يتم التحميل...

القوات المسلحة حصون أمن الرعية واستقرارها وتقدمها

العلم والتطور

القوات المسلحة حصون أمن الرعية واستقرارها وتقدمها

عدد الزوار: 99

كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة تخريج دفعة من ضباط جامعة الشهيد ستاري للعلوم‎ الجوية.الزمان: 2/8/1386هـ. ش ـ 12/10/1428هـ.ق ـ 24/10/2007م.
القوات المسلحة حصون أمن الرعية واستقرارها وتقدمها

بسم الله الرحمن الرحيم

من صميم القلب ومن أعماق الفؤاد أزفّ التهاني والتبريكات لخرّيجي الكليات العسكرية, وللشباب الأعزاء الذين تقلّدوا الأوسمة والنياشين في هذا اليوم والتحقوا رسمياً بجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فَهُم الورود اليانعة لهذا البستان الزاهر، وهم الثمار الناضجة لهذه الحديقة المباركة.

لقد اخترتم أيها الشباب الأعزاء أفضل الطرق: العلم، والنقاء، والعفاف، والحضور الفاعل في ميدان الدفاع عن الوطن والمواطنين المكلل بالمجد والفخار.

القوات المسلحة حصون الرعية
إنّ ثمة جملة في (نهج البلاغة) تتناقلها الألسن والمؤلفات تتعلق بالقوات المسلحة، وهي حَرِيَّةٌ بالتأمل والتدبر، وهي: (فالجنود بإذن الله حُصُون الرعيّة)1 بمعنى أنّ أهم صفة للقوّات المسلّحة أنها القلاع الحصينة للشعوب والأوطان.

إنه لابد لكل شعب أن يشعر بالأمن وراحة البال والأمان من هجمات الأعداء، إذا عزم على بلوغ ذرى الكمال المادي والمعنوي وقُلل الكرامة والشرف، فبدون الشعور بالأمن والهدوء والطمأنينة لا يمكن لأي بلد أن يحرز تقدماً علمياً، ولا أن يحقق ما يصبوا إليه من الطموحات المعنوية والأخلاقية.

إنّ الفوز بالدنيا والآخرة يمكن أن يتحقق باستقرار الأمن. فمن الذي يمكن أن يُحقّق هذا الاستقرار الأمني؟ وكيف يمكن للشعوب أن تعيش في أمن وراحة بال في عالم يعاني من أصحاب الأطماع السلطوية، وشياطين الإنس، وغاصبي مقدّرات الشعوب في أنحاء المعمورة؟ إنها مسؤولية القوات المسلحة.

إنّ تلك القلاع الحصينة لا يمكن تشييدها في بلد من البلدان إلاّ باقتدار قوّاته المسلحة ووعيها واستعدادها وعهدها الوثيق المبرم مع جماهير الشعب وشعورها بالمسؤولية أمام الله وأمام ضميرها ووجدانها.

ولا يحسبنَّ أحد أنّ هذا من خصوصيات اليوم، ففي كل زمان ومكان كانت هناك قوى تقوّض دائماً دعائم الأمن والسلام في هذا العالم، فاستطاعت الشعوب المستهدفة أن تحافظ على وجودها واستمرارها بفضل ما تتميز به من يقظة ووعي وحذر.

قواتنا المسلحة أثبتت جدارتها وإخلاصها في إنجاز مهماتها الوطنية
إنّ القوات المسلحة لا تتمكن وحدها من خوض هذا النزال، بل لابد للشعب من اليقظة، ولابد للجماهير من الشعور بالمسؤولية إزاء أمن الوطن والبلاد، وإنّ القوات المسلحة هي العضلات القوية والسواعد الفتية لمثل هذا الشعب.

إنّ شعبنا والحمد لله يتميز بمثل هذا الشعور اليوم، وإنني أجد أنّ قوّاتنا المسلحة المعزّزة القوية قد اتخذت لها قالباً بما يتناسب مع هذا الشعور الوطني العارم. لقد سبقتكم تجربة طويلة وقيّمة من القيادات الرائدة التي أثبتت أنّ باستطاعتها الصمود حتى آخر نقطة من دمائها.

إنّ من السهل التلفّظ بمثل هذه الكلمات، إلاّ أننا على مستوى العمل والقرار نحتاج رجالاً قُدّت قلوبهم من الحديد الصلب، يتمتعون بالعزم الراسخ، وباستطاعتهم أن يحوّلوا القول الى عمل، حتى يمكنهم إنجاز هذه الطموحات وتحقيق هذه الشعارات في ميدان الفعل والعمل.

لقد حظيتم بالكثير من مثل هذه النوعيات في جيشكم الظافر وفي قوات الحرس الثوري الصامد، وفي قوات التعبئة المتأهّبة.

لقد كانوا رجالاً صدقوا وحققوا المجد والفخار، وإنكم على دربهم سائرون.

أيها الشباب الأعزاء، يا أعزائي، اغتنموا فرصة شبابكم، وسلّحوا أنفسكم بالإيمان والإرادة القوية والطهارة والورع، وكونوا حصوناً للرعيّة كما قال الإمام علي (عليه السلام).

مقتضيات ومتطلبات رفع مستوى العديد والعدة
إنّ كل الشعوب تعيش وتحيا، ولكن أساليب الحياة ليست بقادرة جميعاً على منح ما يُبتغى من العزة والكرامة الدنيوية، بل إنّ بعضها يؤدّي بأصحابها وبالشعوب الى مهاوي السقوط والخزي والانحدار.

وأما حياة المؤمنين والصادقين فإنها تمنحهم العزّة وتَهَبَ عوائلهم وشعوبهم وتاريخهم الرفعة والمجد والخلود. فاعملوا على أن تكونوا من هؤلاء، وإنكم على ذلك لقادرون.

رحم الله الشهيد (ستاري) الذي أسس هذه الجامعة التي تحمل اسمه.

إنّ جامعات القوات البرّية والجوية والبحرية والأمنية عندنا تعمل على أفضل وجه، فلابد من رفع مستوى هذه الاستعدادات، ولابد من التعمّق أكثر فأكثر في الدراسة والمناهج العلمية والدراسية فضلاً عن زيادة جهود الأساتذة واجتهاد الطلاب.

إنّ الإمكانيات والطاقات الوطنية الإيرانية تتطلّب رفع مستوى الإبداعات في قواتنا المسلحة سواء في جيش الجمهورية الإسلامية أو في القوات الثلاث: البرية, والبحرية, والجوية.

إنّ الدراسات والأبحاث والتطور النوعي والمناهج الدراسية والانضباط التام تعتبر كلها أموراً لابد منها في أولويات جدول أعمالكم، وذلك يتطلّب روحاً من الإيمان والتقوى.

لقد كان لدينا وفي قواتنا المسلحة في حقبة ما من لا يصدّق بالانسجام بين الزيّ العسكري والالتزام الديني، ولكن جنودنا الغيارى أثبتوا خلاف ذلك، ودلّلوا على أنّ الدورات التدريسية والتدريبية والمؤسسات العسكرية المختلفة يمكن أن تكون معاهد لترشيد الإيمان والبصيرة الدينية.

إنّ جنودنا وضبّاطنا من شباب الجيش يعتبرون اليوم من أفضل شبابنا ديناً وتقوىً ونقاءً.
 


1- نهج البلاغة: من عهد الإمام(عليه السلام) الى مالك الأشتر.

2017-02-24