كلمة الإمام الخامنئي في مراسم تخرّج طلبة جامعة الإمام علي(ع)
2008
التجارب كشفت تفوق الإقتدار المعنوي على المادي
عدد الزوار: 89
كلمة
الإمام الخامنئي في مراسم تخرّج طلبة جامعة الإمام علي (ع) لضباط الجيش 19/10/2008
التجارب كشفت تفوق الإقتدار المعنوي على المادي
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك لكم أيها الشباب الأعزاء
مساهمتكم في منظومة قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية المسلحة الزاخرة بالمفاخر .
هذا الزي هو زي الفخر، إذ أنكم بتواجدكم، و خدمتكم، و الخصال الإنسانية البارزة
لجنود الإسلام تبعثون الأمل في قلوب شعبكم و بلادكم و أرضكم الإلهية المقدسة.
إقتدار قواتنا المسلحة قوامه الإيمان إلى جانب السلاح
القوات المسلحة في كل مكان من العالم تعدّ من المكوّنات المهمة جداً
للاقتدار الوطني في البلدان، بيد أن هذا الاقتدار و هذا المظهر من مظاهر القدرة
الوطنية يكتسب أهمية و قيمة مضاعفة حينما لا تكون تجلياته مجرد اقتدار يحققه
السلاح. السلاح مهم و الرجل المسلح قادر علی الدفاع. إلا أن الأهم من السلاح هو
القوة المعنوية و القدرة الروحية للرجل المسلح. هذا ما يجعل الاقتدار الوطني للبلد
اقتداراً معنوياً و حقيقياً لا يقبل الزوال. إذا كان للشعب رجال و شباب مسلحون و
جنود شجعان رشيدون استضاءت قلوبهم بأنوار الإيمان و تعززت إرادتهم بقوة الإيمان و
صلابته، فسيكون له اقتدار قلّ ما يمكن ملاحظة نظير له في كل أنحاء العالم بل علی
مرّ التاريخ. و أنتم اليوم ترتدون مثل هذا الرداء.
القوات المسلحة في جمهورية إيران الإسلامية لا تعبّر عن عظمتها وهيبتها بقدرة
السلاح فقط، إنما يعود اقتدارها المعنوي إلی قوة إيمانها. يرتدي الجندي الإيراني و
العسكري الإيراني و الشاب الإيراني الإسلامي المسلح هذا الزي و يبقی علی استعداد
تام من أجل الله، و من أجل الإنسانية، و لنشر التوحيد، و للدفاع عن القيم الأصيلة.
إذا كانت الجيوش قد تأسست و استخدمت في العالم المادي اليوم و علی امتداد التاريخ
من أجل إشباع نزعات الحرص و الطمع الملتهبة لدی الجبابرة، وإذا كانت الجيوش المسلحة
في العالم اليوم وسائل بيد القوی الكبری تفرض بها منطق القوة، فإن القوات المسلحة
في الجمهورية الإسلامية فدائيو الفضائل، و هم يتدربون و يقاومون و يصمدون في
الميادين في سبيل تكريس الفضائل الإنسانية و القيم الإلهية. هذا هو ما سيحقق
بالتالي النصر الحاسم الأكيد. و هذا ما ينبغي المحافظة عليه.
التجارب كشفت تفوق الإقتدار المعنوي على المادي
التجارب المتجددة في العالم اليوم تكشف للإنسان حقائق عجيبة. يلاحظ
العالم اليوم أن الجيش المدجّج بالسلاح الذي استطاع فرض الاستسلام مقابل هيبته و
اقتداره علی نظائره من الجيوش في البلدان العربية، اضطر حيال إيمان الشباب الشجعان
البسلاء في حزب الله أن يرضی بذلة الهزيمة و أن يعترف بضعفه و عجزه أمام هؤلاء
الشباب المؤمن. هذا معناه تفوّق الاقتدار المعنوي علیالقدرات المادية.
شبابنا الأعزاء في الجيش، و في الحرس، و في التعبئة، و في قوات الشرطة، و في كل
قطاع من قطاعات القوات المسلحة المجيدة في الجمهورية الإسلامية - باعتبارهم أفراداً
يتحلون بالإيمان و المعنوية إلی جانب استعداداتهم القتالية في أزياء جنود الإسلام -
لهم امتياز استثنائي بين كل القوات المسلحة في كل العالم.. فاعرفوا قدر هذا.
قواتنا المسلحة حصون الشعب المنيعة
أعزائي، إنكم تهيّئون أنفسكم كي تكونوا طوال سنوات خدمتكم - بوصفكم
الأفراد الذين تم الاطمئنان و الثقة بهم، و بإرادتهم، و بشجاعتهم؛ للدفاع عن هذا
الشعب مرفوعي الرأس أمام شعبكم. لقد سلكتم هذا السبيل و رسمتم لأنفسكم مثل هذا
المستقبل. شعبنا دعامة للقوات المسلحة ويعتبرها منه وجزءاً لا يتجزّأ من كيانه. و
كما قال عظماء الدين فإنكم الأسوار والحصون المنيعة لهذا الشعب. تذكروا هذا في كل
مراحل التدريب و كل مراحل الخدمة و لا تبعدوه عن بالكم. الحصون المنيعة لشعب ثار
باسم الله و باسم العدالة واستطاع بفضل إيمانه، و صلابته، و شجاعته، وإيثاره، وفرض
التراجع علی الأعداء المتسلحين بأحدث الأسلحة. كل الأعداء الذين تصوروا في مطلع
الثورة الإسلامية و تشكيل نظام الجمهورية الإسلامية أن هذا النظام لن يستطيع الصمود
أمام عواصف المعارضات، شخّصوا اليوم و بعد تجربة ثلاثين عاماً و راحوا يعترفون أن
الجمهورية الإسلامية هي الأقوی. إنكم الأقوی. هذه القوة والقدرة إنما هي بفضل
الإيمان الذي تحملونه.. اعرفوا قدر الإيمان و عززوه في أنفسكم.
تحلوا بالفضائل المعنوية
واجبات الفرد المسلح في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية هي التعلم
الجيد، و الانضباط الجيد، و الاستعداد الدائم، و الإخلاص، و الصفاء، و النورانية
المعنوية.. اجمعوا كل هذه الخصال لأنفسكم معاً، و اغتنموا فرصة الشباب للتحلي بهذه
الفضائل الكبری. إنكم اليوم في أفضل سنوات عمركم، وبإحرازكم الفضائل المعنوية
الضرورية للإنسان المضحّي المؤمن المرفوع الرأس أمام الله و الناس بوسعكم أن تكونوا
عباد الله الكفوئين و الرجال العظماء في عصركم. جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية
كان دوماً بحاجة لرجال عظماء يستطيعون الاضطلاع بالواجبات المهمة الكبيرة لهذه
المؤسسة، و الحمد لله أنه توفر طوال فترة ما بعد الثورة و إلی اليوم علی مثل هؤلاء
الرجال، و بعدها يجب عليكم أنتم أن تتحمّلوا هذه الأعباء الثقيلة.
أسأل الله تعالی أن يوفقكم يا شباب هذا الشعب الأعزاء و يا جنود هذا البلد الأوفياء
باعتباركم خيرة جنود الإسلام و أفضل رجال عصركم أن يوفقكم للتطوّر و السمو.
و السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته