مفاسد حبّ الدنيا-2- السخط على وليّ النعمة
فكر الإمام الخميني
إنّ من المفاسد الكبيرة لحبّ الدنيا - كما يقول شيخنا العارف روحي فداه هو، أنّه إذا انطبع حبّ الدنيا على صفحة قلب الإنسان واشتدّ الأنس بها، انكشف له عند الموت أنّ الحقّ تعالى يفصل بينه وبين محبوبه،
عدد الزوار: 118
إنّ من المفاسد الكبيرة لحبّ الدنيا - كما يقول شيخنا العارف روحي فداه - 1
هو، أنّه إذا انطبع حبّ الدنيا على صفحة قلب الإنسان واشتدّ الأنس بها، انكشف له
عند الموت أنّ الحقّ تعالى يفصل بينه وبين محبوبه، ويفرق بينه وبين مطلوبه، فيُغادر
الدنيا مغتاظاً ساخطاً على وليّ نعمته.
إنّ هذا القول القاصم للظهر يجب أن يوقظ الإنسان للحفاظ على قلبه، فالعياذ بالله من
إنسان يسخط على وليّ نعمته ومالك الملوك الحقيقي، إذ لا أحد يعرف صورة هذا السخط
والعداء غير الله تعالى. ويقول شيخنا العظيم أيضاً - دام ظله - نقلاً عن أبيه
المعظم، إنّه كان في أواخر عمره خائفاً بسبب المحبّة التي كان يكنّها لأحد أولاده،
ولكنّه بعد الانهماك في الرياضات تخلّص من ذلك الخوف، وانتقل إلى دار السرور
مسروراً، رضوان الله عليه.
قال الإمام الصادق عليه السلام: "مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلّما شرب منه
العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله "2.
إنّ حبّ الدنيا ينتهي بالإنسان إلى الهلاك الأبدي، وهو أصل البلايا والسيّئات
الباطنية والظاهرية وقد نُقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "إنّ
الدرهم والدينار أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم" 3.
وعلى فرض أنّ الإنسان لم يرتكب معاصي أخرى - على الرغم من أنّ هذا الفرض بعيد أو من
المستحيل عادة - فإنّ التعلّق بالدنيا نفسه معصية، بل إنّ مقياس طول بقاء الإنسان
في عالم القبر والبرزخ هو أمثال هذه التعلّقات. فكلّما كان التعلّق بالدنيا أقل كان
البرزخ وقبر الإنسان أكثر نوراً وأوسع، ومكثه فيه أقصر. لذلك فقد ورد في بعض
الروايات: إنّ عالم القبر لأولياء الله لا يزيد عن ثلاثة أيّام، وإنّما كان هذا
لأجل التعلّق الطبيعي والعلاقة الجبلية لأولياء الله بهذا العالَم.
1 المرحوم آية الله الشاه
آبادي.
2 الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 136.
3 م.ن، ص 316.