهة به بحسب الزمان, ولكن في القرون الأخيرة لم يكن له سابقة. فأنتم قد أوصلتم
البلد إلى هنا، ويجب أن يتقدّم البلد. ونحن ما زلنا في أوّل الطريق نخطو خطواتنا
الأولى. وقد قلت إنّ من الخصائص الكبرى للثورة هو صناعة القدوة. أنتم يمكنكم أن
تواصلوا هذا الهدف من أجل أن تصنعوا للمجتمعات الإسلامية قدوة فتقولون عندئذٍ
للآخرين تحرّكوا بهذا الشكل تصلوا بهذه الطريقة، فهذا ممكنٌ.
وصايا إلى التشكيلات الجامعية
1ــ النظر إلى الأعداء كجبهة واحدة
حسناً، للتشكيلات الجامعية دورها بالتأكيد. ووصيّتي الأولى إلى مجموع
هذه التشكيلات الجامعية التي تفكّر في المجالات المتعلقة بالجامعة والبلد والثورة
وباقي الأشياء هي: إنّكم عندما تنظرون إلى الجبهات المخالفة أي الاستكبار، وجبهة
الظلم، وجبهة الرأسماليين الدوليين والكارتيلات وغيرها من الشركات والمؤسسات،...
انظروا إليها بمنظار جبهة واحدة. فهناك جبهة واحدة متّصلة تواجه الثورة الإسلامية
التي هي ثورة معنوية ودينية وثقافية واعتقادية. عندما تنظرون إليهم بعين الجبهة
الواحدة المتّصلة فإنّ الكثير من أعمالهم ستظهر على حقيقتها. فهذه القضية تشخّص
تكليف الجامعي أو التشكيلات الجامعية.
افرضوا أنّ هناك عملية اغتيال قد وقعت في البلد, حيث تمّ اغتيال الشهيد علي محمّدي
والشهيد شهرياري والشهيد رضائي نجاد. حسناً، إنّ هذا عملٌ إرهابي. فأحياناً، ننظر
إلى مثل هذه القضية بمنظار أّنّها عملٌ إرهابيٌّ يهدّد الأمن, حسناً، هنا يتجرّع
المرء الغصّة، فعدّة من علمائنا استهدفهم العدو بإجرامه من قبل بضعة إرهابيين.
وأحياناً، لا يكون الأمر كذلك بل ننظر من منظار الجبهة: إنّ هذه حركة من ضمن مجموع
التحرّكات المعادية ضدّ النظام الإسلامي. فعلى سبيل المثال، في الجبهة على حدود
العراق حيث كنّا في حربٍ لمدّة ثمان سنوات إذا كان هناك قصفٌ مدفعيٌّ للعدوّ في
مكانٍ ما لا يعني ذلك أنّ العدوّ يهتم بهذا المكان بالخصوص, بل يعني أنّ هناك حركة
يقوم بها العدوّ هنا، ومن المحتمل أنّه يريد إلهاءكم بهذا المكان من أجل أن يهجم في
مكان آخر وبتعبيرهم – هي أعمالٌ إسنادية لكنها في الواقع حيلة، أو لأجل أن يضعف
مقاتلينا في هذا المكان حتى يتمكّن على سبيل المثال من القيام بهجومٍ شاملٍ. عندما
تنظرون بهذه العين سيُعلم أنّ العدوّ بصدد القضاء على الحركة العلمية في البلد, أي
أنّ من حلقات مؤامرة العدوّ هو هذا الأمر. فهناك حلقاتٌ متّصلة ومتسلسلة كحلقات
الحظر الاقتصادي، وإشاعة الابتذال، وترويج المخدّرات، والأعمال الأمنية، وإيجاد
التزلزل في المباني والقضايا الاعتقادية، سواءٌ كان على صعيد الاعتقاد بالإسلام أم
الثورة. فهذه كلّها حلقاتٌ مختلفة متّصلة, وأحدها أيضاً الذي يكمل هذه السلسلة هو
عبارة عن القضاء على الحركة العلمية في البلد من خلال إرعاب علمائنا وتصفيتهم.
فلننظر بهذه العين إلى القضية.
