خطبتا صلاة الجمعة بطهران
2008
برنامج أمير المؤمنين التربوي للأمة: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"
عدد الزوار: 81
خطبتا صلاة
الجمعة بطهران 19/09/2008
الخطبة الأولى
برنامج أمير المؤمنين التربوي للأمة: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين نحمده
ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه ونصلي ونسلّم على حبيبه ونجيبه وخيرته في خلقه حافظ
سره ومبلغ رسالاته سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين
المنتجبين المعصومين سيما بقية الله في الأرضين، وصلّ على أئمة المسلمين وهداة
المؤمنين وحماة المستضعفين.
يوم الجمعة وليلة القدر من شهر رمضان، وصيام الإخوة والأخوات الأعزاء فرصة مناسبة
جداً كي نعرف أنفسنا ونقربها من مصدر الرحمة والفضل الإلهي في هذه الدقائق المعدودة
التي يمكن أن نتحدث فيها قبل صلاة الجمعة، وسوف نوفر بذلك الأرضية لتربية غرسة
التقوى في قلوبنا إن شاء الله.
برنامج أمير المؤمنين التربوي للأمة: حب الدنيا رأس كل
خطيئة
ليلة القدر مناسبة دعاء وتضرع وتوجه للخالق، وشهر رمضان لا سيما ليالي
القدر ربيع توجه القلوب لله والذكر والخشوع والتضرع. وهي ثانياً مناسبة لنعرّف
قلوبنا المقام السامق لأمير المؤمنين ومولى المتقين في العالم إلى حد ما ونستلهم
منه الدروس. كل ما يمكن قوله في فضائل شهر رمضان وواجبات العباد الصالحين في هذا
الشهر؛ كان أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) نموذجه ومثاله الأعلى الأبرز.
أبدأ كلامي في الخطبة الأولى بذكر أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) كي نقترب
قليلاً من معرفة هذا الإنسان الكبير. كل ما قالوه وقلناه وسمعناه إنما هو شيء قليل
وحقير مقارنةً بعظمة ذلك المقام وتميز تلك الشخصية، فنحن عاجزون عن وصف جهاده،
وسعيه للتقرب إلى الله تعالى، ومرارات حياته وآلامها، وعظمة الفعل الذي قام به في
عهده.
لأجل أن نستفيد الدروس من أمير المؤمنين اليوم، سأشير إلى بعد واحد من أبعاد النشاط
الشامل لأمير المؤمنين وهو بعد التربية الأخلاقية. يوم تولى أمير المؤمنين (عليه
الصلاة والسلام) زمام الأمور في المجتمع الإسلامي كان وضع الأمة الإسلامية قد اختلف
كثيراً عما كان عليه يوم رحل الرسول الأكرم (ص) عن الدنيا. خلال الأعوام الخمسة
والعشرين ما بين رحيل الرسول الأكرم وتولي الإمام علي الخلافة وقعت أحداث كثيرة
تركت تأثيراتها على ذهنية المجتمع الإسلامي وأفكاره وأخلاقه وسلوكه، وجاء أمير
المؤمنين ليستلم هذا النظام والمجتمع.
حكم الإمام علي نحو خمسة أعوام في ذلك البلد الإسلامي الكبير. كل يوم من تلك
الأعوام الخمسة كان درساً بليغاً. من الأعمال المتواصلة لأمير المؤمنين العكوف على
التربية الأخلاقية للناس. كل الانحرافات التي تحصل في المجتمع مردها وجذورها إلى
أخلاقنا. أخلاق الإنسان والخصائص والخصال الأخلاقية للأفراد هي التي توجّه سلوكهم
وممارساتهم وترسم ملامحها. إذا كنا نلاحظ بعض السلوكيات المنحرفة في مجتمع ما أو
على مستوى العالم فعلينا البحث عن جذورها في الأخلاق الذميمة. هذه الحقيقة دفعت
أمير المؤمنين للتعبير عن حقيقة أهم هي أن معظم هذه الخصال الباطلة الضارة في البشر
تعود إلى طلب الدنيا وحبها. لذلك يقوم أمير المؤمنين: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"..
طلب الدنيا أصل وأساس كل أخطائنا التي تؤثر في حياتنا الجماعية والفردية. طيب ما
معنى طلب الدنيا؟ وما معنى الدنيا؟
الدنيا هي هذه الطبيعة الهائلة التي خلقها الله تعالى ومنحها للبشر.. هذه هي
الدنيا. كل هذه المواهب التي خلقها الله تعالى في ساحة الكون تشكل بمجموعها الدنيا.
وأولها أعمارنا. والعائدات الدنيوية وحصائل المساعي الدنيوية.. هذه كلها دنيا.
الأولاد دنيا، والمال دنيا، والعلم دنيا، والمصادر الطبيعية دنيا.. هذه المياه
والمناجم وكل ما يلاحظه الإنسان في عالم الطبيعة هو دنيا. أي الأشياء التي تكون
حياتنا في هذا العالم. طيب ما هو السيئ في هذا؟ ثمة مأثورات ومعارف شرعية وإسلامية
تقول لنا عمّروا الدنيا: "خلق لكم ما في الأرض جميعاً".. اذهبوا حققوا الدنيا
وعمّروها واستثمروا النعم الطبيعية لكم وللناس. من الروايات ما تقول: "الدنيا مزرعة
الآخرة "؛ "الدنيا متجر عباد الله". ثمة تعابير من هذا القبيل تدل كلها على رؤية
إيجابية تجاه الدنيا.
وهناك مجموعة من المأثورات والمعارف الإسلامية تعتبر الدنيا رأس الخطايا وأصل
المعاصي. هذه هي حصيلة هاتين المجموعتين من المعارف، وهو كلام واضح. طبعاً لابد من
دراسات تحليلية عميقة لهذه الأمور فهي دراسات ضرورية وقد تم إنجازها فهنالك بحوث
جيدة في هذا الباب. لكن خلاصة الفكرة هي أن الله تعالى مد مائدة الطبيعة هذه للبشر
وأوصى كل واحد منهم وأمره بأن يجعلوها أكثر فاعلية واستعداداً وألواناً ويقدمونها
للناس ولأنفسهم. غير أن هناك حدوداً وضوابط وقواعد تقيد هذه الممارسة. ثمة مساحات
محظورة. الدنيا المحمودة هي أن ينتفع الإنسان من هذه المائدة الطبيعية الإلهية
والمواهب الإلهية كما أمرت الضوابط والقواعد الإلهية ويتعامل ويسلك طبقاً لها ولا
يتخطى الحدود والضوابط ولا يدخل المساحات الممنوعة. الدنيا الذميمة هي أن يطلب
الإنسان لنفسه هذا المتاع الذي وضعه الله تعالى للناس، وأن يريد لنفسه سهماً أكثر
من الآخرين، ويتطاول على حصص الآخرين وأن يحب الدنيا - وحب الشيء يعمي ويصم - إلى
درجة أنه لا يعود يحترم أية خطوط حمراء ولا أية حدود وضوابط في سبيل الحصول على
الشيء الذي يحبه ويعشقه.. هذه ستكون دنيا ذميمة. حب الدنيا، وطلب نصيب أكثر من
الحق، والتطاول على نصيب الآخرين، والتعدي على حقوقهم هذه هي الدنيا الذميمة. المال
دنيا، المنصب دنيا، السلطة دنيا، الشعبية دنيا، النعم والملذات الطبيعية هذه كلها
دنيا. اعتبر الإسلام والأديان الإلهية الانتفاع من هذه الدنيا مباحاً للإنسان. لكن
التطاول على حقوق الآخرين والإخلال في قواعد وقوانين عالم الطبيعة، وظلم الآخرين،
وإغراق النفس في متاع هذه الدنيا، والغفلة عن الهدف الأصلي والنهائي كلها ممارسات
ممنوعة وذميمة. هذه الدنيا وسيلة للسمو والتكامل، وينبغي أن لا تعد هدفاً. إذا لم
تؤخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار كانت الدنيا ذميمة.
كانت هذه البلية موجودة في العالم الإسلامي خلال الفترة التي حكمها أمير المؤمنين،
بحيث أدت إلى التشكيك في حق صريح كالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومناقشته،
وأن يتجاهل البعض مقامه، ودرجته المعنوية، وسابقته، وصلاحياته الفذة لإدارة المجتمع
الإسلامي، والاتجاه نحو معارضته ومحاربته. كان هذا نتيجة طلب الدنيا. طلب الدنيا هو
سر الانحراف الذي وجده الإمام أمير المؤمنين يومذاك أمامه ، ونهج البلاغة ملئ
بالتعبير عن هذه الانحرافات. انظروا إلى العالم اليوم وستلاحظون نفس هذه الحالة.
حين يمسك طلاب الدنيا والانتهازيون والمعتدون زمام الأمور على مستوى العالم فستكون
الحصيلة ما تلاحظونه. أولاً ستظلم حقوق البشر، وثانياً سيتم تجاهل حقوق وأسهم
الأفراد على هذه المائدة العظيمة الطبيعية الإلهية والمواهب الإلهية. وثالثاً سيخلق
طلاب الدنيا الفتن في المجتمع كي يبلغوا مقاصدهم..الحروب، والدعايات الكاذبة،
والألاعيب السياسية الخسيسة.. هذه ناتجة عن طلب الدنيا.
في مناخ الفتنة - مناخ الفتنة بمعنى المناخ الضبابي الغائم - وحين تتفشى الفتنة في
المجتمع، تتبلبل أذهان الناس ويخيم عليها الغموض إلى درجة أن الإنسان لا يستطيع
مشاهدة حتى ما لا يبعد عنه سوى مترين. يحدث مثل هذا الوضع الذي يقع فيه الكثيرون في
الأخطاء ويفقدون بصيرتهم، وتنمو العصبيات الفارغة الجاهلية. طلاب الدنيا هم المحور
في مثل تلك الأجواء، لكن البعض حتى ممن هم ليسوا من طلاب الدنيا سيسيرون باتجاه
أهداف طلاب الدنيا بسبب الفتنة المستشرية.. هكذا سيكون وضع الدنيا. إذن "الدنيا رأس
كل خطيئة". حب الدنيا والهيام بها يقف على رأس كل الخطايا والمعاصي. ينبّه أمير
المؤمنين إلى هذه النقطة. هذا هو البرنامج التربوي الأخلاقي لأمير المؤمنين.
لو نظرتم في نهج البلاغة من أوله إلى آخره لوجدتم أن ما قاله أمير المؤمنين حول
النهي عن حب الدنيا والرغبة فيها وحول الزهد فيها يفوق حجمه حجم كل ما قاله في نهج
البلاغة. وهذا هو السبب. وإلا فالإمام علي لم يكن ممن يعتزل الدنيا. لا، كان من
أنشط الناس لعمارة الدنيا.. سواء في زمن خلافته أو بعد ذلك. لم يكن أمير المؤمنين
ممن لا يعملون ولا يكدّون. معروف انه حين كان يعيش في المدينة قبل خلافته أحيى
حقولاً بيديه وأجرى عليها المياه وزرع النخيل. الخوض في شؤون الدنيا والطبيعة التي
وضعها الله تحت تصرف الإنسان، وإدارة معيشة الناس وشؤونهم الاقتصادية، وتوفير أسباب
الازدهار الاقتصادي كل هذه ممارسات إيجابية لازمة ومن واجبات الفرد المسلم والمدراء
الإسلاميين. هكذا كان أمير المؤمنين، لكنه لم يكن هائماً في الدنيا أبداً. هذا هو
وضع أمير المؤمنين وبرنامجه التربوي الأخلاقي.
وقد عرض عليه السلام علاج عبادة الدنيا في خطبة المتقين: "عظم الخالق في أنفسهم
فصغر ما دونه في أعينهم". علاج حب الدنيا والميل إليها هو أن يسلك الإنسان طريق
التقوى ، ومن خصائص التقوى أنها تعظم الخالق في نفس الإنسان فيكتسب الرب في نفس
الإنسان مكانة تجعل كل الأشياء حقيرة في نظره ولا تحظى بأهمية في مقابل عظمة ذكر
الله في قلب الإنسان. هذه من خصوصيات التقوى. وقد كان هو نفسه - أمير المؤمنين -
المظهر التام لهذا المعنى. في خطبة "نوف البكالي" المعروفة التي سأذكرها لاحقاً
فقرةً منها يقال إن الإمام وقف على صخرة وعليه ثوب بسيط صوفي قديم زهيد الثمن وفي
قدميه نعلان من سعف النخيل أو ما شاكل. حاكم ذلك البلد الإسلامي العظيم ومديره كان
له مثل هذا الوضع الفقير الزاهد.. هكذا كان يعيش ويلهج بهذه الكلمات العظيمة وجواهر
الحكمة.
حينما جاء رجل في حرب صفين وسأله عن قضايا السقيفة أجابه بحدة: "يا أخا بني أسد إنك
لقلق الوضين ترسل في غير سدد"(1).. لا تعرف مواضع الكلام، ولا تدري ما تقول ومتى
تقول.. تأتي الآن في أثناء هذا الحدث العسكري السياسي الكبير تسأل عن الماضي وماذا
كانت قضية السقيفة؟! لكنه في الوقت نفسه يجيبه باختصار شديد ويقول له كان السؤال من
حقك وعليّ أن أجيبك: "فإنها كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين"..
كانت ميلاً للامتيازات أي للسلطة والجاه والمناصب.. وطلب الدنيا بكل أشكاله وفي كل
الأزمنة مدان ومرفوض في نظر أمير المؤمنين. هذه هي روح الإمام علي التي يريد
تعليمها لنا وعلينا أن نتعلم هذا الدرس منه. ذكر الله والتوجه إليه ومناجاته أهم
علاج يذكره الإمام علي لهذه الحالة.
ليالي وأيام العبادة علاج لمرض حب الدنيا
علينا معرفة قدر هذه الليالي والأيام والأدعية. التنبه لهذه الأدعية
واستذكار مضامينها عملية ذات قيمة كبيرة جداً لو عرفنا قدرها. إنها علاج آلامنا
الداخلية التي عانى منها كل أبناء البشرية للأسف على مر العصور. يجب علينا معالجة
هذا المرض وهذا الوجع الكبير وهذه الخسارة - حب الدنيا - في أنفسنا ما استطعنا إلى
ذلك سبيلاً. من أساليب ذلك التوجه إلى الله تعالى واستذكار عظمته. إذا راجعتم أدعية
أمير المؤمنين فستجدونها أحرّ الأدعية. طبعاً الأدعية المأثورة عن المعصومين (عليهم
السلام) كلها عميقة وزاخرة بالمضامين وذات طابع عرفاني عاشق ملؤه الشوق والوجد
والذوبان وهي في أرفع المراتب غالباً، لكن من أفضلها وربما أفضلها هذه الأدعية
المروية عن الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). دعاء كميل، أو دعاء
الصباح، أو المناجاة الشعبانية، وقد سألت الإمام (رضوان الله عليه) ذات مرة أي هذه
الأدعية تحبها أكثر فقال دعاء كميل والمناجاة الشعبانية وكلاهما مروي عن أمير
المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). هذه النجوى والتضرع والتوسل والذوبان من أمير
المؤمنين حالات مثيرة حقاً لمشاعر الشخص الذي يتنبه إليها.
وأرجو من الشباب الأعزاء أن يتنبهوا لمعاني الكلمات والعبارات في هذه الأدعية.
ألفاظ الأدعية فصحية وجميلة لكن المعاني أيضاً معانٍ راقية. في هذه الليالي ينبغي
التحدث مع الله والطلب منه. لو عرف الإنسان معاني هذه الأدعية لوجد فيها أفضل
الكلمات والطلبات.. لوجدها في هذه الأدعية وليالي شهر رمضان وليالي الإحياء ودعاء
أبي حمزة الثمالي وأدعية ليالي القدر. إذا لم يكن الإنسان ممن يعرف معاني هذه
الأدعية فليكلم الله بلسانه وبما يخطر على باله. ليس بيننا وبين الله حجاب. الله
تعالى قريب منا ويسمع كلامنا. لنتكلم مع الله ونطلب منه تعالى حاجاتنا. هذا
الاستئناس بالله تعالى وذكره واستغفاره ودعاؤه له تأثيرات معجزة على قلب الإنسان
فهو يحيي القلوب الميتة.
بمناسبة استشهاد هذا الإنسان العظيم أشير إلى أن مناجاة أمير المؤمنين حميمة،
وشكايته أيضاً حميمة، وآلام فؤاده أيضاً حميمة حقاً. حينما يتحدث عن فقدان أصحابه
ويتذكر الشهداء الذين كانوا معه في سوح القتال في زمن الرسول في ذلك الجهاد العظيم،
والذين حضروا حرب صفين وحرب الجمل في فترة خلافته وجاهدوا هناك واستشهدوا، يقول
عليه السلام: "أين عمّار، أين ابن التيهان، أين ذو الشهادتين، وأين نظراؤهم من
إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية".. أين تلك الشخصيات الكبرى التي تعاهدت على
الموت وأصرت على السير في سبيل الله وسارت. و"أبردت برؤوسهم إلى الفجرة".. أين
الذين استشهدوا في سبيل الله وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها هدايا للحكّام الفجرة؟ ذرف
الإمام علي الدموع في فراق أصحابه ورفاقه وفي فراق الرسول العظيم الذي غالباً ما
كان يتذكره ويئن من فراقه. وهذه من شكاة أمير المؤمنين. وقد انتهت هذه الشكاة
والمناجاة والتشوّق والذوبان في مثل هذه الليلة - ليلة التاسع عشر من شهر رمضان -
بالضربة التي أصابته عليه السلام. مسجد الكوفة بجدرانه وأبوابه والناس الذين كانوا
يتجمعون هناك وقد سمعوا من أمير المؤمنين مراراً هذه المناجاة والأدعية والتضرع
والتوسل إلى الله تعالى، وشاهدوا دموعه عليه السلام وعبادته المخلصة ورأوا وسمعوا
كلماته العارفة العميقة وأحياناً شكاته وآلامه، شهدوا فجأة في ليلة التاسع عشر من
شهر رمضان صوته عليه السلام يرتفع في مسجد الكوفة: "فزت ورب الكعبة". استهدفت
الجريمة أمير المؤمنين في ظلام الليل. أثناء النهار لم يكن أحد ليجرأ على الوقوف
أمام الإمام علي ومقاتلته. من ذا الذي كان بوسعه مهاجمة أمير المؤمنين في وضح
النهار.. إنما اغتالوه ليلاً، وفي حال الصلاة وهو في محراب العبادة. سمع الناس صوت
الهاتف يخبر بما وقع لأمير المؤمنين من حدث جلل. توجهوا إلى المسجد وشاهدوا الجسد
الدامي لأمير المؤمنين. صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين.
اللهم بحق أمير المؤمنين اجعلنا من محبي هذا الإنسان العظيم وأتباعه. اللهم ثبّتنا
على طريق التقوى والورع.. الدرس الكبير للإمام أمير المؤمنين. ربنا اجعل الأخلاق
الفاضلة من نصيب شعبنا في إيران. ربنا نجّنا من أمراض الأخلاق الرذيلة. ربنا منّ
علينا بالصبر والاستقامة في سبيل الحق وطلب ما طلبته من عبادك الصالحين. اللهم انصر
الشعب الإيراني ووفقه وأعزّه في كل ما يصبو إليه. اللهم أرضِ عنا أرواح الشهداء
الطيبة والروح الطاهرة لإمامنا في كل ما يجري علينا وعلى البلاد. اشملهم وكل
الماضين برحمتك ومغفرتك. أبلغ سلامنا لإمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)
وأجعلنا ممن تشملهم أدعيته الزاكية.
بسم الله
الرحمن الرحيم (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً
أحد).
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين
المنتجبين الهداة المهديين المعصومين المكرمين سيما عليّ أمير المؤمنين والصديقة
الطاهرة والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعليّ بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر
بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي،
والخلف القائم المهدي حججك على عبادك وأمنائك في بلادك، وصلّ على أئمة المسلمين
وحماة المستضعفين وهداة المؤمنين.
في الخطبة الثانية أرى من اللازم أن نبارك للناشئة الأعزاء الذين يؤدون هذا العام
أول صيام واجب لهم ويتشرفون بالخطاب والتكليف الإلهي. خصوصاً البنات اللواتي يجربن
التكليف الإلهي وهن في أعمار صغيرة ويصمن في هذه الأيام الطويلة الحارة نسبياً وهذه
من أفضل الاختبارات لشعبنا. شبابنا يجربون رياضة الصيام الشرعية في فترة شبابهم..
تحمل الجوع، وغض النظر عن اللذائذ وتقليل الرغبة في المحرمات طوال شهر شيء قيم جداً
بالنسبة لشعبنا وخصوصاً لشبابنا. إنه تمرين اكتساب التقوى منذ فترة الحداثة وبداية
البلوغ لدى البنات والبنين. نبارك لكل الشباب خصوصاً للمكلّفين في سنتهم الأولى.
أجواء مجتمعنا أجواء معنوية والحمد لله، وهذه الأجواء المعنوية تتضاعف في شهر
رمضان، وتشيع الخصال الحسنة بين الناس تدريجياً. هذه المساعدات التي تقدم للمعوزين
- أسبوع الإحسان - وولائم الإفطار التي نسمع أن الخيرين يقدمونها في المدن المختلفة
في المساجد والأماكن العامة.. هذه أعمال حسنة جداً. إنها مبعث نقاء وصميمة وقرب،
وهي في الواقع أداء لحقوق شهر رمضان، وأحد حقوقه هو الإحسان للإخوان ومواكبة
الأقارب والمسلمين ومساعدة الآخرين. هذه ممارسات طيبة جداً وقد كانت دارجة في
السابق أيضاً وتضاعفت اليوم. مجالس الموعظة والدعاء والقرآن كلها مراسم جيدة ينبغي
إشاعتها وتعميقها أكثر فأكثر.. ومضاعفة مضامينها، فأشكال المجالس لا تكفي بل ينبغي
الانتفاع من جلسات الدعاء والموعظة والقرآن .. ليحاول كل واحد منا أن ينال نصيبه.
أشير هنا إلى بعض النقاط والقضايا منها يوم القدس وقضية فلسطين بمناسبة اقتراب يوم
القدس، وقد تم إعداد خطبة باللغة العربية للإخوة العرب سأقرؤها أيضاً.
الحمد لله أن الشعب الإيراني سار في طريق مستقيم طوال هذه الأعوام منذ انتصار
الثورة وإلى اليوم.. وهذا الطريق المستقيم هو خط الصمود على المبادئ والأسس
الإسلامية. ليس الشعب الإيراني شعباً متحجراً، فهو على علم بمتطلبات العصر. إنه شعب
علم، وبحث، وتحقيق، وفهم. هذا هو شعبنا. لكل عصر وزمان مقتضياته وقد تصرف شعبنا
طبقاً لتلك المقتضيات. كانت فترة الدفاع المقدس فترة عصيبة جداً. ونزل الشعب كله
إلى ساحة الدفاع.. سار الشباب لساحة الحرب، والآباء والأمهات قدموا المساعدات كل
بنحو معين.. الناشئة قدموا مساعداتهم بشكل من الأشكال، وشرائح الشعب المختلفة شاركت
جميعها بأنحاء شتى في هذه العملية الكبرى. وفي عهد البحث والعلم وبناء البلد وإنجاز
المشاريع الكبرى، عاد الشعب وأنجز كل ما يجب عليه في كل فترة. في الوقت الذي أشتد
فيه الهجوم السياسي لأعدائنا الخارجيين الذين حاولوا بشتى السبل تقوية تيارات
معارضة البلاد، شارك شعبنا في جميع السوح التي كان ينبغي أن يشارك فيها. لنلق نظرة
على السنوات الماضية. حينما حاولت الأيادي الأجنبية بث الخلافات بين الجماهير في
الداخل رفعت الجماهير شعارات الوحدة وأعربوا عن تضامنهم بأشكال مختلفة. وعندما حاول
الأعداء بأجهزته التجسسية وأقماره الصناعية إنزال بعض الغوغائيين إلى شوارع طهران
وبعض المدن، نزلت الجماهير إلى الساحة وتصرفوا وملأوا الساحة قبل أن تبدأ القوات
المكلّفة بمكافحة الشغب مواجهتهم. وحينما تفاقمت دعايات الأعداء فيما يتصل بمختلف
القضايا ومنها القضية النووية .. ورأيتم أنهم ملأوا العالم بالدعاية ضد الجمهورية
الإسلامية .. وكان من الضروري أن تبدي الجماهير عن نفسها ردود أفعال معينة، أبدت
الجماهير للحق والأنصاف أفضل ردود الفعل في مختلف القضايا والمنعطفات. لو نظرنا
بعين الإنصاف لما يمكن أن نطلق عليه أسم "حركة وطنية" ــ وهذا يخص أكثرية الشعب
والشرائح المتحركة الناشطة منه ــ لوجدنا أن هذا الشعب الحي تحرك وعمل بكل شوق
ورغبة منذ بداية الثورة وطوال هذه الأعوام الثلاثين في كل برهة حسب حاجة البلد التي
شعروا بها وعلموا أنها شيء تحتاجه بلادهم. هذا هو الواقع ويجب عدم مجانبة الحق
والإنصاف وقد كان الواقع كذلك دائماً. ونتمنى أن يكون كذلك في المستقبل أيضاً. وهذا
ما جعل الأعداء لا ينتفعون شيئاً من الضغط على شعب إيران ومسؤولي البلاد. يتكلمون
ويهددون لكنهم لم ينتفعوا شيئاً من هذه التهديدات والدعاية ضد شعب إيران. الشعب
يواصل طريقه والحمد لله. إنه طريق التكامل والتقدم. لا ندعي أننا استطعنا بلوغ
الأهداف السامية للثورة وهي معارف الإسلام الحقيقية، لا، لكننا نسير في هذا السبيل
ونتقدم إلى الأمام. وكما قلنا يجب أن يكون عقد الثورة الرابع - ونحن قريبون منه -
بإذن الله تعالى وتوفيقه، عقد العدالة والتقدم إلى جانب بعضهما؛ أي التقدم الملحوظ
والعدالة الملموسة على مستوى البلاد. هكذا ينبغي تنظيم البرامج، وهو ما يجعل شعبنا
وبلادنا مصونين من الأخطار.
لتوفير مناخ الأمن النفسي للشعب بإغلاق باب الملاسنات
العدو عدو طبعاً ويجب أن لا نتوقع من العدو الذي تلقى الصفعات والضربات
من الإسلام أن يسكت عن نظام الجمهورية الإسلامية. لا شك أن العدو يمارس عداءه.
ينبغي أن نتوقع العداوة من العدو، ولكن يجب اختيار أفضل السبل وبكل وعي ويقظة
لمواجهة عداء الأعداء من أجل صيانة المصالح الوطنية ومصالح عموم الشعب.
ما أراه ضرورياً أكثر من أي شيء آخر لبلادنا اليوم كما في السابق هو وحدة كلمة جميع
أبناء الشعب ووحدة كلمة النخبة والمسؤولين فيما يتصل بالمباني الأساسية. من الأمور
المهمة حقاً لبلادنا هو أن يشعر الشعب بالأمن السياسي والنفسي، وأن لا يعتري التوتر
مناخ المجتمع النفسي. إنهم يحاولون بث التوتر وهذه من سياسات معارضي نظام الجمهورية
الإسلامية. طبعاً قد نزيد نحن أيضاً من هذا التوتر دون قصد.
