يتم التحميل...

مفاسد حبّ الدنيا-1- الاحتجاب عن الله

فكر الإمام الخميني

إنّ الرغبة في الدنيا سبب للاحتجاب عن الحقّ تعالى، وللحرمان من السلوك إلى الله. والمقصود بالدنيا كلّ ما يُشغل الإنسان عن الحقّ تعالى.

عدد الزوار: 102

إنّ الرغبة في الدنيا سبب للاحتجاب عن الحقّ تعالى، وللحرمان من السلوك إلى الله. والمقصود بالدنيا كلّ ما يُشغل الإنسان عن الحقّ تعالى. ولأنّ هذا المعنى يتحقّق أكثر في عالَم الملك، لذا فهذا العالَم أحقّ بهذا الاسم - الدنيا - من غيره. وهذا ما يُشير إليه حديث مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام عندما يُعرِّف الزهد. قال: الزّهد مفتاح باب الآخرة والبراءة من النّار وهو ترك كلّ شي‏ء يَشغَلُكَ‏ عن‏ الله‏ تعالى من غير تأَسُّفٍ على فَوْتِهَا1.

ولقد فسّر أهل المعرفة الحجب النورانية والحجب الظلمانية، التي ورد ذكرها في الحديث الشريف: “إنّ لله سبعين ألف حجاب من نور، وسبعين ألف حجاب من ظلمة... “2، بأنّها تتمثّل في وجود الأشياء والعوالم وتعيّناتها، فالانشغالبأيٍّ منها يحرم الإنسان ويحجبه عن وجه جمال الجميل...

وعلى أيّ حال، فإنّ التعلّق القلبي بكلّ ما سوى الحقّ تعالى عقبة في طريق السلوك إلى الله، وعلى السالك إلى الله والطالب للقائه - جلّ وعلا - وللعروج في معارج المعارف الإلهية، أن يُزيل هذه العقبة عن طريقه بالرياضات الشرعية، فلا يُمكن العروج إلى الكمالات الروحانية ومشاهدة جمال الجميل المطلق مع وجود هذا التعلّق القلبي بغير الحقّ تعالى، ومع اتباع شهوات البطن والفرج3.


1- العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 67، ص 315.
2- العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 55، ص 45.
3- راجع، الإمام الخميني، جنود العقل والجهل، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، 2001، ص299.
 

2016-07-20