فلو نظرنا إلى الأعداء مجتمعين بمنظار جبهة متواصلة قد قسّمت الوظائف على أفرادها،
عندها سيتّخذ شعورنا بالمسؤولية في كلّ قضيّة شكلاً جديداً. وهنا في نفس قضية هذه
الاغتيالات، إنّني أعتقد بأنّ أعضاء التشكيلات الجامعية قد قصّروا فيها، أي إنّهم
لم يظهروا العمل المطلوب. وكان عليكم أن تكبّروا القضية. وبالتأكيد، لا يعني ذلك
تضخيمها لأنّها بذاتها كبيرة بل أن تظهروها على حقيقتها. ونحن لم نشاهد حتى داخل
تشكيلاتنا أيّة يافطة أو بوستر لهؤلاء الشهداء، لم يُطبع أو يُنشر أو يُوزّع ما
يحفظ ذكراهم. كلا، فهذا الموضوع يجب أن لا يُنسى أبداً, فهذا العمل ليس بقليل.
إنّ قضية العلم في البلد هي حلقة من تلك السلسلة، حيث إنّ هذه الحلقة ترتبط مباشرة
بتلك النقطة الأساس التي كنّا نتابعها طيلة اثنتي عشرة سنة. قلنا "العلم سلطان" وهو
اقتدار، وكلّ من يحوزه وطبق هذه الرواية "صال"، حيث يمكنه أن يكون مؤثّراً على
العالم، أي أن يتابع أهدافه. وكلّ من لم يملكه "صيل عليه"، أي سوف يكون محكوماً.
هذا هو منطقنا في هذه الحركة العلمية طيلة السنوات الخمس عشرة تقريباً. والآن لحسن
الحظ إنّ هذه الحركة العلمية في البلد قد أثمرت إلى حدٍّ كبير. وهم يريدون إيقافها,
حسناً، عليكم أن تظهروا حساسية تجاه الأمر.
فالنظر إلى العدوّ ينبغي أن يكون من هذا المنظار، النظر إلى حركة العدوّ كجبهة.
وعندها فإنّ دعمهم لبعض التيارات، وهجومهم على بعضها الآخر، وتدخّلهم في بعض الشؤون
الداخلية للبلاد سوف يتّضح, ويُعلم الهدف منه. إنّ هذه القضية توجب علينا أن نكون
حذرين تجاه ما يقومون به.
2 ــ لتكن الأعمال الفكرية ممنهجة ومعمقة
ومن الأمور التي أريد أن أوصي بها، ما يتعلق بالتشكيلات الجامعية
خصوصاً، هو أن تنهض بجدية تامّة للأعمال الفكرية والثقافية الممنهجة والهادفة
والعميقة. في بعض الأوقات يهاجم العدوّ الساحة الجامعية علناً, فهنا يجب عليكم أن
تحضروا بشكلٍ علنيّ، كما حدث في قضية فتنة عام الـ 1388 (قبل سنتين) وأمثالها. وفي
بعض الأحيان لا يكون الأمر كذلك، لا يتجاهر العدوّ بهجومه, فهنا يجب أن يكون حضور
الفئات الجامعية ومشاركتها بالفكر العميق. يجب أن تقوموا بالأعمال المعمقة بما
يتعلّق بالقضايا الكلامية (الاعتقادية) والقضايا الأخلاقية والمسائل التاريخية
وقضايا الثورة. فقوموا بما ينبغي تجاه القضايا المختلفة للبلاد كالأشياء التي تحدّث
عنها الأصدقاء فافرضوا أنّكم ستقومون بالأبحاث بشأن البنك المركزي ونظام السلامة
وما يتعلّق بالجهاد الاقتصادي، فكلّ هذه أمور جيدة جداً، ولكن لا تكتفوا بها. فبشأن
القضايا الكلامية يجب القيام بالأعمال المعمّقة. وبشأن المسائل السياسية للبلاد يجب
القيام بالأعمال غير الانفعالية. لا شك بأن العواطف والأحاسيس أمور جيّدة وهي طاهرة
ولا أعارض بأي شكلٍ من الأشكال إظهارها ولا التحرّك على أساسها خصوصاً للشباب, فليس
من الممكن ذلك ولا هو مطلوبٌ أن نقمع المشاعر, ولكن بعيداً عن قضية المشاعر
والعواطف فإنّ التأمّل والتفكّر والتعمّق في القضايا المختلفة ومن جملتها المسائل
السياسية أمرٌ مطلوب.
3 ــ إجتناب الإبتذال في الأعمال الثقافية والفنية
إنّ من الأشياء التي أوصي بها جدّياً اجتناب الابتذال في الأعمال
الثقافية والفنّية, التفتوا إلى ذلك. لديّ نماذج حول ما أقول, بالطبع، ليست من
الحاضر بل ترجع إلى حوالي 18 سنة. فقد اطلعت في ذلك الوقت على أنّ مجموعة جامعية
حصل في بعض مراسمهم في الجامعة مظاهر من الابتذال. وهناك أبرقت إليهم فلم يكونوا
منقطعين عنّا وحسناً، لم يتمّ الالتفات إلى ذلك. وبعد ذلك لم يكن للأمر تبعات
جيّدة. فليتمّ اجتناب الابتذال الثقافي والأخلاقي بشدة ولتتم مواجهته. فاليوم إنّ
من سياسات العدوّ نشر الابتذال. واجهوا هذه السياسة الاستكبارية. ومثلما أنّهم
يخطّطون للحظر الاقتصادي كذلك يفعلون بشأن ترويج الابتذال ومثل هذا ليس ادّعاءً
شعاراتياً بل هو نابعٌ من معلومات ونحن لدينا مثل هذه المعلومات، فإنّهم يجلسون
ويخطّطون ويضعون البرامج ويقولون إنّه يجب ترويج الابتذال بين الشباب من أجل تحطيم
مقاومة الجمهورية الإسلامية, وهم بذلك يضفون على القضايا الوجه السياسي. حسناً، يجب
مواجهة هذه الأمور ومحاربتها, وبالتأكيد يجب أن يكون ذلك بطريقة صحيحة. ومثل هذا
الصمود والمواجهة له أهمية فائقة في مواجهة خطط الاستكبار.
4 ــ ضرورة التنسيق والتعاون بين التشكيلات الجامعية
ووصيّتنا الأخرى هي أن تظهر التشكيلات الجامعية تعاوناً وتآزراً
وانسجاماً فكرياً بينها. والآن لا أريد أن أقترح شيئاً بشكلٍ قطعي، ولكن يبدو
للناظر تأسيس مجمع للتنسيق بين هذه التشكيلات حتى تتحرّك هذه التشكيلات على مسارٍ
واحد. وبالتأكيد إنّ التوجّهات العامّة واحدة تقريباً، وهذا أمرٌ جيّد. لا نريد أن
نقول إنّ على هذه التشكيلات أن تتخلّى عمّا تتفرّد به من خصائص، لتصبح متشابهة
تماماً. كلا، إنّ التنوّع والخصائص المختلفة في التشكيلات ليس فيهما مشكلة؛ غاية
الأمر أنّه من اللازم أن يكون هناك نوع من التنسيق في التوجّهات وفي التقدّم نحو
أهداف الثورة لكي تتمكّنوا من التأثير على البيئة الجامعية. يجب أن تتمكّن
التشكيلات من التأثير في هذا المحيط. ولحسن الحظ إنّ البيئة الجامعية هي بيئة
جيّدة. ولا يعني ذلك أنّها خالية من المشاكل أو الانحراف أو الأخطاء أو الزلّات,
فأين هو المكان الذي لا توجد فيه مثل هذه الأمور؟ فنستطيع أن نلحظ مثل هذه الزلّات
أو نشاهدها في أكثر المجموعات والبيئات قداسة, ولكن في الجملة إنّ البيئة الجامعية
هي بيئة مليئة بالنشاط والسعي والتوجّهات الدينية والاعتقادية والتمسّك بالمباني,
ومثل هذا الأمر ثمينٌ جداً. هكذا هي بيئتنا الجامعية ويجب الاستفادة منها وحتى يتمّ
التأثير عليها يجب أن تكون التوجّهات صحيحة.