أريد أن أوصي - وشعبنا العزيز والحمد لله في منأى عن كثير من هذه الأمور التي
يلاحظها الإنسان. ينظر الناس إلى بعض الملاسنات والحوارات غير المناسبة وغير
الضرورية التي تلاحظ أحياناً بين النخب السياسية؛ ونظرة الناس هنا ليست نظرة رضا.
هذا ما نفهمه جيداً من مراجعات الناس - وسأذكر مسألتين أو ثلاثاً من المسائل
الصغيرة غير المهمة التي تجري محاولات لاستغلالها من أجل تصعيد حالة التوتر..
أذكرها من أجل إغلاق باب الملاسنات.
يظهر شخص ويصرح برأيه حول الشعب الذي يعيش في إسرائيل، وهذا التصريح طبعاً تصريح
خاطئ. أن يقال إننا أصدقاء لشعب إسرائيل كما هو حالنا بالنسبة للشعوب الأخرى؛ هذا
كلام غير منطقي. ومن هم شعب إسرائيل؟ هم الذين يتم بواسطتهم اغتصاب البيوت والأراضي
والمزارع والتجارة. إنهم السواد الأعظم للعناصر الصهيونية. لا يمكن للشعب المسلم أن
يبقى لا أبالياً محايداً تجاه جماعات كانت الأداة بيد أعداء العالم الإسلامي
الرئيسيين. نحن لا مشكلة لدينا مع اليهود إطلاقاً، ولا مع المسيحيين، ولا مع أتباع
الديانات الأخرى في العالم. لكن لدينا مشكلة مع مغتصبي أرض فلسطين. والمغتصبون
ليسوا الكيان الصهيوني فقط. هذا هو موقف النظام والثورة والشعب. وقد يتكلم شخص
بكلام غير صحيح تصدر تجاهه ردود أفعال معينة.. ينبغي إنهاء المسألة. ليس من الصحيح
أن يتحدث شخص من هذا الجانب يوماً، ويتحدث شخص آخر من ذاك الجانب يوماً، ويحتج فلان
بهذا الشكل، ويتحدث فلان بذاك الشكل... هذا يثير التوتر. هي كلمة قيلت وكانت خطأ
وانتهت. وهي لا تمثل موقف الجمهورية الإسلامية. المسألة هنا تختلف عن البلدان
الأخرى التي لا تعيش شعوبها على أراضٍ مغتصبة. المستوطنات اليهودية اليوم ممتلئة
بهؤلاء الناس الذين يقال إنهم شعب إسرائيل. هؤلاء هم الذين سلحتهم الحكومة
الصهيونية المصطنعة ضد الشعب الفلسطيني المسلم كي لا يتجرأ الفلسطينيون علی
الاقتراب من تلك المستوطنات. كانت تلك كلمة خاطئة غير صحيحة ويجب عدم جعلها وسيلة
للتوتر. أرجو من الجميع أن لا يجعلوا مثل هذه القضايا الصغيرة الجزئية - كلمة جرت
على لسان شخص ما، أو فكرة قيلت - وسيلة لخلق توتر ومشاكل لمدة طويلة في كل أنحاء
البلاد.. البعض يعارضون، والبعض يؤيدون والقضية أساساً قضية تافهة. موقف نظام
الجمهورية الإسلامية معروف وانتهى.
مسألة أخرى يلاحظها المرء هذه الأيام - وأريد أن أطلب أيضاً من النخبة خصوصاً أن
يتنبهوا لهذا - هي إصدار الأحكام حول شؤون الحكومة وأدائها. وهذا طبعاً من تبعات
الاقتراب من موسم الانتخابات، فمع إننا لسنا قريبين جداً ولا زالت أمامنا تسعة أشهر
إلى موعد الانتخابات، بيد أن طبيعة الانتخابات هي أن تنشط الشخصيات قبلها بفترة
وتتحدث... فلتتحدث. ثمة حول الانتخابات الكثير من الكلام سنذكره لشعبنا العزيز إن
شاء الله في وقته وفي الفرصة المناسبة. الوقت الآن مبكر. لكن الإنسان يشعر أن ثمة
عدم إنصاف فيما يقال هذه الأيام. إذا كان لدى شخص برامج وأفكار لما يسميه معضلات
البلاد فليطرح أفكاره. وإذا كان باستطاعته تقديم حلول للمشكلات الموجودة - مشكلة
الغلاء أو التضخم مثلاً - فليطرحها. تسقيط المسؤولين والحكومة ليس من المصلحة
إطلاقاً ولا من الممارسات الإسلامية السليمة. طبعاً في أماكن أخرى وبلدان أخرى من
العالم يجري التسقيط وتشويه السمعة وإراقة ماء الوجوه تحت طائلة الديمقراطية
والحرية.. هذه ليست ممارسات إسلامية.. إنها ممارساتهم كالكثير من أعمالهم وأفعالهم
الأخرى. ما يقال حول القضايا الاقتصادية أو غير الاقتصادية يجب أن يطرح أولاً في
الأوساط المتخصصة وليس من على المنابر العامة. يلاحظ الإنسان أنهم يقولون أحياناً
كلاماً يجانب الإنصاف. ينبغي عدم إشاعة صفة عدم الإنصاف الذميمة في مجتمعنا. يجب أن
لا نبتلی بعدم الإنصاف. خصوصاً نخبتنا.. خصوصاً نخبتنا.. يجب أن ينظروا جيداً
ويتكلموا بإنصاف. قلنا إن التخريب ليس صحيحاً. لا من قبل أنصار شخص أو جماعة، ولا
من قبل معارضي ذلك الشخص أو الجماعة. ليس من الضروري أبداً أن تتخذ مواجهتهم شكل
التخريب والتسقيط.. يمكنهم التحدث بطريقة منطقية وطرح انتقاداتهم إذا كانت لديهم
انتقادات. نشكر الله على أن أجواء بلادنا أجواء حرية منفتحة بفضل النظام الإسلامي.
