يتم التحميل...

التفكير في الذات الإلهية

سؤال_جواب

ما دام الدين الإسلامي يملك اليقين بقوة منطقه واستدلاله، فلماذا يحذّر الناس من السؤال حول حقيقة الوجود والذات الإلهية، حتى أنه يمنع التفكير في هذا الموضوع؟.

عدد الزوار: 243
#سؤال: ما دام الدين الإسلامي يملك اليقين بقوة منطقه واستدلاله، فلماذا يحذّر الناس من السؤال حول حقيقة الوجود والذات الإلهية، حتى أنه يمنع التفكير في هذا الموضوع؟.

الجواب:

الإسلام يعتمد على منطقه ويثق به، وهو لم يأت ليخوِّف الناس، أو ليقول لهم لا تفكروا في الله تعالى؛ بل قال لهم فكروا في أي شيء شئتم، لكن اشترط أن يكون التفكير مبنيا على المنطق، وعلى أسس عميقة وواضحة وفي حدود إمكان البشر. فهل استطاع الإنسان -على سبيل المثال- الوصول إلى حقيقة مخلوق واحدٍ من المخلوقات حتى يصل إلى حقيقة الله عز وجل. هل تمكّن البشر من وضع اليد على حقيقة هذا النّور الحسّي الموجود؟. اليوم نرى هذا التطور العلمي الكبير وهذا التقدم التقني، لكن مع ذلك، فإن العلم يتجنب الدخول في البحث في حقيقة بعض الأشياء، ويعترف أنه لم يتوصل إلى كنه كثير منها، لكن هذا لا يعني أننا ننكر وجودها. فلو سُئِلنا ما هي حقيقة الكهرباء؟ لقلنا لا نعلم، أو ما هي حقيقة المادة؟ لا نعلم، لكن لا يمكننا إنكار وجود هذه الأشياء.

ما هي حقيقة الحياة؟ لا يوجد إنسان منذ العصور الأولى إلى زماننا هذا يدّعي أنه يعلم حقيقة الحياة، أو أن يخبرنا ما هي هذه الحقيقة؟ لكن لا أحد ينكر وجود الحياة، لأننا نرى آثارها في الواقع.

في هذه الحدود، يمكن للجميع أن يحصّلوا المعرفة بالله تعالى، إن الله موجود؛ الذات الأزلية الأبدية موجودة؛ الذات الغنية عن الجميع والتي هي مبدأ الأشياء كلها، العالمة بمخلوقاتها، القادرة على كل شيء موجودة. في هذه الحدود يستطيع البشر تحصيل المعرفة به تعالى. في علاقة الإنسان بالله جلّ جلاله ليس هناك مجال للشك والتردد: {أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} .

إذن، المسألة ليست استدلالية أو نظرية، كأن يختار كل إنسان نظرية ما؛ لكن المسألة إذا طرحت بشكلها الصحيح، لا يمكن لأحدٍ أن يعتريه الشك. فإذا شك إنسان ما فهذا يعني أن المسألة لم تطرح بصورتها الصحيحة، أو أنه شك في غير الله تعالى، لكنه سمّاه الله وهذا عناد وجحود.
2016-06-18