أمام الجماهير فرصة كي تقول كلمتها.. وبوسع النخبة أيضاً أن يتحدثوا، والناس
يستمعون ويقارنون الكلام ببعضه فيقبلون ما يبدو لهم حقاً.
ليس قلقي من أن يقال شيء أو ينتقد شخص؛ لا، شخص يُنتقد وشخص يرد على النقد. قلقي من
شياع أخلاق اللاإنصاف في المجتمع. تقدم الكثير من الخدمات فيضعها الإنسان كلها
جانباً ويركز على نقطة معينة.. هذا ليس صحيحاً.. هذا طبعاً خطاب للجميع، ولا نقوله
خطاباً لشخص معين أو جماعة معينة أو تيار معين.. نقول هذا للجميع. ليحذر الجميع من
أن يسقطوا بعضهم. أجواء التسقيط هذه ليست محبذة، والناس لا ترغب فيها. أقول هذا
الآن للسادة بحضوركم أيها الناس: إذا تصورتم أن تتربعوا وتذموا المسؤول الفلاني أو
التيار الفلاني ويبتهج الناس لذلك ويفرحوا فأنتم على خطأ. الناس لا ترتاح لأجواء
التسقيط.
المسألة الأساسية في منطقتنا اليوم هي قضية فلسطين القديمة.. قضية فلسطين قضية جد
أساسية ومهمة. ضاعف الكيان الغاصب المحتل من إجراءاته ضد الفلسطينيين وهذا هو رد
فعله تجاه ضعفه الداخلي وهزائمه المتلاحقة. لم يتمكنوا من الحفاظ على الهيمنة التي
اصطنعوها لأنفسهم كذباً. الرعب الذي زرعوه في قلوب الشعوب العربية تحطّم بجهاد
المجاهدين المضحين من لبنان وفلسطين وراحوا يزيدون من ضغوطهم على الشعب الفلسطيني.
الحكومة القائمة في غزة اليوم حكومة قانونية؛ حكومة حماس حكومة قانونية. على العالم
كله قبول هذه الحكومة التي تشكلت بأصوات الشعب عن طريق الانتخابات. أدعياء الحضارة
الذين يعتبرون أنفسهم بلداناً متحضرة لكنهم لم يشموا رائحة التحضر والإنسانية
يتفرجون على سلوك الغاصبين الصهاينة مع أهالي غزة وعلى هذا الحصار الشديد المفروض
ضدهم - وغزة طبعاً نموذج من النماذج، فالضفة الغربية ليست بأفضل حالاً، فمع أنه لا
يوجد هناك حصار غير أن بطش الصهاينة في مدن الضفة الغربية ليس بأقل مما في غزة.
الضغوط على الفلسطينيين المظلومين مستمرة في كل مكان - ولا ينبسون ببنت شفة، بل
يدافعون ويدعمون الصهاينة. على العالم الإسلامي أن يقول كلمته إزاء هذا الحدث
المرير، ويجب أن يطرح رأيه ويحدد موقفه، ويوم القدس يوم مناسب لهذا.
رحمة الله ورضوانه على إمامنا الجليل الذي حدد هذا اليوم يوماً للدفاع عن الشعب
الفلسطيني. سيستثمر شعبنا وقطاع واسع من شعوب البلدان الإسلامية كما نتمنى فرصة يوم
القدس إن شاء الله ويؤدوا حقوق الشعب الفلسطيني، وستعمل الحكومات المسلمة إن شاء
الله بواجبها الكبير في مساعدة حكومة حماس في فلسطين ومساعدة شعب فلسطين.
بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.